"الجارديان": الواقع السياسى دفع الإسلاميين للتخلى عن المثالية لصالح البراجماتية

الأحد، 13 نوفمبر 2011 01:56 م
"الجارديان": الواقع السياسى دفع الإسلاميين للتخلى عن المثالية لصالح البراجماتية زعيم حزب النهضة التونسى راشد الغنوشى
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن نجاح الأحزاب الإسلامية التقليدية والمنظمة بشكل جيد فى دول الربيع العربى، مثل حزب النهضة فى تونس والإخوان المسلمين فى مصر، لا يعنى بالضرورة نجاح التيار الإسلامى، فما نشهده الآن هو ظهور لمرحلة ما بعد "الإسلام السياسى" فى العالم العربى، وهى المكانة التى تصل إليها أعداد متزايدة من الأحزاب الإسلامية الأكثر اعتدالاً بعد أن تعرضت لواقع السياسة.

ورأت الصحيفة أن تجربة حزب العدالة والتنمية فى تركيا مهدت الطريق لذلك، حيث أظهرت التجربة تحديداً كيف تحظى الأحزاب ذات الجذور الإسلامية بتأييد الجماهير عندما تتخلى عن المثالية لصالح البراجماتية والحلول الوسط.

فهناك مؤشرات مبكرة على أن حزب النهضة التونسى يسير فى هذا الاتجاه، وكذلك الحال بالنسبة للإخوان المسلمين فى مصر، وتجلى ذلك مثلا فى إعلان حزب النهضة بالفعل أنه لن يسعى إلى حظر الكحول أو فرض التعامل بالمصارف الإسلامية.

وتمضى الصحيفة فى القول، إن الإسلاميين فى مرحلة ما بعد تشكيل الأحزاب يسعون إلى خلق تغيير ثقافى نحو المبادئ الإسلامية وليس فرض نموذج سياسى جاهز لدولة إسلامية، بمعنى آخر، تظل هذه الأحزاب تسعى إلى مجتمع يحدد الإسلام سياسته العامة، لكن بدون أن تفرض ذلك بشكل ديكتاتورى، فالإسلاميون صدمتهم حقائق السياسة وواقعها.
ويجب أن يتم الترحيب بهذا الاتجاه الجديد للإسلام السياسى، لأنه يدل على فشل الإسلام السياسى الكلاسيكى، ويبرهن على أن أغلب شعوب المنطقة لا تحركها العقيدة وإنما السياسات العملية.

وعلى المدى الطويل، ستسعى تيارات الإسلام السياسى الجديدة إلى إضعاف العناصر المتشددة التى لا تزال حلما بخلق دولة ثيوقراطية "دولة دينية" استبدادية.

وعلى الرغم من أن الأحزاب السياسية لا تزال تستخدم الإسلام كذريعة لتجنب الانتقادات لسياساتها، وتسعى إلى ترسيخ مزيد من ممارسات واتجاهات ثقافية محددة، إلا أن التحول إلى الثقافة الديمقراطية فى المجتمع يجب أن يكون مصدر أمل للجميع.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول، إن مرحلة ما بعد الإسلاموية يجب أن ينظر إليها باعتبارها سمة ستميز سياسات الشرق الأوسط لعقدين مقبلين على الأقل، ولا يجب أن ينظر إليها كخطر، ولكن كفرصة لبدء الحوار، وخلال هذه الفترة سيكون هناك الكثير من التحديات، لكن تبنى إطار ديمقراطى يضم عدة أصوات سياسية تعمل بداخله هو أفضل فرصة يمكن أن تصل بمنطقة مضطربة إلى مكان أفضل.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة