أكدت الزميلة دينا عبد العليم نائب رئيس قسم الثقافة بـ"اليوم السابع" على أنه من غير المعقول أن نقبل كمصريين إقامة أية احتفالات خاصة مرتبطة بمعتقدات ماسونية أو صهيونية حول الأهرامات، يزعم منظموها أن اليهود هم بناة الأهرام مقابل "شوية فلوس" من أجل إنعاش حركة السياحية فى مصر، مشددة على أن الحضارة المصرية لا يمكن مقارنتها بالمال إطلاقًا.
وقالت دينا عبد العليم، خلال استضافتها مساء أمس السبت، فى برنامج "صفحة الرأى" مع الإعلامى والشاعر عبد الرحمن يوسف على قناة "cbc" حول انفراد "اليوم السابع" بتفاصيل حفل 11/11/2011 حول الهرم الأكبر، الذى انفردت اليوم السابع بنشر تفاصيله، أنها علمت من مصدر كبير بالمجلس الأعلى للآثار، أن يوم الجمعة 11/11/2011 فى تمام الساعة الحادية عشر مساءً، سيقام حفل حول هرم خوفو الأكبر، وأن هذا الحفل له علاقة بمنظمات ماسونية، وبعثة بولندية كانت تعمل فى مصر وتم وقف عملها، وأن الحفل سوف تقام فيه شعائر دينية.
وأضافت أنه بعد تأكد "اليوم السابع" من مصداقية المعلومة قمنا بنشرها، واتصلت بالدكتور مصطفى أمين، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فأكد على إقامة الحفل والشعائر وأوضح أن المشاركين فى الحفل ليسوا يهوداً، وأنهم سيقومون بتشكيل دائرة حول الهرم، ويشعلون الشموع، وأشار إلى أن عددهم سيكون ما بين ألف ومائتين إلى ألفين سائح أجنبى، وهو ما نشرناه دون زيادة أو نقصان.
وتابعت: وبعد ذلك، قمنا بنشر تقرير حول أسرار ارتباط تاريخ «11-11-2011» بهرم خوفو واليهودية والماسونية، وتحدثنا مع الدكتور على رضوان، رئيس اتحاد الأثريين العرب وأستاذ الآثار المصرية، فقال لـ"اليوم السابع" إنه فى عام 2001 صدر حكم قضائى يمنع إقامة مثل هذه الحفلات بعدما كان من المقرر إقامة مثل هذا الحفل، كما طالب المجلس الأعلى للآثار وهيئة تنشيط السياحة التفكير فى الموافقة على إقامة هذا الحفل من جديد للوصول إلى قرار مناسب.
وأضافت دينا عبد العليم: الدكتور عبد الحليم نور الدين أمين عام المجلس الأعلى للآثار السابق، وأستاذ الآثار المصرية، أكد لـ"اليوم السابع" أنه فى عام 1931 اجتمع أعضاء الحركة الماسونية على اعتبار أنهم "البناءون الأحرار"، مع نظيرتها الصهيونية، باعتبارهم "البناءون القدامى"، واتفقوا فيما بينهم على أن اليهود هم بناة الهرم الأكبر، وأنهم سيعودون حتمًا إلى الهرم، عندما تستقر النجمة الذهبية أعلى "خوفو"، مؤكدًا أن هذه الجماعات قررت إقامة مجموعة من الشعائر الدينية حول هرم "خوفو" لتساعد على استقرار هذه النجمة، وبالتالى فإن عودة اليهود لمصر، بهذا الحفل محاولة لتهويد الهرم الأكبر.
وقال "عبد الرحمن": أعتقد أن هناك ديانة من بعض الديانات المصرية القديمة تأتى عند سفح الهرم منذ زمن ويقيمون مثل هذه الحفلات، فهل هذا صحيح؟، فأشارت "عبد العليم" إلى أنه طوال الوقت تقام حفلات خاصة لأفواج سياحية ويتم فتح الهرم لها بشكل خاص، وهو أمر مقنن، لكن القانون يمنع إقامة شعائر داخل أو خارج الهرم.
