د. طارق النجومى يكتب: المواطن دلدول أبو الدلاديل

السبت، 12 نوفمبر 2011 01:47 م
د. طارق النجومى يكتب: المواطن دلدول أبو الدلاديل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر الأزمات تلو الأزمات على وطننا ومواطنينا والحال هو الحال.. منذ سنوات غرقت العبارة سالم اكسبريس وقضى من فيها شهداء رافعين أبصارهم إلى السماء يشكون من تركهم يقضون كالهوام التى لا قيمة لها.. مرت الحادثة مرور الكرام على شعبنا اللاهى المغيب.

ومرت سنوات وأتت فاجعة العبارة السلام وتتكرر السيناريو.. مأساة قلما تتكرر فى بلاد الواق الواق ولا بلاد تركب الأفيال.. ترك الآلاف من العاملين المطحونين يصارعون الموت حرقا وغرقا بشكل مهين لمدة أثنتى عشر ساعة.. تجاوز الأمر وزن الهوام ووصل الأمر بالمواطن البسيط أنه أصبح عند مسئولى وطنه بدئا من الرئيس خواء هواء.

وتمر سنوات وتأتى ما سميناها ثورة التغيير وأستبشر الجميع خيرا وقلنا بدء العهد الجديد.. وتتكرر المأساة وتشب النيران فى عبارة أخرى وهنا والحمد لله نقصت الملهاة بيتا.. فقد هرع إليها الإنقاذ وبجهود مشكورة على حسن أدائها تم إنقاذ الضحايا وأرواح البسطاء من كادحى وطننا المنكوب.

نعم وطننا المنكوب بفساد الذمم وانعدام الضمير.. نعم وطننا المنكوب ببقايا عهود الظلم والظلمات.. المنكوب بالفساد والفاسدين.. المنكوب بشعب لا يعرف معنى التكاتف والتعاطف والمصير الواحد.. نعم بثورة قامت وتؤكل الآن والبعض يحاول مضغها وهضمها نارا فى بطونهم.

الثالثة ثابتة كما يقولون.. ولأننا لسنا مؤمنين أيمانا حقا نلدغ من نفس الجحر مرات ومرات.. نريد أن نعرف كيف تدار دولتنا فيما نسميه وهما العهد الجديد..!!

مرت الحادثة مرور الكرام وتمطع البعض وجل همه توجيه التشكرات والتعظيمات دون الوقوف على الفشل الزريع والخلل المريع وخيبة الأمل التى حتى لا تركب جملا ولكنها مترجلة حافية فى ثياب مهلهلة.

الحال كما كان الحال من عبارات متهالكة ترفع علم الفساد والرشوة وأكل الأموال بالباطل والتى ندعو الله أن تنزل فى بطون الظالمين نارا وسرطانا وهلاكا لهم ولأبنائهم الذين يأكلون السحت من أرواح وأموال الكادحين الذين يجاهدون لكسب قوت يومهم وكف أبنائهم مذلة السؤال.

من الذى أعطى تلك العبارات ترخيصا ومن الذى يقوم بالتفتيش عليها والتأكد من صلاحيتها ومن قواعد الأمن والسلامة..!!؟ لا أمن ولا سلامة، ولكنه ديكورا لخداع البسطاء والغلابة من أبناء الشعب المسكين.. أن مابها ليست قواعد للأمن والسلامة ولكنها نتانة وعفن فى النفوس التى لا تراعى لله ذمة ولا ضميرا ولا دينا.

أن العبارة الآن نائمة هانئة مطمئنة على بعد 800 مترا فى القاع كما هى نفوس كثيرة نسأل الله لها قلة العافية تضحك وتقهقه مستبشرة لجريمة بلا جثة..!!

وزير للنقل يتصل به برنامج على الهواء أثناء الكارثة فيرد بصوت هادئ مطمئن.. يسألونه عن قواعد السلامة على العبارة فيتلعثم ويسأل من حوله.. لو كان له ولدا أو ابنة فوق تلك العبارة لم يكن حاله تلك الحال.. وبدلا من أن يكون أول الواصلين إلى مكان الحادث وتشكيل فريق عمل وتفعيل خطة الكوارث فى وزارته التى أشك فى وجودها أصلا..؟؟ ومتابعة وطمأنة الناجين وذويهم والرد على تساؤلاتهم وإسكانهم والعمل على راحتهم .. بدلا من طردهم خارج أبواب ميناء نويبع كالمتسولين والكلاب النابحة..!!؟؟ من المسئول..؟؟ أنها غراقات.. حراقات.. وليست بعبارات يا سيادة الوزير..؟؟.

ووزارة الإعلام النائمة الغافلة.. يعمل بها الآلاف المؤلفة الذين يشفطون ويلهفون ملايين الملايين شهريا من فوق المنضدة ومن تحتها.. لا نرى منها إلا برامج الضحك على الذقون والتفاهة والهيافة وعند لحظة الحقيقة نرى الفشل الزريع والأداء العديم اللون..!!

فى أى دولة تحترم شعبها وآلاف منه يتعرضون للموت تهرع الكاميرات و تتحول جميع القنوات لبث مباشر ليعرف الشعب ماذا يجرى لأخوان لهم من مأساة قد تخلف ألاف المآتم فى ألاف المنازل.. وبدلا من هذا.. أفتح قنوات ما يسمى النايل سات وهو فى الحقيقة الكفن سات الذى دفع تكاليفه شعبنا المسكين فأجد فى تلك اللحظة.. لحظة الحقيقة.. أجد الغثاء المعتاد من مسلسلات كوميدية وغناء ورقص..هم وغم وفشل ذريع.. إن الفشل يتوارى منكم خجلا يا سيادة الوزير.

الوزارات فى مصر تدار بعقلية العصور الوسطى ولا يوجد فقط فيها إلا المنظرة واللهف والأظرف المغلقة والشيكات التى توزع كل شهر على أصحاب الحظوة والخطوة.

ونأتى للملهاة الكبرى من شعب وساسة وأحزاب لا يدركون أننا كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. نعم سهروا ولكنهم قد يكونوا قد سهروا أمام قناة التت أو هزى يا نواعم.. أننا غافلون مغيبون لا نجيد إلا ركوب الأمواج والنظر لذاتنا فقط.. متى سيأتى اليوم الذى يدرك الجميع بأننا عندما ننظر لمصالح الأخريين ننظر إلى أنفسنا..؟؟

أن الوطن لن يقوم له قائمة مادام هذا حالنا.. الدوائر والمحن تلف و تدور.. لنفيق إلى أنفسنا بدلا من أن يغرقنا الطوفان وساعتها لن ينفع مال ولا بنون.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

جيهان الحسيني

صدقت دكتور طارق

عدد الردود 0

بواسطة:

عبداللطيف أحمد فؤاد

صديقى المحترم الوطنى الدكتور طارق

عدد الردود 0

بواسطة:

د هاني أبوالفتوح

بين الأمل واليأس

عدد الردود 0

بواسطة:

شامية

أنعدام الضمير والاخلاق عنوان عصرنا بلا منازع ...

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

بأيدينا اخترنا الدلدلة

عدد الردود 0

بواسطة:

سامى النويهى

الواقع المؤلم

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام كرم الطوخى

مصير واحد

عدد الردود 0

بواسطة:

سمير احمد مشيمش

ادعوا معى جميعا .

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالحميد

الجيزة

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed

بلا تعليق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة