ثمة حالة من انعدام الثقة تسيطر على الشارع لا تختلف كثيرا عن تلك التى عشناها فى مرحلة ما قبل الثورة، ساهم فى وجودها طريقة إدارة النخب والقوى السياسية الموجودة لعملية التحول الديمقراطى فى المرحلة الراهن، هناك من يشكك فى قدرتها على الوصول بمصر إلى بر الأمان، بل ويتهمها بالإصابة بالفصام أو الشيزوفرينيا والاحتيال إذ تتحدث فى العلن بلغة مختلفة تماما عن تلك التى تدير بها معاركها فى الغرف المغلقة.
نحن فى حاجة إلى من يقود الشارع ليعبر بمصر هذه المرحلة الحرجة من عمرها، كما تفعل تونس التى لم تفقد البوصلة فى طريقها نحو الديمقراطية، وبدأت عمليا جنى ثمار ثورتها وقامت بإجراء انتخابات المجلس التأسيسى بشفافية ونزاهة حظيا بتقدير واحترام العالم كله.
لماذا لا نبحث عن البديل أو من يقوم بهذه المهمة بعد أن فشلت محاولات النخب التى تصدرت المشهد فى تحقيق ذلك؟ خاصة وأن الوجوه الموجودة أصبحت تفرق أكثر مما تقرب وبعضها مثير للاستفزاز، والمقبول منها لا يقوى على فعل شىء ولا حتى الحصول على تأييد الشارع.
وحتى لا نسقط مرة أخرى فى شرك الاختيارات العشوائية كما حدث مع الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الذى رفعه شباب التحرير على أعناقهم وأجلسوه على كرسى الحكومة لمجرد أنهم رأوه فى الميدان إبان الثورة، وفشل فى تحقيق أى انجاز يذكر، ويتعرض لنقد شديد بسبب طريقة تعامله هو وحكومته مع المشكلات التى تواجهنا، يجب أن نتريث هذه المرة.
تعالوا نبحث معا عن من هو قادر على الساحة للقيام بهذا الدور حاليا، وسأكتفى بالأشهر منها، ولنبدأ بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين، رغم أنه الأقوى حتى الآن إلا أنه فقد تأييد معظم المتعاطفين معه وأنا واحد منهم، بسبب تصريحات قادته التى جانبها التوفيق أكثر من مرة حينما تحدثت وبشكل مباشر عن قدرتها على المناورة السياسية، فضلا عن اهتمامها بعدد المقاعد التى يمكن أن تحصل عليها فى مجلسى الشعب والشورى وحددت بالفعل نسبتها دون الاهتمام برغبة رجل الشارع العادى فى الإصلاح.
أما الوفد أعرق الأحزاب الموجودة على الساحة، فأعتقد أنه لا يمتلك قاعدة جماهيرية تؤهله لهذه المهمة وهناك اتهامات له بتضليل الرأى العام، وفى الوقت الذى يتحدث فيه عن الإصلاح كان يتفاوض مع أقطاب الحزب الوطنى ليترشحوا على قوائمه للانتخابات، والأمر نفسه ينطبق على حزب التجمع الذى رفض الثورة بالأساس وتمزق أوصاله الخلافات الداخلية ويعانى من ديكتاتورية قياداته، وكذلك الحال بالنسبة للحزب الناصرى الذى ارتضى العيش فى جلباب حزب الحرية والعدالة داخل التحالف الديمقراطى رغم اختلافه معه فكريا للفوز بأى مقعد فى المجلس القادم، وبالنسبة للائتلافات الشبابية المنتشرة حاليا فهى مجهولة ولا تستطيع بعد أن تصل لرجل الشارع العادى، والأمر كذلك لبعض الحركات المعروفة إذ تواجه اتهامات بحمل أجندات خارجية مثل 6 إبريل.
لا مفر إذن من البحث عن بديل آخر ليس بالضرورة موجودا على الساحة حاليا وبعيدا عن المشهد.. فلنطرح السؤال مجددا: من يقدر على تولى هذه المهمة والقيام بهذا الدور؟
حتى نستطيع الإجابة تعالوا نرد الأشياء إلى أصلها ونعود مرة أخرى إلى مرحلة اندلاع الثورة والاقتراب من قادتها الحقيقيين وليس من الموجودين حاليا؟
وائل غنيم مفجر الثورة الحقيقى عبر صفحة كلنا خالد سعيد، الجميع يعرف ذلك استطاع أن يجمع مئات الآلاف من الشباب للثورة عبر الإنترنت، ويحظى بشعبية كبيرة وعدد أعضاء صفحته الشخصية على الفيسبوك يقارب 376 ألفا، وحوالى 226 ألفا على "تويتر"، أنا شخصيا أشك فى أن أيا من النخب أو الأحزاب الحالية مجتمعة قادرة على الحصول على تأييد مثل هذا الرقم من المصريين، كما أن غنيم لديه رؤية ويمتلك المبادرة وهو من طرح فكرة اجتماع مرشحى الرئاسة السبعة للاجتماع ووضع تصور لمشاكلنا وعرضها على المجلس العسكرى، وهى خطوة جيدة لو اكتملت.. لكن غنيم انزوى وابتعد عن المسرح السياسى بعد تعرضه لكثير من الانتقاد واتهام البعض له دون دليل بأنه شخصية تلفزيونية.
لماذا لا يقود وائل غنيم الشارع مرة أخرى كما فعل إبان الثورة؟!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
نادر
اضحك مع الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصــــــــرى ابن مصرى ابن مصرى حتى الجد الاول منذ نشأة الخليقة
نعم الى كل ماجاء فى مقال الاستاذ ياسر عجلان واضيف نحن الشعب المصر ى نعيش حالة اللاحكومة
عدد الردود 0
بواسطة:
فتح الله
هل انت مقتنع بما تقول؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد السكندرى المصرى
اضحك مع نادر
عدد الردود 0
بواسطة:
اشرف عبد الرحمن
كلام غريب
صباح الهرتله والاقتراحات الساذجة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح غانم - تحيا مصــــــــــــــر
رزق الهبل على المجانين
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الصغير
للأسف متأخر
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد فهيم
اتفق نع حضرتك ولكن احتلف فى.......
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد مصطفى
للأسف
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
أعتقد ان 6 ابريل هى من تقود الثورة منذ بدايتها