على فرغلى يكتب: رائعة زويل.. مدينة العلوم والتكنولوجيا

السبت، 12 نوفمبر 2011 08:47 ص
على فرغلى يكتب:  رائعة زويل.. مدينة العلوم والتكنولوجيا أحمد زويل العالم المصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم كل الصعوبات والعقوبات التى واجهت زويل خلال الفترات الماضية، بقيت مصر هى هدفه النبيل، بثرواتها المدفونة والمنهوبة، هى الأم والحضارة، كانت عيناه شاخصتين تحمل الأمل لمصر، تنقل الرؤية والفكره من خلال تطور العلم وأيديولوجياته المختلفة، يسعى للحلم الذى يعيد لمصر نهضتها كما كانت سابقاَ وسط عالم أصبح ملىء بالثورات العلمية والاقتصادية حتى لا تبقى رهينة الماضى.

فى السبعينات، انبهر زويل بالقوة الناعمة لأمريكا فى التقنية والعلوم، واكتشف حينها أن العلم لغة عالمية، استطاع أن يبنى عقلا واسع المعرفة وضميراَ عربياَ مخلصاَ يتمنى ويدعو إلى تطوير رؤية جديدة للمستقبل تستند إلى العلم والمعرفة والمشاركة فى صياغة العالم، وتجعل مصر فى طليعة الدول الناهضة.

الآن، نحن قاب قوسين أو أدنى لإطلاق قطار الحضارة من خلال تنفيذ مدينة علمية تتضمن الميادين الزراعية والبيئية والاقتصادية والسياسية، تتخلل حياة الانسان نفسه من خلال الكشف عن أمراض وراثية وعلاجها.

ها هو صاحب جائزة نوبل يفتتح رائعته "مدينته العلوم والتكنولوجيا"، على أرض مصر الغنية بشمسها، وبركة أرضها التى وطأتها أقدام الأنبياء والرسل.. يفتتح صرحاَ علمياَ عملاقاَ وقلعة للتقدم، مدينة يجد فيها الباحثون منفذاَ للابتكار والصناعة والاقتصاد.

إن التخطيط لمستقبل مصر الحديثة يثير جدل العالم بأسره وخاصة مستقبل العلم والبحث العلمى، صراع الحضارات والقوى الخارجية وأعوانهم بالداخل يعكرون صفو المناخ الجديد لتظل مصر مجتمعاَ هشا، إدراكاً منهم أن البحث العلمى هو سلم التطور وبناء الحضارات وصبغتها بصبغة علمية وعالمية.

علينا أن نعلم أن من يريد الصعود والتفوق لا يوقفه شىء، وما حدث لسنغافورة، وكوريا الجنوبية، والهند، وماليزيا، وتركيا، بالرغم من الظروف الصعبة التى مرت بها هذه الدول، لكنها مضت فى طريقها وتفوقت.

لتكن "مدينة زويل" بداية لنهضة جديدة نهتم من خلالها بالعلم وتأسيس قاعدة علمية قوية عن طريق تكاتف الباحثين وشحذ الهمم ومد الخطى وتواصل الأجيال، والتى من خلالها نثبت أن مصر قادرة على التخطيط لمفاهيم علمية وبحثية وفكرية، ونموذج للدولة التى لا تزال غنية بالمواهب الشابة.

تغيرت الحياة فى مصر بعد 25 يناير، بالرغم من الخوف الذى مازال يكسو المجتمع بل العالم بأسره، وبعد أن عانى البحث العلمى والباحثين طيلة السنوات الماضية بسبب افتقار الدول العربية للأبحاث العلمية العصرية التى كانت العائق الرئيسى أمام تحقيق هذه الدول تقدما فى مجال صناعة المعرفة التكنولوجية حين كانت ميزانية البحث العلمى فى بعض الدول لا تتعدى 0.3% من الناتج القومى.

ما زلنا نملك استثمار العديد من الموارد الطبيعية، وتحويل مسارنا إلى الديمقراطية والعدالة، واحترام الفرد وحقوقه، وألا نسمح بترسيخ حالة "نصف حرية" التى لا تؤدى إلى شىء.

فالتهافت على الحكم والمناصب هى أخطر ما يهدد الإنسان والمجتمع، ويصيب الأوطان فى صميم العقل والمعرفة، فهل سيهلكنا الروتين والغباء السياسى مرة أخرى ومصر فى مرحلة مفصلية من تاريخها؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة