قالت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الأربعاء "إن الجامعة العربية أعادت اكتشاف دورها مرة أخرى بعد توصلها إلى إرادة جماعية نهاية الأسبوع الماضى، بشأن تجميد عضوية سوريا والتلويح بورقة عقوبات ضد نظام الأسد لما يرتكبه فى حق شعبه" .
وذكرت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته على موقعها بشبكة الانترنت - أن الربيع العربى والذى بات مهددا بأن ينتكس إلى خريف عربى فى ظل تشبث ثلاثة طغاة عرب بالحكم فى بلادهم لا يتوقف عن حمل المزيد من المفاجآت بعد مواقف الجامعة الأخيرة من الأزمة السورية .
وأوضحت الصحيفة أن قرار الجامعة العربية هذه المرة يختلف عن المرات السابقة، وأنه جاء ليهدد ليس الرئيس الأسد فحسب بل ليتوعد سائر الطغاة العرب ..مشيدة بموقف الجامعة ودعوتها الجيش السورى بشكل حاسم إلى وقف قمعه الوحشى للمتظاهرين العزل فى بلاده وشروعها فى بدء نقاش حول الآلية التى تتمكن من خلالها بالاعتراف بالمعارضة السورية علاوة على سعيها وراء أن يلعب مجلس الأمن الدولى دورا فعالا فى الأزمة.
وقالت "إن هذا التحرك الإيجابى من جانب الجامعة إنما ينذر بعواقب وخيمة على نظام الأسد الذى يواجه الآن عزلة دولية كما انه سيجعل من الصعب على كل من روسيا والصين الاستمرار فى مساعيهما لعرقلة أى تحرك أممى ضد نظام الاسد" .وأضافت :"إن قرار الجامعة يرجح رغبة معظم القادة العرب فى سقوط نظام الاسد مدللة على ذلك بالخطاب الذى القاه العاهل الاردنى عبد الله الثانى ، والذى دعا من خلاله نظيره السورى بالتنحى عن السلطة فى أول دعوة علنية لرئيس عربى تطالب الأسد بالتنحى".
من ناحية أخرى، اعتبرت الصحيفة أن العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد الاسد تعززت الآن بفعل تهديدات الجامعة بفرض عقوبات اقتصادية ضده الى جانب الاجراءات العقابية التى تعتزم تركيا اتخاذها..مشيرة إلى أن ذلك يعتبر عوامل تأتى لتطوق نظام الأسد الذى يعانى أصلا من أزمة سيولة نقدية، إلى جانب توقف الإيرادات من قطاع السياحة و النفط وتخوف رجال الأعمال المحسوبين على النظام من انهيار الاقتصاد الوطنى .
وأكدت أنه على الرغم من المؤشرات على عدم استسلام ورضوخ نظام الأسد بسهولة، إلا أن موقف الجامعة العربية الأخير جاء ليبدد الصورة التى لطالما سعى النظام فى سوريا إلى رسمها بكونه "قلب العروبة النابض".
الفاينانشيال تايمز: الجامعة العربية تعيد اكتشاف دورها من خلال الأزمة السورية
الأربعاء، 16 نوفمبر 2011 04:02 م
نبيل العربى