ففى ذكرى هذا اليوم الموافق 4 نوفمبر 1979، تقام فى كل محافظات إيران احتفالات مهيبة فى الشوارع والميادين، إحياء لذكرى اقتحام السفارة الأمريكية بطهران التى أشعلت فتيل الأزمة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة، حين اقتحم 500 طالب إيرانى السفارة الأمريكية واحتجزوا 66 دبلوماسيا أمريكيا ضمن طاقم السفارة الأمريكية كرهائن لمدة444 يوماً، وكانت مطالبهم استرداد الشاه محمد رضا بهلوى الذى يعالج بأحد مستشفيات نيويورك.
وفى طريقنا للسفارة أو كما يطلق عليها الإيرانيون "وكر التجسس الأمريكى"، رأينا مسيرات حاشدة فى شوارع العاصمة طهران، وتجمهر آلاف المتظاهرين أمام المقر السابق للسفارة، مرددين شعارات "الموت لأمريكا"، وحاملين لافتات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل وشعارات أخرى تندد بالاتهامات الأمريكية بوقوف إيران وراء محاولة اغتيال السفير السعودى فى واشنطن عادل الجبير والتهديدات الإسرائيلية التى تلوح بضربة عسكرية.
داخل مقر السفارة رأينا نصباً تذكارياً للطلاب الذين استشهدوا أثناء عملية الاقتحام ولوحة كبيرة مكتوب عليها خطاب كان قد ألقاه الإمام الخمينى قائد الثورة الإسلامية للطلاب آنذاك، داخل مبنى السفارة واكتظت الحوائط بصور وعبارات مناهضة لأمريكا، ووضعت قطعة من السجاد مدون عليها عبارة "الموت لأمريكا" على مدخل المبنى ليمسح الزائرون أحذيتهم بها قبل دخول المكان.
تساءلت عن سبب تسميتها بـ"وكر التجسس الأمريكى" قيل لى إن الطلاب آنذاك صادروا وثائق تثبت أن الولايات المتحدة سعت إلى إخماد الثورة الإسلامية، كما احتوت على أدلة تشير إلى أن السفارة كانت وكراً للتجسس على إيران سياسياً وعسكرياً، وشاهدنا داخل مبنى السفارة أجهزة تنصت وغرفا مخبأة تفتح بأرقام سرية تبلغ قطر حائط الغرفة الواحدة متر على الأقل.
قال السيد غريب رضا الذى كان يرافق الوفد فى تجواله داخل السفارة، أنه عندما علم طاقم السفارة باقتحام الطلاب قاموا بسرعة بفرم الأوراق المهمة لدرجة أن ماكينة الفرم تعطلت عن العمل بسبب كثرة الأوراق، تذكرت حينها ما قام به أمن الدولة المصرى وقت اقتحام المتظاهرين لمقاره، خاصة أن الأجهزة وأساليب العمل والغرف تشبهه إلى حد كبير.
بدأت المراسم التى يطلقون عليها "اليوم الوطنى لمقارعة الاستكبار العالمى" فى الساعة التاسعة والنصف صباحا، اجتمع خلالها حشد غفير من الطلاب الجامعيين وأستاذة الحوز والجامعات والشخصيات السياسية والمسوولين أمام السفارة الأمريكية، كان التجمع مناسبة لتوجيه تحية إلى الربيع العربى وللتنديد بإسرائيل، وألقى أمين المجلس الأعلى للأمن القومى سعيد جليلى كلمة فى هذه المراسم.











