لعلك قد تعجبت قليلاً عزيزى القارئ من هذا العنوان، ولكن دعنى أخبرك أنه ليس بهذيان أو تخاريف، أو أى كلام فاضى معقول، إنها الحقيقة التى ما زال الكثيرون منا يحاول إنكارها. نعم قمنا بثورة وخلعنا مبارك ولكن هل تغير النظام...؟!
بكل تأكيد كل ما قمنا به هو خلع شخص مبارك وصورته من القصور الرئاسية ومكاتب الوزراء والأماكن الرسمية والمنشآت العامة، واستبدلناها بنظام مـبارك بلس.
و"بلس" هنا بمعنى زائد أو الإصدار الأحدث، أو كما قال لى أحد الأصدقاء مبارك نيو فيرجن، ولا أجد حرجاً فى الاعتراف بتلك الحقيقة، فقد قمنا باستبدال شخص بمجموعة أشخاص ممن يعرفون بأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والمعروف عنهم جميعاً أنهم من مدرسة مبارك، ويبدو هذا واضحاً جلياً فى طريقة إدارتهم للأمور.
وبعيداً عن الصورة التى يحاول البعض تصديرها ممن تعودوا القيام بمنافقة الحاكم أياً كان، سواء لعرض أنفسهم أمام الحاكم ومحاولة التقرب إليه ومهادنته لتحقيق مصالح خاصة، أو بسبب مرض متلازمة استوكهولهم، حيث إن البعض قد تعود أن يهتف باسم السيد الرئيس أطال الله فى عمره، سواء رئيس الجمهورية أو حتى رئيس المصلحة التى يعمل فيها.
والآن وقد تخلصنا من طاغية استباح خيرات وموارد الوطن، مع مجموعة من اللصوص والأتباع والمنتفعين والأبناء، وكأنها عزبة الوالد، ومع أنى أشك فى أنها لو كانت فعلاً عزبة السيد الوالد ما كان حدث ما حدث، وما كنا سنصل إلى ما وصلنا إليه الآن.
ثم نجد أننا قد وقعنا مع مجموعة أخرى ما هى إلا صورة ونموذج حديث لنظام مبارك المخلوع. واعذرنى فى تكرار كلمة "مخلوع" لأنها تروقنى كثيراً رغم كل ما نعانيه من أصدقائه حالياً.
فتجد من يقول إنهم كانوا مع الثورة وإنهم ضد التوريث، وفى الحقيقة أننى أرى أن الفائدة الوحيدة العائدة عليهم هى أن الحكم لم يقع فى يد جمال مبارك، وأنهم تخلصوا من ذلك الطفل المدلل ليسيطروا هم على الحكم، كما هو الحال منذ انقلاب 1952، والذى تحول إلى ثورة فيما بعد، أو هكذا قيل إنها ثورة. ولا يوجد عندى أدنى شك فى أن السادة أعضاء المجلس لا يرغبون فى الاستمرار أو البقاء فى الحكم لفترة طويلة، ولكن هل سيعطون الفرصة لأى حكومة قادمة أن تنتزع منهم امتيازاتهم وصلاحياتهم.
الإجابة بالتأكيد لا خصوصاً بعد كل ما جاء من تصرفات وقرارات مريبة وأحداث مؤسفة تورط فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والتى أساءت بدورها لتاريخ الجيش الوطنى الذى يحظى بتقدير واحترام كل مصرى داخل مصر أو خارجها. وجاء الحدث الأعظم الذى قطع الشك باليقين فى تلك المواد التى وجدناها فى وثيقة المبادئ الدستورية، والتى تتحدث عن دور القوات المسلحة فى حماية نظام الحكم واختصاص المجلس الأعلى للقوات المسلحة دون غيره بإدارة شئون الجيش، وسرية ميزانية القوات المسلحة، مما يعنى أننا سوف نجد القوات المسلحة فى صورة كيان بمثابة دولة داخل الدولة، وأننا بصدد تكرار سيناريو عانت منه تركيا لفترة طويلة من تدخلات وانقلابات عسكرية ضد نظام الحكم.
والسؤال هنا هل نحن فى حاجة فعلاً ليكون الجيش هو الضامن لنظام الحكم بالتأكيد لا، فالقوات المسلحة أداة استراتيجية دورها حماية البلاد من أى اعتداءات خارجية، وفى حالة الحرب لا قدر الله، تكون مطالبة بالقيام بدورها التقنى والفنى، ويقتصر دورها على تحقيق الانتصار على العدو بأقل خسائر ممكنة.
أما عن المنوط بهم حماية الدستور القادم والحفاظ على الشرعية السياسية هم من اختاروا ذلك الدستور فقط، وعلى أعضاء المجلس العسكرى أن يلتزموا بدورهم، وأن يقوموا بالإسراع فى تسليم السلطة كما وعدوا الشعب، والتراجع عن تلك الوثيقة المشوهة، وما فيها من بنود معيبة قد تجعل القوات المسلحة بأكملها فى حرج، وقد تؤدى إلى حدث مواجهات بين القوات المسلحة والشعب، ويحدث ما كنا نخشاه جميعاً.
وعلى السيد المشير أن يعلم أن مشاكلنا لن تحلها أطول سارية علم فى موسوعة الأرقام القياسية، وعلينا جميعاً ألا ننسى أهداف الثورة، وأن نسعى لبناء مجتمع جديد يستطيع حماية مقدراته وصناعة مستقبله، أو ما يعرف بالمجتمع الحارس، لأن هذا هو الضمان الحقيقى للشعب، ولا أخفى عليكم أننى كنت وما زلت لا أراهن على المجلس العسكرى، ولا على هذه الأحزاب الرخوة والمترهلة، أو القوى التى ظنت أن الفرصة مواتية، وراحت تتكالب على السلطة، أو حتى هؤلاء الذين يسمون، أو يعرفون بالنخبة، فالرهان الوحيد والضمانة الوحيدة لنا هى الشارع فلا تدعوهم ينجحون فى استكمال هذا الحاجز المنيع بين النشطاء والثوار وبين الشارع.
فالناشط السياسى أو المجتمعى دوره أن يكون صوتاً وميكروفونا للشارع فى الشارع، وليس فقط فى الفضائيات وبرامج التوك شو، عودوا إلى الناس تخلو عن مبارك الذى يقبع بداخلكم، فالكل الآن يريد السيطرة على الجميع.
والكل سعيد بظهوره على قناة تلو الأخرى، ولكن يجب أن لا ننسى أصحاب هذا الفضل، فلولاهم ما كنا نحلم بأن نظهر على شاشة أو أن نكتب كلمة بدون أن نواجه المصير المعروف، والذى يعاد إنتاجه من جديد الآن، فبعد أن كانت الوسيلة للتعامل مع المعارضين والناشطين هى المعتقلات والسجن والتعذيب، تم إضافة الميزة الجديدة داخل الإصدار الجديد من النظام، وهى مستشفيات أمراض الصحة النفسية والعصبية، ليصبح كل ناشط سياسى أو معارض للسلطة الآن هو فى حكم المختل عقلياً.
لذلك يجب أن تنتهى أسطورة مبارك الجديد قبل أن يولد، فالثورة لم تنته بعد ولن تنتهى، حتى بناء مصر الجديدة التى نطمح إليها جميعاً. استقيموا يرحمنا ويرحمكم الله.
مبارك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صعيدي/ بلس
احنا اتسرقنا يا رجالة............؟
عدد الردود 0
بواسطة:
+ رشاد فهمى
الثوره ف الفريزر
عدد الردود 0
بواسطة:
أسامة الشافعى
الحقيقة المرة
عدد الردود 0
بواسطة:
,واحد من الناس
لابد من ثورة لتسليم الحكم لمدنيين
عدد الردود 0
بواسطة:
د زكريا فؤاد
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
شكر واجب
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
الرياض
عدد الردود 0
بواسطة:
الجدعبدالناصر
العنوان مبارك بلاسند
عدد الردود 0
بواسطة:
السيد
هنكمل المشواريارجاله
عدد الردود 0
بواسطة:
إبراهيم البحار
شكراً للجميع