الصحف الأمريكية: تنامى حالة التشكك إزاء معظم شباب ائتلاف الثورة.. وانتقادات لرفض الإدارة الأمريكية جعل المساعدات لمصر مشروطة.. والقاهرة تشهد تعميق الانقسامات بين المعارضة السورية
الخميس، 10 نوفمبر 2011 12:32 م
إعداد ريم عبد الحميد وإنجى مجدى
نيويورك تايمز:
تنامى حالة التشكك إزاء معظم شباب ائتلاف الثورة
رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الأجواء السياسية فى مصر، فى إطار الاستعداد لأول انتخابات برلمانية منذ الإطاحة بالرئيس مبارك، وقالت إن الحملة الرسمية لهذه الانتخابات المقررة فى أواخر الشهر الجارى قد بدأت ببطء، متزامنة مع إجازة عيد الأضحى.
وبرغم ذلك، تضيف الصحيفة، أن ملامح تلك الحملة كانت معروفة على مدار أشهر وتحديداً فيما يتعلق بالكيفية التى تتحدى بها الأحزاب الليبرالية الإخوان المسلمين المنظمين بشكل جيد، وتتحدى معهم بقايا الآلة السياسية للحكومة القديمة، فى إشارة إلى فلول الحزب الوطنى. ورأت الصحيفة أن السؤال الذى يلقى بظلاله على الانتخابات هو ما إذا كانت ستثمر عن برلمان قوى بما يكفى لتحقيق هدف بعيد المنال لثورة 25 يناير، ألا وهو تحدى قبضة الجيش المستمرة منذ 60 عاماً على السلطة.
وتمضى الصحيفة فى القول إنه نظراً لأن الشباب كانوا أول من دعوا إلى التظاهر فى ميدان التحرير وطاردوا رئيسا ظل 30 عاماً فى السلطة، وتمكنوا من إقصائه فى 18 يوما، فقد كان من المتوقع أن يكون لهم دور قيادى فى المرحلة التى تلت الثورة.
لكن الواقع جاء مختلفاً، وبدا المجلس العسكرى فى بادئ الأمر مهتماً بالتشاور مع ائتلاف الشباب، إلا أن الشباب قاطعوا لقاءاته بعد الحملة العنيفة ضد المتظاهرين فى إبريل الماضى. ونقلت "نيويورك تايمز" عن شادى الغزالى حرب، أحد شباب الثورة ومؤسس حزب الوعى قوله إنهم، أى شباب الثورة، قرروا أنه من الأفضل محاولة تأسيس أنفسهم فى الشارع بدلا من الحديث مع المجلس العسكرى، مشيرا إلى أن الجيش كان يريد منهم أن يكونوا مجرد ديكور. وأضاف قائلاً إن المجلس استخدمهم كمصدر للمعلومات، ومؤشر على المزاج العام فى الشارع وكيف سيكون رد فعل الشباب، لكنها لم تكن تجربة تفاعلية.
وتشير الصحيفة إلى أنه برغم استمرار لقاء الأعضاء الأساسيين لائتلاف شباب الثورة، إلا أنهم انقسموا بين الفصائل الكثيرة، فبعضهم ومعهم شباب الإخوان المسلمين قاموا بتأسيس أحزاب جديدة، والبعض الآخر تم استيعابه فى أحزاب سياسية محنطة تناضل من أجل موضع قدم لها، فيما أصبح البعض الثالث نجوم إعلام.
وتلفت الصحيفة إلى أن ستة أعضاء من ائتلاف شباب الثورة يأملون أن تترجم أدوارهم إلى مقاعد برلمانية فى الانتخابات التى ستتم على ثلاثة مراحل، إلا أنهم يواجهون حالة من التشكك الواضح إزاءهم، فتقول إحدى السيدات "لا نبالى بهؤلاء، فهم مثل مبارك وكل ما يريدونه هو المال"، وأشارت إلى أن شاغلها الأساسى الآن هو الشعور السائد بعدم الاستقرار، قائلة إنها تريد أن تعود الأمور لما كانت عليه من قبل.
وتوضح "نيويورك تايمز" أن عدد الناخبين فى مصر يقدر بحوالى 50 مليونا، يعتقد أن ما بين 20 إلى 30% منهم مؤيدون للإخوان المسلمين أو الجماعات الإسلامية الأخرى وهؤلاء سيشاركون فى الانتخابات بالتأكيد. فى حين أن أقل من 20% تشمل النخبة والأقلية القبطية سيكونون ملتزمين على الأرجح بالحكم المدنى وسيكون هؤلاء أيضا حريصين على التصويت، ومن ثم فإن التحدى سيكون على نسبة الـ50% الأخرى من الناخبين الذين لم يقرروا بعد.
كريستيان ساينس مونيتور:
الصحيفة تنتقد رفض الإدارة الأمريكية جعل المساعدات لمصر مشروطة
انتقدت الصحيفة موقف إدارة الرئيس باراك أوباما الرافض لجعل المساعدات السنوية التى تقدمها واشنطن لمصر مشروطة. وقالت إن الإشارات المقلقة القادمة من مصر بخصوص سياسات المجلس العسكرى المتعلقة باعتقال المدنيين والمدونين ووثيقة المبادئ فوق الدستورية المقترحة، قد أثارت ردود فعل من جانب بعض أعضاء الكونجرس الذين طالبوا بجعل المعونة السنوية لمصر مشروطة بالانتقال إلى الديمقراطية وهو ما لم تستجب له إدارة أوباما.
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات أندرو شابيرو، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أمام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى قبل عدة أيام، والتى قال فيها إن إدارة الرئيس أوباما تعتقد أن جعل المساعدات المقدمة لمصر مشروطة يمثل نهجاً خاطئا. وعلقت قائلة إن صناع القرار الأمريكيين ظلوا على مدار سنوات يقولون إن "الآن" ليس بالوقت المناسب لمحاسبة النظام الحاكم عن انتهاكات حقوق الإنسان أو مطالبته بالتغيير الديمقراطى، إلا أن الآن تبدو معه تلك اللحظة مناسبة لمثل هذه البوادر، فقد رحل حسنى مبارك، ومصر تتلمس طريقها نحو ما تأمل أن يكون مستقبلا أفضل.
وفى حين أن النزاعات الاستبدادية للعسكر لن تختفى كرد فعل على أى خطوة يقوم بها الكونجرس، إلا أن المؤشرات تقول إن هناك ثمنا مرتبطا بعد سعيهم للتغيير الديمقراطى الحقيقة وهو ما سيؤثر على حسباتهم.
وتشير الصحيفة إلى تعليق كتبه المحلل إسندر العمرانى، المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، قال فيه إن الولايات المتحدة لم تتعامل مع مصر على الإطلاق خارج سياق الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وهو ما سمح للنظام الحاكم فيها بأن يفعل ما يحلو له فى الداخل على مدار عقود. كما أن تصريحات شابيور عن مصر جاءت فى سياق مؤتمر عن ضمان التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل. والغريب أن تأييد جعل المعونة مشروطة داخل الكونجرس ورفضها من جانب إدارة أوباما مرتبط بإسرائيل، فأعضاء الكونجرس يريدون الضغط على مصر فيما يتعلق بقضية حماس وقطاع غزة، بينما ترفض إدارة أوباما أن تمس المساعدات العسكرية التى نصت عليها اتفاقية كامب ديفيد.
لوس انجلوس تايمز:
القاهرة تشهد تعميق الانقسامات بين المعارضة السورية
قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن انقسامات بين المعارضة السورية شهدتها القاهرة حينما حاول بعض المعارضين السوريين منع شخصيات معارضة أخرى من حضور اجتماع مع مسئولى جامعة الدول العربية، بسبب الخلاف على إجراء حوار مع حكومة الرئيس بشار الأسد.
ورصدت الصحيفة الأمريكية مشهدا يدل على عمق الانقسامات فى صفوف المعارضة السورية، حينما قام البعض باستخدام البيض لرشق المعارضين الذين حاولوا منع وفد المعارضة السورى من حضور الاجتماع. وهتف بعض الناشطين "خونة" ضد أعضاء الوفد.
الوفد السورى المعارض يمثل تحالف المعارضة المعروف باسم "لجنة التنسيق الوطنية من أجل التغيير الديمقراطى، ويواجهه جماعة معارضة أخرى هى المجلس الوطنى السورى التى تتخذ أسطنبول مقرا لها. ويتهم الثانى نظيره الأول بأنه أداة فى يد الأسد، حيث ينقسم الاثنان إزاء إمكانية الحوار مع الأسد.
ورغم تشابه الموقف السورى مع نظيره الليبى حينما رفض المجلس الانتقالى فى ليبيا الحوار مع القذافى سوى برحيله، فإن الصحيفة تشير إلى أن الأسد يحظى بدعم داخلى كبير لم يتوفر للقذافى. فلا يزال الأسد يحظى بدعم مختلف القطاعات، بما فى ذلك النخبة من رجال الأعمال والأقليات الدينية القلقة إزاء إراقة الدماء فى حوادث طائفية إذا ما رحل النظام.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نيويورك تايمز:
تنامى حالة التشكك إزاء معظم شباب ائتلاف الثورة
رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الأجواء السياسية فى مصر، فى إطار الاستعداد لأول انتخابات برلمانية منذ الإطاحة بالرئيس مبارك، وقالت إن الحملة الرسمية لهذه الانتخابات المقررة فى أواخر الشهر الجارى قد بدأت ببطء، متزامنة مع إجازة عيد الأضحى.
وبرغم ذلك، تضيف الصحيفة، أن ملامح تلك الحملة كانت معروفة على مدار أشهر وتحديداً فيما يتعلق بالكيفية التى تتحدى بها الأحزاب الليبرالية الإخوان المسلمين المنظمين بشكل جيد، وتتحدى معهم بقايا الآلة السياسية للحكومة القديمة، فى إشارة إلى فلول الحزب الوطنى. ورأت الصحيفة أن السؤال الذى يلقى بظلاله على الانتخابات هو ما إذا كانت ستثمر عن برلمان قوى بما يكفى لتحقيق هدف بعيد المنال لثورة 25 يناير، ألا وهو تحدى قبضة الجيش المستمرة منذ 60 عاماً على السلطة.
وتمضى الصحيفة فى القول إنه نظراً لأن الشباب كانوا أول من دعوا إلى التظاهر فى ميدان التحرير وطاردوا رئيسا ظل 30 عاماً فى السلطة، وتمكنوا من إقصائه فى 18 يوما، فقد كان من المتوقع أن يكون لهم دور قيادى فى المرحلة التى تلت الثورة.
لكن الواقع جاء مختلفاً، وبدا المجلس العسكرى فى بادئ الأمر مهتماً بالتشاور مع ائتلاف الشباب، إلا أن الشباب قاطعوا لقاءاته بعد الحملة العنيفة ضد المتظاهرين فى إبريل الماضى. ونقلت "نيويورك تايمز" عن شادى الغزالى حرب، أحد شباب الثورة ومؤسس حزب الوعى قوله إنهم، أى شباب الثورة، قرروا أنه من الأفضل محاولة تأسيس أنفسهم فى الشارع بدلا من الحديث مع المجلس العسكرى، مشيرا إلى أن الجيش كان يريد منهم أن يكونوا مجرد ديكور. وأضاف قائلاً إن المجلس استخدمهم كمصدر للمعلومات، ومؤشر على المزاج العام فى الشارع وكيف سيكون رد فعل الشباب، لكنها لم تكن تجربة تفاعلية.
وتشير الصحيفة إلى أنه برغم استمرار لقاء الأعضاء الأساسيين لائتلاف شباب الثورة، إلا أنهم انقسموا بين الفصائل الكثيرة، فبعضهم ومعهم شباب الإخوان المسلمين قاموا بتأسيس أحزاب جديدة، والبعض الآخر تم استيعابه فى أحزاب سياسية محنطة تناضل من أجل موضع قدم لها، فيما أصبح البعض الثالث نجوم إعلام.
