يقع المنزل فى أحد الأحياء البسيطة فى الشمال، وهو يشبه من الداخل المنازل الإيرانية التقليدية البسيطة التى تتكون من باحة خارجية ويتوسطه سلم يؤدى إلى غرفة الإمام، وقال المرافقون لنا إن الإمام قبل أن يسكن هذا المنزل كان فى منزل آخر مكون من ثلاث طوابق ولكنه لم يتقبل هذا السكن فطلب من أعضاء مكتبه استبداله بآخر أكثر تواضعا فاستأجر منزلاً بسيطاً ورفض صاحب المنزل أن يأخذ الإيجار إلا أن الإمام أصر وقال لن أعيش فيه إلا بعد أن أدفع ثمنه.
توجهنا إلى غرفة الإمام التى كان يجلس فيها مع زوجته وأبنائه وكانت غرفة متواضعة للغاية وهى نفسها التى كان يستقبل بها زواره من قادة وزعماء العالم وبها مجموعة كبيرة من صوره، كذلك تطل غرفتة مباشرة على "الحسينية" المقر الذى كان يلقى فيه خطاباته لأنصاره.
قضى الإمام معظم أوقاته فى هذه الغرفة يستقبل الناس ويدير شئون الثورة والبلاد ويستقبل الوفود الرسمية من جميع أنحاء العالم، وتحتوى الغرفة أريكة ومرآة ووسادتين على الأرض وبعض الكتب وصوراً للإمام فى شبابه.
بجوار المنزل "حسينية جماران" يؤدى إليها سلم من داخل المنزل مباشرة، وشاهدنا داخلها فيلماً وثائقياً عن حياة الإمام ونضاله فى الثورة، ثم انتقلنا إلى متحف بجوار الحسينية يضم صور الإمام ويؤرخ للثورة الإسلامية وكذلك يضم متعلقاته الشخصية مثل بطاقته ونظارته.
انتهت جولتنا فى منزل الإمام الخمينى وتوجهنا فى اليوم التالى إلى مدينة قم، حيث التقينا بابنة الإمام الخمينى السيدة "فريدة مصطفوى" بمنزلها، الذى كان على شاكلة منزل والدها من حيث البساطة والتواضع.
عبرت مصطفوى عن سعادتها لقدوم الوفد النسائى المصرى لزيارة إيران، وأعربت عن أملها فى استمرار العلاقات وتبادل الوفود الشعبية بين مصر وإيران، وحدثتنا عن الثورة الإسلامية فى إيران وكيف ثار الشعب الإيرانى على الظلم، وعن نشأة الإمام، ودور النساء فى الثورة الإسلامية وكيف كن يشددن من أزر أسر السجناء آنذاك، وقالت إنها شاركت بنفسها بجوار والدها فى مظاهرات الثورة الإسلامية فى ذروتها.
