أكد مصدر مطلع بالسفارة الأمريكية فى القاهرة أن الإدارة الأمريكية مهتمة جدا بما يحدث فى مصر ووصف مصر بأنها دولة قوية جدا باعتبارها قلب العالم العربى وأن السياسة الأمريكية هى العمل مع أية حكومة ينتخبها الشعب المصرى بشكل ديمقراطى.
وأشار المصدر إلى عدم تدخل الإدارة الأمريكية فى السياسة الداخلية المصرية وأن كل ما يمكن لأمريكا تقديمه من مساعدة لمصر فى الوقت الحالى هو دعم الاقتصاد سواء من خلال المعونة أو دعم قطاع الأعمال والقطاع الخاص ودفع التجارة المشتركة بين البلدين.
جاء ذلك فى تصريحات أدلى بها المصدر إلى عدد محدود من رؤساء التحرير الليلة الماضية بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة.وقال المصدر "لدى الأمريكيين برنامج كبير جدا على المستوى الاقتصادى والعسكرى وسيتم التركيز على القطاع الخاص والأعمال وخلق فرص عمل للجميع خاصة الشباب"، مؤكدا استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع من يختاره الشعب المصرى فى الانتخابات المقبلة.
ولفت إلى استمرار التعاون المصرى الأمريكى، حيث بلغ حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر 3ر1 مليار دولار وبلغ حجم المساعدات الاقتصادية (250) مليون دولار بخلاف (700) مليون دولار سيتم تقديمها إلى مصر فى المستقبل القريب إلى جانب موافقة الكونجرس الأمريكى على إسقاط مليار دولار من أصل ثلاثة مليارات من الديون الأمريكية على مصر، وأن ذلك سيتم خلال أسبوعين.
وجدد المصدر الأمريكى ثقة بلاده فى المجلس العسكرى وأنه سيقوم بتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة بدليل إجراء انتخابات برلمانية خلال عشرة أيام وأن هذا هو ما أكده المجلس العسكرى للولايات المتحدة وللشعب المصرى وما يكرره دائما، موضحا فى هذا المجال أن ما يقوله المجلس العسكرى للمسئولين الأمريكيين هو نفس ما يقوله للشعب المصرى.
وأكد المصدر أن الحديث مع المجلس العسكرى مستمر حول كافة الموضوعات ومن بينها أهمية رفع قانون الطوارئ وعدم محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، وأعرب المصدر عن اهتمام السياسة الأمريكية بالوصول إلى جميع ألوان الطيف السياسى المصرى خلال هذه المرحلة الانتقالية من خلال منظمات المجتمع المدنى. وقال "لا ندعم الأحزاب السياسية مطلقا ونتعاون فقط من خلال منظمات المجتمع المدنى غير الحكومية بصورة طبيعية وقانونية على أن تكون هذه المنظمات مسجلة ومعترف بها رسميا"، مشيرا إلى وجود مشكلة فى هذا المجال نتجت عن إمكانية استفادة بعض الأحزاب من خلال تعاملها مع هذه المنظمات غير الحكومية التى تمول بعضها من أمريكا، حيث أمكن لبعض الأحزاب الحصول على تدريب عبر هذه المنظمات بما يمكنها من إعداد حملاتها الانتخابية.
كما أكد المصدر أن أمريكا لاتمول الأحزاب السياسية أو منظمات المجتمع المدنى التى قد يكون لها علاقة بالأحزاب وأن كل ما فى الأمر هو المساعدة فى إعداد دورات تدريبية حول كيفية إعداد مناظرة سياسية مثلا أو كيفية تقديم حملاتهم الانتخابية أو مساعدة المرأة فى العمل بالسياسة، وأن ذلك يحدث من خلال هذه المنظمات.
وأوضح المصدر أن المساعدات الأمريكية لمصر تقدم بشكل أساسى إلى أنشطة التعليم والصحة والتنمية الاقتصادية وتعليم اللغات وأن جزءا بسيطا من هذه المساعدات يقدم لمنظمات المجتمع المدنى بما يساعد فى بناء مهارات أبناء الشعب.
وحول تعاون الولايات المتحدة مع الأحزاب التى تقوم على أسس دينية، أكد المصدر الأمريكى أن سياسة بلاده بعد الثورة المصرية هى الانفتاح على كافة الفصائل السياسية طالما لا تستخدم العنف.
وأشار فى هذا المجال إلى أن المسئولين بالسفارة الأمريكية بالقاهرة تقابلوا مع ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية وعدد من المرشحين المحتملين للرئاسة مثل عمرو موسى والدكتور محمد البرادعى غير أن المراقبين ركزوا على اللقاءات مع الإخوان المسلمين فقط.
وأوضح المصدر أن السفارة الأمريكية لا تعلن عادة عن هذه اللقاءات بصورة رسمية وأن هذه الجهات غالبا هى التى تعلن عن ذلك، موضحا أن هذا الأمر تقوم به مختلف الأحزاب مع بقية السفارات العاملة فى مصر وأنها تقوم بدعوة هؤلاء لحضور بعض فعالياتهم وأن الدبلوماسيين يلبون تلك الدعوات.
وفيما يتعلق بما نسب لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون من استعداد أمريكا للتعاون مع الإخوان المسلمين، قال المصدر "إن الوزيرة الأمريكية كانت ترد على سلسلة من الأسئلة الموجهة إليها وأن من وجهوا تلك الأسئلة فى الغالب لايعرفون بقية التيارات الدينية من السلفيين وغيرهم مثلما يعرفون الإخوان المسلمين.
وأعرب المصدر عن عدم وجود مخاوف لدى أمريكا من أن تفرز الانتخابات فى المنطقة العربية عما يسمى (الهلال الإسلامى) من غزة وحتى تونس .. موضحا أن هؤلاء عندما يصلون للحكم لابد لهم من تقديم خدمات لمواطنيهم الذين سيحكمون عليهم ولن ينتخبوهم ثانية إذا لم يفعلوا ذلك والمصريون سبق لهم أن فعلوا ذلك.
كما أعرب المصدر عن ثقته فى عودة السياحة إلى مصر فى شكلها الطبيعى مرة أخرى.. موضحا أنه سيتم الإعداد لمؤتمر مشترك للغرفة الأمريكية مع وزارة السياحة المصرية بما يساهم فى عودة الاستقرار إلى قطاع السياحة واستقرار العمالة فيه، وأكد أن أمريكا تدعم الثورة المصرية ولها مصالح إستراتيجية مع مصر وأن نجاح الديمقراطية فى مصر هو نجاح لأمريكا.
وحول ما يتردد من منح السفارة الأمريكية لتأشيرات بأعداد كبيرة لأقباط مصر بعد أحداث ماسبيرو، قال المصدر الأمريكى إن هناك قلقا أمريكيا بوجه عام خاصة فى الكونجرس على الأقليات غير أن منح التأشيرات يتم بطريقة عادية ولاتوجد أعداد كبيرة من التأشيرات يتم منحها من جانب السفارة الأمريكية.
وقلل المصدر فى ختام تصريحاته من أهمية تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بضرب المفاعلات النووية الإيرانية.
وأوضح فى الوقت نفسه أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية نحو إيران لم تتغير وأنه إذا ما امتلكت إيران القنبلة النووية فإن هذا الأمر سيعد كارثة.
دبلوماسى أمريكى: يجدد ثقة بلاده فى المجلس العسكرى
الأربعاء، 16 نوفمبر 2011 01:02 م
المجلس العسكرى