التغيير قادم لا محالة

قبل الثورة بسنوات طويلة كان الجميع يتوقع حدوث ثورة، منذ بداية حركة كفاية وما حدث فى 2005، ورغم القمع والاستبداد إلا أننا كنا ننتظر الثورة، لم يكن أحد تحديدا يعلم متى ستكون أو كيف، ولو تابع أحد التحليلات والكتابات منذ 2005 حتى يناير 2011 سيجد العديد من التكهنات والنظريات.
مجهود كبير a بذله شارك فيه العديد من الأفراد والحركات والأحزاب، حركة كفاية وأيمن نور فى معركة انتخابات الرئاسة 2005 وشباب من أجل التغيير والمدونون ونشطاء الإنترنت ثم شباب 6 أبريل ثم البرادعى وخالد سعيد، نشطاء حقوقيين وإعلاميين كانت لهم معارك رائعة، الكل يدفع فى اتجاه التغيير والجميع يريده فقد طفح الكيل.
كثيرون كانوا يحاولون، ولكن الجميع ينتظر تحرك الشعب فهو صاحب الكلمة الأخيرة.
فترة ما قبل الثورة كانت تتميز أحيانا بعدم وضوح المعالم وتداخل العديد من العوامل والأطراف وكان من الصعب على أى محلل أو جهة أو فصيل أو حتى قوى خارجية توقع ما سوف يحدث فى مصر تحديدا.
وحتى بعد الثورة لم تتضح الرؤية بعد ويصعب على أى شخص أو جهة توقع ماذا سيحدث تحديدا.
وبعيدا عن حرب الشائعات التى ما زال يشنها المجلس العسكرى ومؤيدو مبارك، فكل من يتتبع الحالة المصرية قبل الثورة كان سيجد ارتباطا وثيقا بين نظام مبارك والإدارة الأمريكية، وقد كان واضحا أن الثورة المصرية كانت مفاجئة للجميع سواء من تسببوا فى إشعال فتيلها أو نظام مبارك أو الإدارة الأمريكية التى دافعت عن مبارك فى بداية الثورة ولكنها كالعادة تقف فى النهاية مع الجانب الفائز.
وبعد الثورة ومع زيادة القلق الأمريكى على المصالح وعلى أمن إسرائيل، عاد التعامل مرة أخرى بنفس الأسلوب مع المجلس العسكرى كما كان يحدث مع مبارك.
ربما يكون البعض محبطا قليلا ولكننا كالعادة على نفس تفاؤلنا، وكما كنا قديما واثقين من حدوث الثورة فنحن الآن واثقون من حدوث التغيير الحقيقى للنظام.مصر لا نزال فى نفس النظام القديم مع تعديلات شكلية بالإضافة لأن من قاموا بالثورة فى مصر لا يحكمون بل يحكم الآن المجلس العسكرى.
وقد أعلنت معظم القوى الثورية عن موافقتها على حماية المجلس العسكرى للثورة كما زعم لفترة مؤقتة.
ولكن الأكيد أن سلوك المجلس العسكرى نفس سلوك مبارك سوف يعجل من الخطوات نحو التغيير الحقيقى، والجميع يتوقع أحداثا كبيرة فى الأيام القادمة.