هناك حالة خوف تنتاب كثيرين من المستقبل، خوف من التلاعب فى الانتخابات ومن سرقة إرادة الناخبين، من الفلول ومن الانفلات الأمنى، وغياب الشرطة، خوف وشك يصل إلى حد اليأس من المستقبل.
أول المخاوف من أعضاء الوطنى المنحل أن يسيطروا إذا نجحوا فى الترشح والاستمرار ليعيدوا إنتاج النظام السابق بفساده وتسلطه، وخوف آخر من انتقام «الفلول» إذا تم استبعادهم من العملية السياسية، يرى البعض أن الفلول وراء الانفلات الأمنى لأنهم لا يريدون استقرارا أو تغييرا.
البعض يبالغ فى الرعب من الفلول متجاهلا أن الحزب الوطنى المنحل لم يكن حزبا ولن تكون فلوله أقوى من أصوله، مع الأخذ فى الاعتبار أن الفلول لا يمكن اختصارهم فى الحزب الوطنى، بل هناك أنصار وحلفاء النظام السابق، كانوا فى المعارضة وبعضهم مازال فى واجهة التحالفات الانتخابية والسياسية، وبعض الأحزاب والسياسيين كانوا يحظون بدعم النظام والحزب الوطنى، ثم إن الفلول السياسية أقل خطرا من فلول اقتصادية أثرت من الفساد والعلاقة بالسلطة، وهؤلاء أو بعضهم مازالوا يتاجرون فى السلاح ويغذون الانفلات الأمنى ويحركون العنف.
هزيمة الفلول لن تكفى معها العشوائية السائدة دون إصدار قانون يحدد الذين أفسدوا أو تورطوا فى فساد سياسى أو اقتصادى حتى يمكن عزلهم، لأن العشوائية والأحكام المتناقضة بعزل فلول وترك آخرين أو منعهم من الترشح ومنحهم حق التصويت لن تفيد كثيرا، ولن تتم بالنوايا، وربما تحولت إلى عمليات انتقام تفتح الباب لمزيد من العنف وتفيد الفلول والانتهازيين الذين يتصدر بعضهم التحالفات السياسية، وعلى من يطاردون الفلول أن يفكروا فى كيفية الفوز فى انتخابات ليست سهلة.
هناك أيضا مخاوف وشكوك من أن يجرى التلاعب فى إرادة الناخبين بالشراء والرشوة خاصة الفقراء الذين يمكن سرقة إرادتهم بالمال أو بالترهيب أو بالوعود الكاذبة، خاصة أن النظام الانتخابى مازال يعانى من نفس العيوب التى تجعل التأثير على الإرادة قائما. وحتى لو تم تأمين الانتخابات أثناء عملية التصويت، فلا توجد حتى الآن آليات لتأمين إرادة الناخب قبل الصندوق من تجار الأصوات والوعود الكاذبة.
كل هذه المخاوف واردة لكنها يفترض أن تدفع أكثر إلى المشاركة وليس للمقاطعة، لأن المشاركة الكثيفة فى حد ذاتها نوع من التأمين الشعبى، فضلا عن كون المشاركة هى السبيل الوحيد لضمان تمثيل متعدد للتيارات والأفراد، بما يبعد شبح سيطرة تيار أو اتجاه أو عودة الفاسدين والفلول للبرلمان القادم وتحكمهم فى عملية وضع الدستور. المشاركة أو المقاطعة اختيار، وفى كلا الحلين ستكون النتائج مؤثرة فيمن يشارك أو يقاطع. وعلى الذين يخافون من الانتخابات، ومن يفكرون فى هزيمة خصومهم، أن يفكروا أيضا كيف يمكنهم الفوز فى معركة تحدد شكل المستقبل للجميع.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حريه حريه حريه
خانك القلم يا استاذ انا احد الخائفين
عدد الردود 0
بواسطة:
motaz
متخافش
لصاحب التعليق رقم 1 ماتخافش وان خفت روح
عدد الردود 0
بواسطة:
ماهر
يا حرية اذا خايف اخرج وصوت لمن تريد
عدد الردود 0
بواسطة:
ديمقراطى
نعمل اللى علينا والباقى على ربنا