د. عبد المنعم عمارة

هل الجيش المصرى على رأسه ريشة؟!

الجمعة، 11 نوفمبر 2011 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذن السؤال.. هل العلامة د. أحمد زويل، منطقة محرمة، يافطة مكتوب عليها ممنوع الاقتراب وممنوع اللمس؟ بالطبع لا، فأنا شخصيّا أحترمه وأقدره ليس لإنجازاته العلمية فقط، ولكن لاهتمامه بالشأن العام فى مصر، سواء فى أحاديثه فى الفضائيات أو الإعلام المقروء، أو فى لقاءات مع جماهير المثقفين، ولو أنه يؤخذ على هذه اللقاءات أنها خاصة بلجنة وأنها تقام فى دار الأوبرا أو الجامعة الأمريكية، ومع احترامى لتأثير هذه اللقاءات على الرأى العام المصرى، إلا أنه لم يكن من الأفضل أن تتم فى أماكن مختلفة كبعض المدن خاصة فى الصعيد أو وجه بحرى، كبلده دمنهور أو فى مدن القناة كالإسماعيلية مثلاً.
تحركات د. زويل فى الإعلام كانت رائعة خاصة بعد لقائه مع الرئيس السابق مبارك، ولكنه للأسف لم يناضل عندما شعر بأن بعض المسؤولين لم يتجاوبوا معه، وعندما سحبوا منه سيارة النجدة والحراسة التى كنت أراها فى رفقته، كنت أتمنى منه بشخصيته الساحرة أن نراه ولو فى زيارة خاطفة كما فعل الدكتور البرادعى فى إحدى مناطق العشوائيات.
حزنت عندما وضعوا شروط الترشح فى الرئاسة التى منعت مزدوجى الجنسية من الترشح وشعرت يومها بأن هذا الشرط متعمد لحرمانه من الترشح، وفى ظنى أنه لسمعته العالمية، وإعجاب الشباب به كان يمكن أن يكون مرشحًا مثاليّا، خاصة أن لديه جاذبية يفتقدها المرشحون الافتراضيون الآخرون، واحترمته عندما رفض التنازل عن الجنسية الأمريكية احترامًا للبلد الذى احترمه وكرمه، ويرى كثيرون أن د. زويل إحساسه بالأنا عالٍ، وهذا حقه، فالرجل الذى خرج من قرية فقيرة إلى الإسكندرية إلى أمريكا إلى الجائزة العالمية قد يُغفر له هذا الإحساس.
أحد الشباب فى حوار معه عن الدكتور العالم كان غاضبًا من أن يسمى مشروع أو مدينة العلوم والتكنولوجيا باسمه، وسألنى: ما الفرق بين المشروعات التى كانت بأسماء الرؤساء السابقين وبين مشروعه؟ كل واحد منهم يلطع اسمه على المشروع ليخلده. وأضاف: ماذا عن المركز والمشروعات العالمية التى تمت فى مصر؟ وتعجب عندما لم يعلن الدكتور زويل عن المبلغ الذى تبرع به للمشروع، وإذا كان قد تبرع فعلاً فلماذا السرية بينما أعلن عن تبرع كبير من أحد كبار رجال الأعمال فى أمريكا للمشروع؟ ولا نعلم هل التبرع تم إعلانيّا فقط أم أن المبلغ وصل لحساب المشروع فى البنك فعلاً، وقد أضيف: وللشفافية نريد الإعلان عن حجم التبرعات التى تمت، كما كانت تفعل إدارة مشروع مستشفى السرطان للأطفال.
كما أن د. زويل لم يوضح هل سيستولى على مبانى جامعة النيل للتكنولوجيا التى تكلفت ملايين الجنيهات والتى أقامها د. نظيف، وهل سيتم ذلك الاستيلاء بقرارات وزارية أم بقوانين من المجلس العسكرى؟
وليسمح لى هنا بأن أشير عليه بزيارة محافظة الإسماعيلية فلديها مدينة رائعة تكلفت ملايين ملايين الجنيهات، مدينة متكاملة، قاعات محاضرات، معامل، ملاعب رياضية، مسجد، قاعات حفلات، أرجوه أن يزور المكان.
ويتبقى أن أقول إننى كنت أتمنى أن يكون اسم المشروع مدينة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وطبعًا مع كل الاحترام للدكتور زويل، وأنا أعلم أن ثقافته الديمقراطية لن تجعله يغضب أو ينفعل كما قد يفعل بعض مريديه.
طيب تصوروا لو أعلن ذلك ثم لو فعل ذلك، كيف ستكون صورته أجمل فى مصر.
يمكن أن يتفق البعض على هذه المقالة، فقط أخشى أن يختلف معها أو يغضب منها صديقى الإعلامى النابه أحمد المسلمانى.
ومع ذلك فلا يمكن لأى إنسان مصرى إلا أن يقف للدكتور زويل احترامًا ويضرب له تعظيم سلام فى كل الأحوال.
> هل الجيش المصرى على رأسه ريشة؟!
فى أمريكا أكثر بلاد العالم ديمقراطية، والتى يقوم دستورها على أربعة أو خمسة مبادئ لا غير، أهمها النظام الفيدرالى والفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، بمفهوم check and kallance وهى سياسة تنتهى بالتوافق بين هذه السلطات بحيث لا تكون أى سلطة أقوى من الأخرى، فالسلطة التى تحاول أن تلعب بديلها تقول السلطتان الأخريان: تشك. أى قف عندك، فيقف ويبدأ الحوار حتى تتفق السلطات الثلاث، خاصة السلطة التنفيذية «الرئيس» والسلطة التشريعية الكونجرس بمجلسيه، ومع ذلك أكبر إشكالية تواجه أمريكا هى ما يسمى «إعلان الحرب» cuko wages the war أى من الذى يعلن الحرب، الرئيس أم الكونجرس؟
يرى الرئيس أن هذا حقه لأن الحرب قد تكون فجائية أو تكون وقائية ولهذا فهى تحتاج إلى السرية وإلى السرعة فى القرار، بينما الكونجرس يرى أن هذا قرار خطير يمس الشعب الأمريكى الذى نمثله، وهو قرار لابد أن يكون فيه رأى الشعب رأيًا أساسيّا بل هو الرأى الأول.
إذن هناك إشكالية عند الرئيس، هل يعقل فى أى حرب تقوم ضد أمريكا أو تشنها أمريكا أن يذهب إلى مجلس النواب أولاً، حيث المناقشات الطويلة واللجان المختلفة ثم إلى مجلس الشيوخ، حيث تتم نفس الإجراءات التى قد تستغرق وقتًا طويلاً يتعرض فيه الأمن الأمريكى إلى خطر كبير. وقد وصلوا إلى أن الحل الأمثل هو إخطار قيادات المجلسين بطريقة سرية وأخد موافقتهم للوصول إلى اتفاق سريع يجنب أمريكا الخطر.
طيب كيف الحال فى مصر؟ سابقًا والآن لو اضطرت الظروف مصر إلى دخول حرب فجائية، ولننحِ جانبًا حكاية أن حرب 73 هى آخر الحروب، فهى مقولة سياسية أكثر منها استراتيجية؟ قامت مصر ولم تقعد على مشروع الوثيقة التى أعلنها د. على السلمى التى أتصور أنها ليست مبادرة شخصية منه بل لابد أنها تمت بموافقة مجلس الوزراء أو رئيس المجلس على الأقل، وللأسف جاء الهجوم على د. السلمى كأن هذه الوثيقة اختراع منه أو مبادرة شخصية منه، وأتعجب لماذا لم يرد الرجل على هذه المقولة؟!
ما علينا، أنا لا أريد أن أتعرض للوثيقة بطولها وعرضها، ولا للاعتراض على ما قيل من أنها رغبات المجلس العسكرى، ولكن ما يعنينى فقط هو هل يريد البعض أن يكون كل ما يخص الجيش المصرى «سداح مداح»، تناقش ميزانيته فى لجان ولجان ثم تحت قبة مجلس الشعب ثم مجلس الشورى، نعم القوات المسلحة ليس على رأسها ريشة، وهى لا تحاول أن تضع ريشة، فقياداتها على مر العصور يشعرون بأنهم مصريون، ومصريون فقط، خرجوا من طين هذه الأرض.
طيب لو سألنا أنفسنا ماذا عن قضية من «يعلن الحرب» التى نراها مشكلة فى أمريكا، كيف سيكون الحال فى مصر؟ ما موقف الرئيس القادم؟ ومقدمًا «يا ويله ويا ظلام ليله» وما موقف الجيش المصرى من هذه القضية؟ ما رأى الإسلاميين والسلفيين والجهاديين السياسيين فى مثل هذه القضية؟ هل لابد أن تعرض القوات المسلحة هذه القضية أولاً على مجلس الشعب؟ طيب ماذا عن عدونا إسرائيل هل سيخطرنا بأنه قرر الهجوم على مصر يوم كذا، الساعة كذا، بلاش إسرائيل، هل كان يمكن للرئيس السادات فى حرب 73 أن يذهب لمجلس الشعب ليقول لهم إنه قرر الحرب ضد إسرائيل يوم العاشر من رمضان الساعة الثانية ظهرًا؟ هل كان فى مقدوره أن يفعل ذلك؟ أشك ولو كان قد فعلها وأخذت دورتها الطويلة داخل لجان مجلس الشعب وتحت القبة لكان الإسرائيليون ومعهم الأمريكان قد احتلوا القاهرة.
كتبت كثيرًا قبل الثورة مقالات عنوانها الشعب هو السيد، والشعب مصدر السلطات، ومازلت مصرّا على ذلك، ولكن هل أعضاء مجلس الشعب والشورى هم الشعب فقط، والرئيس والقوات المسلحة ليسوا من الشعب؟ ومع ذلك مازال البعض مصرّا على أن الجيش المصرى على رأسه ريشة.
> الشيخ حازم أبو إسماعيل وخدمة ما بعد البيع
الشيخ حازم أبو إسماعيل المرشح الافتراضى للرئاسة بدأ حملته بدرى بدرى، ومع ذلك بدأها هادئة وديعة رقيقة مقنعة إلى الذين لا يعرفونه وإلى من هم غير من يؤمهم فى صلاة الجمعة.
بدأ حملته أنيقة، يشعرك وأنت تقترب منه بأنك تدخل محلاّ أنيقًا كله من اللون الأبيض، والغريب أن هذا الأداء الهادئ الواثق تحول فجأة إلى أداء مثير ألب عليه كثيرًا من الذين كانوا معجبين به، هذا المحل الواسع الذى افتتحه تحول إلى محل ضيق مترين فى مترين يقع فى حارة سد أو حارة زنقة.
ومهما حاولت أن تعرف السبب فلن تعرف، فالرجل سجل أكثر من هدف فى نفسه، بل للأسف يراه البعض كالبائع الذى يقف أمام فرشته لينادى على شربة الزيت التى يبيعها ليقول موسى نبى وعيسى نبى، وتحية للى يصلى على النبى «سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام».
صحيح لم يكن إسلاميّا وسطيّا ولكنه تحول نحو اليمين المتطرف، هنا ضاعت منه الكلمة الطيبة، وضاعت منه اللحظة وهرب كل زبائنه.
فخطابه أصبح زاعقًا وعاليًا، وبدا كأنه لا يستخدم ميكروفونًا واحدًا بل مائة ميكروفون.
الكاتب الصحفى بروزليوسف أحمد باشا كتب مقالاً عنوانه «حازم أبو إسماعيل خطر على مصر» فمشروعه كما كتب يهدف إلى استنساخ دولة الملالى الإيرانية، أفكاره من زمن فات يداعب البسطاء تحت شعار براق هو دولة الحلال والحرام، ينصب نفسه إلهًا يراقب ويحاسب العباد وليس رئيسًا يدير شؤون البلاد والعباد، فكلامه جنين مشوه لكل الدولة المصرية، جرنا ألف عام للوراء، حيث يرقد أهل الكهف.
أعلن عن نيته بفرض قانون يحدد الزى ويفرض الحجاب، خطيئته الكبرى اللعب على مزاج الاعتدال المصرى، وأنه اختزل شرف المصريين على صالات القمار، وعلى منع الخمور، والرقص الشرقى، والسؤال: هل يمكن القول إن الشيخ دخل المعركة بدرى بدرى بتصريحاته المستفزة للبعض وبمليونياته التى دعا لها أكثر من مرة، وبهجومه الحاد على المجلس العسكرى؟
مشكلته أنه عرض ما يرضى مريديه وأحباءه وليس ما يرضى الأغلبية من قطاعات الشعب المصرى.
بضاعة الشيخ لن يجد عليها الإقبال الذى يرجوه بالإضافة إلى أن خدمة ما بعد البيع عنده Customereservice لا تطمئن زبائنه.
ترى هل يمكن أن يعود الشيخ إلى هدوئه وسماحته وتواضعه وينسى حكاية أنه أحد المبشرين بالجنة أو أنه الرئيس المنتظر، وأنه يقنع المصريين بأنه لا هو الزعيم الملهم ولا هو الرئيس القادم ولا هو المخلِّص - بفتح الخاء وكسر اللام - للمصريين؟
إذا كان يفكر فى ذلك فيفتح الله يا شيخ حازم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ييي

العجب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد زكى

لا أستطيع أن أعلق سوى بكلمة واحدة .. الله عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد متولي

اسلوب رائع وبسيط وسهل وفكرتك واضحة ومباشرة

ياريت د زويل يستجيب

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى اصيل

رموز و زبانية النظام ( الفلول بيهاجموا الجيش و احنا مش معاهم )

عدد الردود 0

بواسطة:

منة

........

عدد الردود 0

بواسطة:

رجب عبد الغني

خاب وخسر من كان في النظام المخلوع ثم يأتي ليتحدث عن خوفه وحبه للوطن

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد رأفتت حلمى

فى إعلان الحرب فقط

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق إسماعيل

مدينة زويل

عدد الردود 0

بواسطة:

مراقب

كاتب موهوب و دكان أولاد أبو اسماعيل

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى أبوجازية

إلى رقم 4 حضرتك قرأت العنوان فقط

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة