لقد شرع الله لنا عملية الزواج ليجعلنا سعداء وليجعل لنا ذرية صالحة تزرع فى أعماقنا الرضا والسعادة....وتشق لنا درباً ومسيرة جديدة ..عبر رؤية الأشياء بشكل مختلف.. ومنها نتنشق الطمأنينة والتسليم بأمر الله.
فالزواج مطلب غذائى روحى يَحْبو إليه الطرفان ليعبروا من خلاله إلى حياةٍ جديدة ملؤها الاستقرار والأمان.. والعلاقة بين الزوجين هى علاقة مودة ورحمة وتآلف.. ليكملا مشوار العمر بسلام.. رغم أننا نقضى أحيانا وقتا طويلا فى التعرف على الطرف الآخر بسلبياته وإيجابياته.. ونحاول أن نعرف عنه تقنيات تكسبنا الخبرة وتمد بيننا جسور المودة.
هنا تكمن المهارة ذات الأهمية التى تجعلنا نكتسب معرفة الطرف الآخر بسهولة.. وقراءة سطوره وما خلف كلماته، وبذلك يمكن أن نكسبه صديقا بارعا قبل أن يكون زوجا عاديا.
فالحب بين الطرفين نصفه صناعة.. نبذل الجهد أولا من داخلنا، ثم نحوله إلى مصدر إشعاع مغلف بعاطفة نبيلة تغمر الطرفين وتزيد من رونق الحب، إلا أن أكثر العلاقات بعد الزواج يشوبها خلافات واختلاف بالرأى والطباع بعضها يكون سطحيا مع مرور الوقت يسهل التفاهم فيه، وبعضها عميق الأثر يسبب شرخاً عميقاً لا يستهان به، وكلما مر الوقت زاد اتساعاً وعمقاً وبدأت حالة الزواج بالتدهور.
الزوجان هما جزء فاعل ومهم فى هذا العلاج.. والالتزام بتصحيحه بما يرضى الطرفين.. هناك أمور أدت للخلاف البعض يعتبرها صغيرة، ولكنها فى الواقع من الأمور الهامة التى لابد أن نقف عندها، ولكن سأعددها فقط ونأخذ مستقبلا كل حالة ونتحدث عنها بانفراد.
نبدأها بلغة الحوار التى ممكن أن تكون معدومة بين الزوجين وبينهم متحكم برأيه وفارض لسيطرته مما يثير القلق والهاجس والمتاعب لدى الطرف الآخر.
وثانيا.. عدم قناعة أحد الزوجين بما لديه والنظر دائما إلى ما عند الآخرين.. والتحسر على أنفسهم بأنهم لا يملكون مثل ما عند غيرهم.. فتصبح نظرتهم نظرة حسد وغل تجاه كل من يروه أفضل منهم سواء بالمال أو العمل.. .وستسبب لهم إرهاقا نفسيا يؤدى إلى خلافات مزمنة.
وهناك مشكلة هامة. يمكن أن تدمر البيت من أساسه وهى الغيرة من الطرفين.. ولا أقصد بالغيرة المحببة وإنما الغيرة المدمرة التى تنقلب مع مرور الوقت إلى شك دائم.. يؤدى لفقدان الثقة بين الطرفين وأحيانا إلى العنف المرضى والمدمر لهذه العلاقة المبنية أساسا على الثقة والتفاهم.. ويظلم أحدهما الآخر دون دليل أو برهان لمجرد تهيأت تخطر بباله أو قصة سمعها من أحد أصدقائه هنا الطامة الكبرى، فالشك يتحول إلى وهم يجنى على النفس قبل أن يجنى على الأخر وتؤدى إلى تعاسة زوجيةٍ لن ترحم الطرفين.
عزيزتى الزوجة.. عزيزى الزوج.. دعوا الحياة ببساطتها وسهولتها يكفينا ما يمر بنا من أحداث طوال اليوم لنعود إلى بيتنا لنجد السكن والسكينة لا لنجد سيف جلاد ينتظرنا لكلمة أو فعل.. يجب أن يكون كل زوج كتاباً مفتوحاً للأخر يقرأ فيه حسناته وعيوبه وما يزعجه ويبين أخطائه التى يتعهد كل زوج أن يصلح ما يستطيع إصلاحه ويعد الأخر بمستقبل سعيد وهانئ، لأن كل طرف منهم ليس ملاكاً معصوماً عن الخطأ وإنما هو بشر يخطأ ويصيب والكمال لله وحده.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
إيمان الرباط
دين و دنيا
عدد الردود 0
بواسطة:
جيهان الحسيني
صدقت سحر سكن و سكينة
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام كرم الطوخي
المودة والرحمة
عدد الردود 0
بواسطة:
رولا البني
مقالة جميلة قوي
عدد الردود 0
بواسطة:
مصعب
عبقرية
عدد الردود 0
بواسطة:
منال
شكرا سيدة الكاتبات
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح لطف الله
سكن, كودة، رحمة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
الله عليك يا سحر ....................................
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى
موضوع هام جدا
عدد الردود 0
بواسطة:
الاقحوان الازرق
السكن والسكينة