معتز نادى يكتب: ألم جميل !!

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011 11:39 ص
معتز نادى يكتب: ألم جميل !! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعشق الإنشان من يؤلمه ويكره من يعطيه كامل الراحة ربما يكون ذلك فى سكة من الخيال لكنها قد تكون حقيقة نخفيها عن أبصارنا، فالإنسان الذى يهوى "الأكلات الحريفة" لا يجلس على مائدة الطعام إلا و"الشطة" حاضرة مشرفة توزع رشاتها على الأطباق وتكون هى نجمة الشباك، خاصة إذا كان الطعام يحتوى على "المكرونة" أو يتشرف بسيد الأطباق الشعبية "الكشرى".
و المرأة التى رزقها الله منحة الأمومة بعد الزواج نجدها و هى فتاة صغيرة تسعى للكوافير من أجل تجميل "خيوط الكنافة" التى تهبط على كتفيها، وإذا كانت ذات ملمس خشن فلا تجد أى مضض فى كى شعرها وتحمل رائحة "السشوار" الصعبة التى لا تذهب إلا إذا غسلت هذا الشعر بالمياه ووقتها ستقف أمام المرآة تتحسر على لحظات الجمال التى ضاعت.

و المشجعون الذين يقفون وراء فريقهم فى المدرجات يهتفون و يصفقون و يهللون و يقومون بإشعال "الصورايخ" و "الشماريخ" و دفع ما لا يعد ولا يحصى من قوت يومهم لأجل خاطر عيون ناديهم وكل ذلك لا يهم.. المهم هو الانبساط بتوليع الشمروخ والهتاف بحياة النادى.

هذا بعض من صور بسيطة تشير إلى اتجاه الإنسان لطريق العشق و أقدامه ضاغطة على زجاج مكسور و باطن قدمه بل كل قدمه عارية، ومع ذلك يواصل خطواته وعلى وجهه ابتسامة مرسومة طوال سيره فى طريق الألم لأنه يعشقه.
فالعاشق لمذاق الشطة يصل لدرجة يتخيل فيها أنه غير قادر على بلع الطعام بدون الحرائق المشتعلة على لسانه المتذوق لخيرات الله حتى ولو أدى به الحال فى نهاية المطاف إلى عملية مؤلمة تسمى "البواسير"، و التى تكوى شعرها الخشن لا ترفض أى رائحة كريهة قد تنتج من الكى و الفرد و لا تشكو من أى ألم يصاحب شد خصلات شعرها، بل تقف صورتها على وجه المرآة التى تخبرها عن مقدار جمالها فتخفى ملامحها بزينة من مساحيق التجميل وكلها رضا عن نفسها لأنها ستكون من نجمات المكان الذى سيشرف بـطلتها ولا تجد غضاضة أيا كان الألم الذى لحق بتصفيف شعرها الغير ناعم.

كذلك المشجع فهو لا يجد أى أسى أو حزن فى مواجهة الأمن والكر والفر والقفز من على أسوار بوابات الاستاد وإنفاق ما فى الجيب لأجل خاطر ناديه حتى ولو كان ما سيدفعه سيذهب رمادا على هيئة صواريخ وشماريخ ربما كان المفيد له أن يساهم بأموالها فى تنمية الأرض التى شهدت حضوره لدنياها، لكنه لا يشعر بأى ألم طالما أن ناديه بخير وكله يهون من أجل مكسبه.

هكذا يذهب البعض منا فى النهاية إلى طريق يعشقه حتى و لو كان مؤلما، و إذا كان الألم يخشاه البعض فهو لا شك جميل وتكون له الأفضلية إذا كان عملا يؤدى فى النهاية لخدمة البلد التى نغنى لها أكثر مما نعمل.. وأيا كان دورك فى الحياة.. فهنيئا لك سيرك على طريق الألم!!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة