أكد الخبير الألمانى فى شئون الشرق الأوسط شتيفن هيرتوج أن موقف السعوديين الذى اتخذوه مؤخرا ضد النظام السورى على عكس موقفهم من احتجاجات البحرين قد وجهته طبيعة العلاقات المعقدة بين الرئيس السورى والعاهل السعودى.
وقال هيرتوج فى حواره مع موقع "دويتشة فيللة" الألمانى، إن السعودية التى دعمت البحرين عسكريا فى مواجهة المتظاهرين وتقف الآن موقفا مضادا من الثورة السورية لا تحركها سوى موقف عدائى من سوريا التى تمثل جزءا من المحور الشيعى فى الشرق الأوسط مناهضا للأمريكان ومعاديا للسعودية، كما ينتمى إليه أيضا حزب الله وايران، لكن نظام البحرين وبحسب الخبير الألمانى كانت دائما مقربا إلى السعودية.
وبالإشارة إلى عدم نجاح السعودية فى فرض اقتراحها بشأن تعليق عضوية سوريا فى الجامعة العربية يرى الخبير الألمانى أن نفوذ السعودية محدودا على الدول العربية، موضحا أنه يقتصر على الدول المحافظة فقط والتى لا تمثل عددا يمكنه أن يمثل فارقا.
كما أن هذه الدول المحافظة والتى يمكن للسعودية الاعتماد عليها لم تمر بتجربة الثورة بعد نفوذها فى الجامعة العربية ليس كبيرا، وذلك لعدة أسباب منها مثلا أن مصر عادت إلى المسرح الدبلوماسى بعد أن كانت قد فقدت قسطا كبيرا من النفوذ خلال العقود الزمنية الثلاثة الأخيرة من عهد مبارك، كما أن كثيرين من العرب يأملون أن تستعيد مصر دورها القيادى الرائد دبلوماسيا وثقافيا.
وبعد سقوط نظام الرئيس المصرى السابق محمد حسنى مبارك الذى كان حليفا دائما إلى السعودية يرى الخبير الألمانى أنه إلى جانب الملكيات المحافظة فى شبه الجزيرة العربية، أى أعضاء مجلس التعاون الخليجى تعد مملكتا المغرب والأردن الآن حليفتا السعودية بل ويعتبران شريكتين إستراتيجيتين.
كانت المغرب والأردن قد دعيتا إلى الدخول فى مفاوضات مع مجلس التعاون الخليجى بناء على مبادرة السعودية، وذلك بهدف الانضمام إلى المجلس الذى يبعد جغرافيا آلاف الكيلومترات عن الخليج.
ويؤكد الخبير الألمانى أن هناك هدفا وصفه بأنه جيو - إستراتيجيا وراء هذه الدعوة، موضح أنه ذو منظور دفاعى مشترك تطوره الأنظمة الشمولية المحافظة المتبقية فى البلدان العربية، وذلك لمناهضة ثورات يمكن ان تهدد كيانها وذلك كله بقيادة السعودية.
ويرى هيرتوج أن موقف السعودية المناهض للثورات أو لأى حركات تغيير فى البلدان العربية يدفعه خوفا من أن تهدد مثل هذه الثورات وجودها، وذلك بالإشارة إلى أن الملكية والتى تمثل النظام السعودى هى آخر أنظمة الحكم التى لم تتعرض بعد إلى هجوم القوى الثورية.
كما يؤكد الخبير الألمانى أن السعوديين وبعد سقوط مبارك الذى كان حليفا إستراتيجيا لهم لسنين طويلة يحاولون الآن تحصين أنفسهم والحيلولة دون قيام أى تحول ثورى على الأقل فى الدول الشريكة المحافظة، وذلك بإصرار السعودية على التأكيد أن الإصلاحات السياسية فى دول مثل المغرب والأردن من المفروض أن تبقى ضمن حدود معينة.
وعن مدى مناعة السعودية ضد الاحتجاجات التى يشهدها العالم العربى يرى الخبير الألمانى أنه وحتى الآن لا توجد فى المملكة السعودية طاقة ثورية تستحق الذكر، وذلك لأن المعارضة ليست منظمة بما فيه الكفاية، وذلك بالإشارة إلى المظاهرات التى اندلعت لشيعة سعوديين فى القطيف فى مارس الماضى.
خبير ألمانى: الشيعة محور عداء السعودية لنظام الأسد
الخميس، 10 نوفمبر 2011 04:46 م