وأوضحت "عبد العليم" أن نشر "اليوم السابع" تفاصيل الحفل وخلفيته التاريخية، تسبب فى إثارة الشارع المصرى، وهو ما دفع المجلس الأعلى للآثار لإصدار بيانين، نفى فى الأول موافقته على الحفل وأكد على أن هناك شركة تقدمت لإقامة الحفل، لكنه لم يوافق على الطلب، وفى البيان الثانى أكد على أنه سيلغى الحفل وسوف يغلق الهرم يوم الجمعة.
وأشارت "دينا" إلى أنه كان هناك تضارب فى التصريحات الصحفية، فالبعض قال: إن الحفل سيشهد إقامة شعائر دينية، ولكن السياح ليسوا يهوداً، وبالعض قال: إن هناك تسع وفود لليهود ولكنهم لن يقيموا شعائر دينية، وهو ما تسبب فى إثارة القضية بشكل أكبر، حيث اعتقد المجلس الأعلى للآثار أن بيان النفى – الأول – سوف يتسبب فى تهدئة الوضع، ولكن لم يحدث، وهو ما دفع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لفتح تحقيق فى القضية وموافقة الآثار على إقامة الحفل.
وذكرت الزميلة أن "اليوم السابع" نشرت التقرير الذى صاغه على الأصفر مدير عام منطقة الهرم الأثرية، والذى يؤكد فيه للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار رفضه إقامة الحفل، وذلك لأن الشركة المنظمة للحفل ذهبت له قبل الذهاب للآثار ورفض الطلب، إضافة إلى أن الشركة المنظمة لهذه الحفلة لها علاقة بمنظمة بولندية، هذه المنظمة على علاقة بجماعات صهيونية وماسونية.
وردًا على سؤال "عبد الرحمن" حول علاقة المنظمة البولندية بالحفل، أوضحت "دينا" أنه فى عام 2006 كانت هناك بعثة بولندية طلبت الاشتغال فى الحفائر بمنطقة هوارة، ولكن بعدما حصلت هذه البعثة على الموافقة من المخابرات المصرية، اكتشف المجلس الأعلى للآثار أن العاملين بالحفائر ليسوا هم من حصلوا على الموافقة، وأبلغ المخابرات العامة على الفور، وبدورها قامت بإجراء التحريات، فاكتشفت أن كافة العاملين بالبعثة هم يهود من إسرائيل، فتم وقف عمل هذه البعثة، وبعد إجراء عدة تحقيقات صدر قرار بمنع عمل هذه المنظمة فى مصر نهائيًا، وهذه المنظمة – التى تم وقفها - ثبت علاقتها بالحفل، حيث قامت بتدشين فيديو إعلامى تروج فيه للحفل وفكرته وتتحدث عن نهاية العالم، وعن عملها فى مصر، واندهاشها من وقف عملها والذى تسبب فيه الدكتور زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار السابق.
وحول رأيها فى تنشيط السياحة فى مثل هذه القضية، أكدت "دينا" على أنه لا يمكن أن نقبل مثل هذا الحفل على أرض مصر، مقابل "شوية فلوس" من أجل ترويج أن بناة الأهرامات هم اليهود وفلوس الدنيا كلها لا تساوى شيئًا أمام تهويد حضارة مصر الأصيلة، إضافة إلى أن الحفل لو أقيم فإن العائد المالى كان سيعود على الشركات السياحية المنظمة له فقط، ومن يتحدث عن علاقة الحفل بتنشيط السياحة، من المؤكد أنه له مصلحة من إقامته و"المصالح وقفت".
وأشارت "دينا" إلى أن "اليوم السابع" كان متواجدًا بمنطقة الأهرامات منذ مساء الخميس وحتى انتهاء يوم الجمعة، ورصد تدفق الزوار، وتعامل قيادات الأمن مع الشباب المتوافدين فى المساء للتأكد من عدم إقامة الحفل، واصطحبهم فى سيارات تابعة لوزارة السياحية وسيارات الشرطة أيضًا، وتعاملوا مهم بدرجة عالية من الاحترام أدت إلى تهدئتهم وتأكدهم من إلغاء الحفل نهائيًا.