ردًا على الاتهامات التى أطلقت ضد الجزائر بقمعها لحقوق الاقليات المسيحية بها فى ممارسة شعائرهم الدينية ومنعهم من بناء الكنائس، خرجت وزارة الشئون الدينية والأوقاف بكتاب جديد للرد على هذه الاتهامات بعنوان "الشعائر الدينية.. حرية ممارستها حقّ يكفله الدين والقانون".
وحسبما ورد بجريدة البلاد الجزائرية يتضمن الكتاب الذى شارك فى تأليفه مجموعة من الباحثين المسلمين والمسحيين، عدد من الدراسات والأبحاث بأقلام جزائرية وأجنبية وباللغتين العربية والفرنسية ومن الأسماء التى شاركت فى إعداد الكتاب عبد القادر بوعرفة وعمار يزلى وعبد العزيز فيلالى، ومن الأجانب المطران منير حنا أنيس وغابرييلا غليل والباحث برناردغوم وقال الباحث الجزائرى بومدين بوزيد فى تقديم الكتاب "إننا نسعى من خلال هذا الكتاب وغيره إلى فتح نقاش حر حول قضايا التدين والمؤسسة الدينية فى الجزائر، وفهم خلفيات اتهام الجزائر بالتضييق على الحريات الدينية وهى مجابهة فى الوقت نفسه ضد التعصب الدينى وضرورة العودة إلى الاجتهاد ضمن أفق هويتنا الوطنية مما تتيحه لنا من اجتهاد وسماحة متميزة".
قسم الكتاب إلى بابين رئيسيين، يتناول الأول حرية وممارسة الشعائر الدينية فى التاريخ الإسلامى والجزائرى على وجه الخصوص، بالإضافة إلى مواضيع هامة على غرار "الأقليات المسيحية فى المغرب الأوسط..الجزائر نموذجا لحياة المسلم والتسامح" و"اهمية الحوار بين الإسلام والغرب المسيحى".
أما الباب الثانى فيتناول حرية المعتقد ومرجعياته الدينية والوضعية، وفيه أيضا الحماية القانونية والدينية لحرية المعتقد، وموضوع حماية الحرية الدينية فى النصوص الدولية. وإلى جانب هذا، يتضمن الكتاب شروحا وتوضيحات وافية حول القانون "06/02 مكرر" الصادر فى الـ28 فبراير 2006 والخاص بتنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين فى الجزائر، بالإضافة إلى بعض المراسيم والنصوص المتعلقة بتنظيم وممارسة الشعائر الدينية للمسلمين فى الجزائر•
من ناحية أخرى، يأتى هذا الإصدار، حسب شروحات مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية بومدين بوزيد، ليوضح بالدراسة والمعاينة والمتابعة حرية ممارسة الشعائر الدينية فى الجزائر، وهو رد على بعض التقارير الدولية التى تبالغ فى رؤيتها السلبية لواقع الحرية الدينية فى الجزائر وتسعى مديرية الثقافة الإسلامية بالوزارة، حسب بوزيد، إلى عقد ندوات حول هذا الكتاب وشرح مضامينه حول الحريات الدينية، حيث نظمت ملتقيات فى إطار "تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" لها علاقة بالموضوع وحول "التثاقف والتسامح والحوار ونبذ الإسلام للعنف"، منها الملتقى الدولى المقرر عقده فى فبراير القادم حول "الإسلام والعنف".
