حريق مخزن البويات بقرية منيل شيحة بأبو النمرس الذى راح ضحيته 3 من قوات الحماية المدنية بينما أصيب 5 آخرين كان من بين المتوفين اثنان من مركزى اهناسيا والفشن ببنى سويف أحدهما رقيب شرطة محمد محمد سيد إبراهيم 36 عاما حاصل على دبلوم زراعة يقيم بقرية النويرة مركز اهناسيا المدينة وشهرته (مؤمن وحيد) حيث كان والده يعمل شيخ خفر القرية قبل وفاته.
اليوم السابع التقت بأسرة الشهيد، وقال شقيقه شعبان 46 عامًا مأمور جمرك بميناء الإسكندرية: نحن 4 أشقاء توفى والدينا فى عامين متتالين 2006 و2007 وشقيقى الشهيد محمد كان ترتيبه الأخير بيننا حيث يسبقه شقيقتان متزوجتان وتقيمان بالقرية وأنا ثم الشهيد محمد فهو الأصغر بيننا ورزقت به والدتى بعد انقطاع عن الإنجاب لمدة عشر سنوات عقب ولادتى وكان متزوجا ولديه 3 بنات" هاجر 10 سنوات وإسراء 7 سنوات تدرسان فى المرحلة الابتدائية الأزهرية وأسماء عام ونصف العام.
وأضاف، شقيقى كان يعمل بنظام الراحات كل 24 ساعة وكان يمتاز بالخلق الرفيع ومساعدة المحتاجين ولن ينسى له أهالى القرية موقفه عندما شب حريق فى إحدى طلمبات وتنكات البنزين التى يضعها أحد الجيران فى محل بمنزله حيث أسرع لإطفاء النيران قبل غيره واندفع داخلها دون خوف من النيران.
وحول آخر إجازة للشهيد قال شقيقه: اعتدت قضاء العيد بالقرية ودائما نصلى العيد ثم نقوم بزيارة الأهل والأقارب ولكن هذا العيد صمم شقيقى محمد على زيارة العائلة عقب الصلاة وبالفعل انتهينا من الزيارة وتجولنا فى القرية لتبادل التهنئة مع الأهالى والغريب أن ابنته الصغرى إسراء التى لم تتقن نطق الكلمات بعد خلال الأيام الماضية وقبل وفات والدها كانت دائما ما تردد اسمه (محمد).
وأشار شقيق الشهيد: اتصلت للاطمئنان عليه فأجابنى أحد زملائه عبر المحمول البقاء لله اتستشهد أخونا محمد أثناء إطفاء حريق وعندما ذهبت إلى ميت رهينة مقر نقطة الإطفاء الذى كان يعمل بها محمد علمت مدى حب الأهالى هناك لشقيقى فضلا عن حب زملائه له حيث كان له موقف لا ينسى منذ فترة عندما جاء من ضمن وجبة الطعام (التعيين) لحوما لها رائحة تنم عن فسادها وعدم صلاحيتها أجرى اتصالا بمدير مكتب وزير الداخلية وأخبره باللحوم الفاسدة وبالفعل صدرت الأوامر باستبدال اللحوم بأخرى صالحة للاستخدام.
والتقط أطراف الحديث محمد حسين، يعمل فى مصانع إحدى الشركات الخاصة (ابن خال الشهيد) قائلا: كنا ثلاثة نشارك فى ثمن أضحية من بيننا الشهيد محمد وفى يوم عيد الأضحى قررنا الذهاب بالسيارة إلى مدينة بنى سويف، ولكن أبنائى الصغار أصروا على الذهاب معنا وبدأوا فى البكاء، ولأن الشهيد كان يحب الأطفال ولا يتحمل بكائهم أقنعنى باصطحابهم معنا وقمنا بذبح الأضحية بحى الزهور ثم عدنا باللحوم وقمنا بتوزيعها على الأقارب وأيضا فقراء القرية.
وقال أكرم إبراهيم مهندس تبريد وتكييف وابن عم الشهيد: محمد اصطحبنى إلى مقابر العائلة بقرية حاجر بنى سليمان فى إجازته قبل الأخيرة منذ عدة أيام ونظف المقبرة بنفسه ثم أغلقها بالطوب الأبيض وكأنه كان يشعر باقتراب موعد لقاء ربه.
أما العريف أحمد محمد أحمد يقيم قرية دموشيا مركز بنى سويف سائق سيارة بالحماية المدنية والذى كان من قوة الإطفاء فأشار إلى أن الشهيد محمد كان ضمن قوة نقطة إطفاء ميت رهينة وعندما تلقى بلاغ الحريق الذى قال المبلغ فيه إن النيران اشتعلت فى شقة بمنيل شيحة كان الشهيد وقتها يصلى العشاء مع زملائه داخل النقطة فانطلقوا جميعا إلى مكان الواقعة واكتشفوا أن الحريق داخل مخزن بويات وتينر فبدأوا فى استعمال السائل الرغوى وكسر الرقباء محمد محمد سيد وهانى بشير والأمين أحمد صابر قفل الباب وبدأوا فى إطفاء النيران وفجأة حدث انفجار داخل المخزن أدى إلى اندفاع الباب عليهم وأطاح بهم خارج المخزن على الطريق لمسافة لا تقل عن5 مترات واستشهدوا فى الحال.
