مبروك سعد يكتب: سماسرة العلماء

الإثنين، 14 نوفمبر 2011 10:05 م
مبروك سعد يكتب: سماسرة العلماء صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نتعب ونعلّم ونكبِّر وبسبب تجاهلنا له وإهمالنا فى احتوائه يهرب منا دون رجعة.. وإن أفاق يوماً وأراد أن يرد الجميل لوطنه الذى تربى فيه وأن يرفع من شأنه ويعمل على تقدمه، فلا يجد إلا القتل عقاباً له على حبه واشتياقه لوطنه!

إلى متى سنظل بهذا الغباء الشديد؟ وهل السبب نقص الماديات أم نقص فى العقول المسئولة عن إصدار براءات الاختراع ورعاة البحث العلمى؟!

أنا لست مخترعاً ولست عالماً فذاً، ولكن يحزننى بشدة ما يحدث لعلمائنا الشباب الواعد النابغة، أقسم لكم أن ما سوف أقوله يحدث باستمرار أمام المبنى الخاص بإصدار براءات الاختراع للعقول المصرية.

مواطن مصرى توصل للحل السحرى للاستغناء عن استخدام المبيدات الحشرية الزراعية واستبدالها بتركيبة عشبية غير ضارة تذاب فى مياه الرى، وهى تقوم بعمل رائحة منفرة للحشرات، غير ضارة بالإنسان ولا حتى الحيوان على حد سواء.

وكلنا يعلم ما فعلته وتفعله بنا وبصحة أولادنا هذه المبيدات سواء المسرطنة أو غيرها، وتأثيرها السيئ أيضاً على الثروة الحيوانية ومنتجاتها، لأنها أيضاً تتناول من نفس التربة الزراعية.

وحتى لا أطيل عليكم تقدم هذا المواطن بفكرته الرائعة واختراعه المفيد إلى الإدارة المختصة باعتماد وإصدار براءات الاختراع، وشرح لهم باستفاضة مراحل المشروع ومدى الاستفادة منه فى أن نأكل منتجات زراعية نظيفة، وأيضاً يشرب أطفالنا لبناً نظيفا ونتناول لحوما سليمة غير مريضة، ولإثبات مدى نجاح فكرته أكل من نفس التركيبة التى يريد اعتمادها، ولكنه قوبل بالإهمال واللامبالاة مثله مثل الآلاف من الأفكار الرائعة المفيدة، وعندما سئم من التعامل مع العقول التى أكلها الصدأ، وأثناء خروجه من هذا المبنى استوقفه أحد سماسرة العلماء الذين يتواجدون باستمرار لخطف العقول النابغة وتصديرها للخارج، فتحدث معه وعرف منه مشروعه، وعلى الفور وفى لمح البصر أخذه هذا السمسار ومكنه من السفر إلى فرنسا للاستفادة من اختراعه العظيم لأن هناك من يقدره ويحترمه، وقس على ذلك مئات العلماء النوابغ الذين استفاد منهم الغرب بسبب جهل الإدارة وسوء القيادة فى مصر.

ولننظر إلى الكثير من العلماء الذين فكروا فى العودة من غربتهم، وتحقيق أحلامهم فى وطنهم ليستفيد أهلهم منها، تجدهم سرعان ما يتم التخلص منهم سواء بحادث سيارة أو قتل على يد مختل عقلى أو حتى تفجير طائراتهم، المهم ألا يصلون إلى البلد ليخدموه ويفيدوه بعلمهم وخبراتهم!

وإذا كنا نفتخر بالدكتور زويل والدكتور فاروق الباز والدكتور مجدى يعقوب وغيرهم، وهم على رؤوسنا طبعاً، ولكن لنتعلم الدرس ولو لمرة واحدة ونشغل عقلنا ونهتم بالعقول المصرية النابغة التى تبهر العالم ولا تبهرنا!

إن تقدم البلاد والدول فى كل المجالات يرتبط ارتباطا وثيقاً بالاهتمام بالبحث العلمى ورفع ميزانيته لأقصى حد ممكن، وكفاية اللى هاجر واللى قتل ونحافظ على الباقين ونرعى البراعم والعقول الصاعدة، وخليهم مرة واحدة يهاجرون داخل البلد وليس خارجه، ويكون خيرنا لنا مش للأعداء اللى نفسها تفرح فينا!





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

وفاء

سماسرة العلماء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة