"المعلم" يتحدى "الجامعة العربية".. ويؤكد: تجميد العضوية بالغ الخطورة وسوريا "لن تلين".. والتآمر علينا مصيره الفشل.. ويعتذر عن الهجمات على البعثات الدبلوماسية بعد تعليق عضوية دمشق

الإثنين، 14 نوفمبر 2011 12:15 م
"المعلم" يتحدى "الجامعة العربية".. ويؤكد: تجميد العضوية بالغ الخطورة وسوريا "لن تلين".. والتآمر علينا مصيره الفشل.. ويعتذر عن الهجمات على البعثات الدبلوماسية بعد تعليق عضوية دمشق وزير الخارجية السورى وليد المعلم
دمشق(أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد وزير الخارجية السورى وليد المعلم، أن قرار مجلس جامعة الدول العربية بتعليق عضوية سوريا بالجامعة بما يتضمنه من بنود يشكل خطورة بالغة على حاضر ومستقبل العمل العربى المشترك، كما أكد المعلم مجددا - فى مؤتمر صحفى عقده اليوم الاثنين - أن القرار غير قانونى لأنه يحتاج إلى إجماع كل الدول، عدا الدولة المعنية، وهذا لم يحدث، مشيراً إلى أن قرار الجامعة كان يجب ألا يصدر احتراما لما يجرى على الأرض من وقائع.

وجدد المعلم ترحيب سوريا بوفد الجامعة العربية، ومعه ما تراه من مراقبين ووسائل إعلام للاطلاع على ما يجرى على أرض الواقع، من تنفيذ لبنود الاتفاق، وأوضح المعلم أنه بعد موافقة سوريا على المبادرة العربية جرى تصعيد إعلامى غير مسبوق، وتصعيد للعمليات المسلحة على الأراضى السورية.

وقال وزير الخارجية السورى وليد المعلم إن قرار تجميد عضوية سوريا فى الجامعة العربية، اتخذ فى فندق "الفور سيزون"، وليس فى مقر جامعة الدول العربية فى القاهرة، ودون دعوة الوفد السورى، حيث تم طرح فكرة التجميد .وأضاف "أن هذا الأمر عارضته دول عربية عدة، وانتهى الأمر إلى قرار بتشكيل لجنة وزارية عربية تبحث الأمر فى دمشق"، مؤكدا أن هناك دراسة صادرة عن جامعة الدول العربية تؤكد أن قرار تعليق العضوية غير شرعى.

وأضاف المعلم أن القرار يحتاج إلى إجماع من كل الدول العربية لتعليق عضوية الدولة المعنية، مؤكدا أنه لم يتم الإجماع على قرار تعليق العضوية. وقال وزير الخارجية السورى إن دمشق لديها اعتقاد مسبب بأن الجهات المعدة لهذا القرار فوجئت بعد اجتماع اللجنة العربية مع الرئيس بشار الأسد، والاجتماع فى الدوحة بموافقة سوريا على خطة العمل العربية.

ولفت إلى أنه جرى تصعيد إعلامى من قبل قنوات التحريض غير مسبوق، وكذلك تصعيد فى العمليات "الإجرامية المسلحة" على الأرض، إلا أن الحكومة بدأت فى تنفيذ الخطة من خلال إخراج المظاهر المسلحة من المدن، وإصدار العفو عن 553 معتقلا، وذلك ضمن الاتفاق على إطلاق سراح المعتقلين بسبب الأحداث على دفعات.

وفيما يتعلق بعودة السفير السورى إلى واشنطن تزامنا مع عودة فورد إلى دمشق، قال المعلم إنه لا يوجد رابط بين عودة سفير سوريا إلى واشنطن، وعودة سفير أمريكا إلى دمشق، مؤكدا أن كل دولة لها الحق فيما تقرره.

وعن ردود الفعل حول مهاجمة عدد من السفارات والقنصليات العربية فى المدن السورية، قدم المعلم اعتذاره عن مهاجمة السفارات فى سوريا، معربا عن أمله من عدم تكرار الهجوم على السفارات.

وتابع "المعلم" أن الحكومة سمحت خلال عيد الأضحى لحوالى 80 صحفيا بالدخول إلى سوريا، وتم إبلاغ جامعة الدول العربية بترحيب دمشق بزيارة لجنة منبثقة عن اللجنة الوزارية العربية للاطلاع على حقائق الأمور على الأرض، ورفع التقرير إلى اللجنة الوزارية، مضيفا أن الحكومة قامت بتزويد الجامعة العربية بتفاصيل الوضع الأمنى فى مختلف المحافظات.

وأوضح يقول "لقد قام وزير الداخلية بدعوة المسلحين لتسليم أسلحتهم مقابل العفو عنهم، وذلك فى إطار تنفيذ البند الأول من الخطة القاضى بوقف العنف أياً كان مصدره، إلا أن الولايات المتحدة تصدر تصريحا تدعو حملة السلاح إلى عدم تسليم أسلحتهم إلى السلطات السورية.

وأوضح وزير الخارجية السورى أن الدعوة الصادرة من وزير الداخلية تشمل المتورطين بحمل السلاح أو بيعه أو توزعيه أو نقله أو شرائه أو تمويل شرائه، ثم يصدر تصريح آخر قبل اجتماع اللجنة العربية بيومين يدعو الدول العربية إلى الانضمام إلى المقاطعة السياسية والاقتصادية تجاه سوريا.

وأضاف المعلم أن الحكومة قامت بإبلاغ الأمانة العامة للجامعة استنكار سوريا لهذين التحريضين، وما يشكله التحريض الثانى من إمكانية التدخل الأجنبى وخطورته أيضا على العمل العربى المشترك، إلا أنه أعرب عن أسفه لعدم قيام جامعة الدول العربية بأى رد فعل على تلك التصريحات الأمريكية التى تشجع أعمال العنف التى تقول الجامعة العربية بأنها تسعى إلى وقفه.

وقال وزير الخارجية السورى وليد المعلم إن الدعوة لعقد اجتماع مجلس الجامعة تم على عجل، وأصدر قرارا كان ينبغى ألا يصدر، وذلك احتراما لحقائق الأمور على الأرض، ولما تمثله الجمهورية العربية السورية من مركز ثقل فى العمل العربى المشترك وفى الأمن القومى العربى، لكن الخطة كانت مقررة ومبيتة وتنتظر الذرائع، والقرار الصادر على أية حال غير قانونى لأنه غير صادر عن إجماع الأعضاء، الأمر الذى ورد فى الدراسة التى أعدتها الإدارة القانونية فى الجامعة.

وأضاف "قلنا سابقا ونؤكد أن سوريا تعاملت وتتعامل مع ملفات الإصلاح والحوار وحقن دماء المواطنين بانفتاح تام، وهى تدرك حجم المؤامرة، وتدرك أيضا أهمية وحدة شعبها بكل مكوناته فى مواجهتها، والقيادة السورية ترى أن الحوار والإصلاح فى مناخ السلم الأهلى هو أساس الحياة الكريمة التى تريدها للسوريين، وسوريا بناء على ذلك تتعامل بكل انفتاح مع أى جهد شقيق أو صديق للمساهمة فى تفعيل الحوار ودعم مسيرة الإصلاح.

ولفت إلى بيان سوريا الصادر أمس، والمتضمن عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الأزمة السورية فيما يتعلق بالوضع السورى الراهن وتداعياته السلبية على الوضع العربى، والتدخلات الأجنبية السافرة فى هذا الوضع تقتضى التدارس والمعالجة على أعلى مستوى عربى، مكررا ترحيب سوريا بقدوم اللجنة الوزارية قبل السادس عشر من الشهر الحالى، ومعها ما تراه ملائما من مراقبين وخبراء مدنيين وعسكريين ووسائل إعلام للاطلاع على ما يجرى، والإشراف على تنفيذ المبادرة بالتعاون مع السلطات السورية المعنية.

وقال المعلم: "لا أخفيكم أن اليوم هناك أزمة فى سوريا، وتهب عليها عواصف من جهات عدة، سوريا الدولة بكل مكوناتها تدفع ثمن صلابة مواقفها وصدق عروبتها، ولكنها لن تلين، وسوف تخرج من أزمتها قوية بشعبها كله منفتحا على حياة أفضل فى ظل إصلاحات شاملة تطال مختلف جوانب الحياة، وتبقى سوريا رغم ما يرميها به بعض الأشقاء قلب العروبة وحصنها الأصيل، والتآمر على سوريا مصيره الفشل".

وعما سيكون عليه موقف سوريا حال عدم استجابة الدول العربية لعقد قمة عربية طارئة فى دمشق، قال المعلم إن سوريا قامت بواجبها ودعت أمس إلى عقد قمة عربية، معربا عن ثقته فى حكمة القادة العرب ورؤيتهم الواقعية لتطورات الأحداث فى المنطقة، ومساهمتهم فى حل الأزمة السورية على أساس أن الحل سورى سيصب فى تعزيز الأمن القومى العربى.

وقال وزير الخارجية السورى وليد المعلم إن التصريحات الأمريكية شكلت تحريضا على التدخل الأجنبى فى سوريا دون أن يصدر أى رد من الجامعة العربية عليها. وأضاف "أن القيادة السياسية السورية ترى أن الحوار فى مناخ السلم الأهلى هو أساس الحياة الكريمة التى تريدها للسوريين.. وسوريا بناء على ذلك تتعامل بكل انفتاح مع أى جهد شقيق أو صديق للمساهمة فى تفعيل الحوار ودعم مسيرة الإصلاح". وتابع: إن الموقف الروسى والصينى الذى حظى بشكر وامتنان الشعب السورى لم يتغير طالما نحن على تنسيق وتعاون مستمر.. مضيفا أن روسيا تريد أن تلعب دورا فى مؤتمر الحوار الوطنى المزمع عقده.

وطالب المعلم، الشعب السورى، بألا يقلق من موضوع التدويل، مؤكدا "أن السيناريو الليبى لن يتكرر فى سوريا.. فلا يوجد أى مبرر". وأكد تمسك بلاده بالعمل العربى المشترك "لأن سوريا قلب العروبة النابض ولن يكون هناك عمل عربى مشترك دونها"، مشيراً إلى أن "سوريا لا تستطيع أن تتخلى عن دورها القومى فى قضية فلسطين، وهى قضية كل بيت سورى، حيث قدمت تضحيات مادية وبشرية، وخسرت الجولان من أجلها، فماذا قدم غيرنا.. وهذا سبب تمسكنا بالعمل العربى المشترك"، وقال سوريا "لا تستطيع أن تتخلى عن العمل العربى المشترك لأنها دولة مؤسسة فى الجامعة العربية".

ولفت إلى أنه من واجب الدولة أن تحمى المواطنين، وأن تتصدى للمجموعات الإرهابية المسلحة، مؤكدا أن سوريا دولة ذات سيادة على كل شبر من أراضيها، وستدافع عن سيادتها وعن كل شبر من أراضيها.. واعتبر المعلم أنه ليس هناك تصاعد فى الأزمة.

وقدم وزير الخارجية السورى الشكر مجددا إلى روسيا والصين وجنوب أفريقيا ولبنان والهند والبرازيل على موقفهم فى مجلس الأمن تجاه بلاده، مؤكدا أنه لا حدود لتعزيز علاقات سوريا مع روسيا لتكون نموذجا للعلاقات الاستراتيجية وفى مختلف المجالات، غير أنه قال إن علاقة سوريا الاستراتيجية مع إيران ثابتة وراسخة، وليست على حساب علاقاتها مع أى دولة عربية بما فيها دول الخليج.

وفيما يتعلق بالحديث عن السعى لإقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية، أكد المعلم - مجددا - أن سوريا ذات سيادة على كل شبر من أراضيها، وستدافع عن سيادتها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة