بعد سقوط النظام السابق كنت أحمل فى نفسى الكثير من الأمنيات حول مصر جديدة تختلف عن مصر السابقة التى عانت وعانى شعبها كثيرا من ظلم وفساد النظام السابق، ومن ضمن هذه الأمنيات كان هناك أمنيات تتعلق بإعلام حر بعد الثورة وبعد سقوط النظام السابق الذى كان يطبق مقولة "أعطنى إعلام بلا ضمير أعطيك شعبا بلا وعى" بحذافيرها، فكان أملى بعد الثورة أن أجد إعلاما حرا يستطيع أن ينسينا ما عانيناه من الإعلام المصرى، سواء فبل الثورة أو أثنائها وأنا أقصد بشكل خاص التليفزيون المصرى، لكن بعد قيام الثورة وسقوط النظام السابق وتولى المجلس العسكرى زمام الحكم تبخرت كل امنياتى حول الاعلام الحر ، فلم أجد إعلام حر، ولكنى وجدت مصادرات للصحف واعتقالات للنشطاء السياسيين ومزيدا من التضليل من الإعلام المصرى.
فقد عانى الإعلام بعد الثورة أكثر من معاناته قبلها، فالنظام السابق كان يضيق على الإعلاميين والنشطاء من خلال الضرب تحت الحزام؛ فكثيرا ما كنت أشعر أن النظام السابق لم يكن لديه الشجاعة أن يواجه غضب الشعب المصرى أو على الأقل كان لا يريد أن يستيقظ الشعب المصرى من غفوته التى استمرت ثلاثين عاما، وما وجدته من المجلس العسكرى هو تحد للشعب ورغبته فى الحرية سواء حرية الإعلام أو الحرية فى إبداء الرأى.
وما أحزننى كثيرا هو ما وجدته من بعض المصريين من تأييد الاعتقال للنشطاء السياسيين وتقييد حريتهم ومحاكمتهم عسكريا، لمجرد أنهم يختلفون مع هؤلاء النشطاء فى الرأى!!!
كنت كثيرا أتساءل لماذا يبقى المجلس العسكرى على بعض الأفراد فى مناصبهم ويتحدى رغبة المصريين وكانت الاجابة تأتى سريعا فى رأسى وهى أن هؤلاء الأشخاص ينفذون رغبة المجلس العسكرى ويساعدونهم فى تضييق النطاق على الشعب المصرى ويساعدون الشعب المصرى أن يعود إلى غفوته.
أما التليفزيون المصرى فحدث ولا حرج فلم يختلف كثيرا عن هيئته قبل الثورة من كونه اعلام النظام، وتحولت الخطوط الحمراء من الرئيس المخلوع واسرته للمجلس العسكرى وأفراده.
أنا بالطبع لا أريد أن أشوه صورة المجلس العسكرى أو أشجع الناس أن تنقلب عليه ولكنى أريد أن نكف عن تعاملنا مع من فى السلطة _ سواء النظام السابق او الحالى_ على أنهم انصاف الهه لا يخطئون و نتبع ما قاله الكاتب عمرو سلامة "يعنى أكذبهم وأصدق عنيا"!!
الآن وبعد ثورة 25 يناير للأسف اصبح من السذاجة أن أتحدث عن حرية الاعلام فمن الأفضل أن أحدث عن الرقابة على الإعلام أو عنى مصادرة الصحف و اقتحام القنوات أو حتى عن اعتقال النشطاء السياسيين ومحاكمتهم عسكريا.