وتلفت الصحيفة إلى أن ستة أعضاء من ائتلاف شباب الثورة يأملون أن تترجم أدوارهم إلى مقاعد برلمانية فى الانتخابات التى ستتم على ثلاثة مراحل، إلا أنهم يواجهون حالة من التشكك الواضح إزاءهم، فتقول إحدى السيدات "لا نبالى بهؤلاء، فهم مثل مبارك وكل ما يريدونه هو المال"، وأشارت إلى أن شاغلها الأساسى الآن هو الشعور السائد بعدم الاستقرار، قائلة إنها تريد أن تعود الأمور لما كانت عليه من قبل.
وتوضح "نيويورك تايمز" أن عدد الناخبين فى مصر يقدر بحوالى 50 مليونا، يعتقد أن ما بين 20 إلى 30% منهم مؤيدون للإخوان المسلمين أو الجماعات الإسلامية الأخرى وهؤلاء سيشاركون فى الانتخابات بالتأكيد. فى حين أن أقل من 20% تشمل النخبة والأقلية القبطية سيكونون ملتزمين على الأرجح بالحكم المدنى وسيكون هؤلاء أيضا حريصين على التصويت، ومن ثم فإن التحدى سيكون على نسبة الـ50% الأخرى من الناخبين الذين لم يقرروا بعد.
كريستيان ساينس مونيتور:
الصحيفة تنتقد رفض الإدارة الأمريكية جعل المساعدات لمصر مشروطة
انتقدت الصحيفة موقف إدارة الرئيس باراك أوباما الرافض لجعل المساعدات السنوية التى تقدمها واشنطن لمصر مشروطة. وقالت إن الإشارات المقلقة القادمة من مصر بخصوص سياسات المجلس العسكرى المتعلقة باعتقال المدنيين والمدونين ووثيقة المبادئ فوق الدستورية المقترحة، قد أثارت ردود فعل من جانب بعض أعضاء الكونجرس الذين طالبوا بجعل المعونة السنوية لمصر مشروطة بالانتقال إلى الديمقراطية وهو ما لم تستجب له إدارة أوباما.
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات أندرو شابيرو، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية أمام معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى قبل عدة أيام، والتى قال فيها إن إدارة الرئيس أوباما تعتقد أن جعل المساعدات المقدمة لمصر مشروطة يمثل نهجاً خاطئا. وعلقت قائلة إن صناع القرار الأمريكيين ظلوا على مدار سنوات يقولون إن "الآن" ليس بالوقت المناسب لمحاسبة النظام الحاكم عن انتهاكات حقوق الإنسان أو مطالبته بالتغيير الديمقراطى، إلا أن الآن تبدو معه تلك اللحظة مناسبة لمثل هذه البوادر، فقد رحل حسنى مبارك، ومصر تتلمس طريقها نحو ما تأمل أن يكون مستقبلا أفضل.
وفى حين أن النزاعات الاستبدادية للعسكر لن تختفى كرد فعل على أى خطوة يقوم بها الكونجرس، إلا أن المؤشرات تقول إن هناك ثمنا مرتبطا بعد سعيهم للتغيير الديمقراطى الحقيقة وهو ما سيؤثر على حسباتهم.
وتشير الصحيفة إلى تعليق كتبه المحلل إسندر العمرانى، المتخصص فى شئون الشرق الأوسط، قال فيه إن الولايات المتحدة لم تتعامل مع مصر على الإطلاق خارج سياق الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وهو ما سمح للنظام الحاكم فيها بأن يفعل ما يحلو له فى الداخل على مدار عقود. كما أن تصريحات شابيور عن مصر جاءت فى سياق مؤتمر عن ضمان التفوق العسكرى النوعى لإسرائيل. والغريب أن تأييد جعل المعونة مشروطة داخل الكونجرس ورفضها من جانب إدارة أوباما مرتبط بإسرائيل، فأعضاء الكونجرس يريدون الضغط على مصر فيما يتعلق بقضية حماس وقطاع غزة، بينما ترفض إدارة أوباما أن تمس المساعدات العسكرية التى نصت عليها اتفاقية كامب ديفيد.
لوس انجلوس تايمز:
القاهرة تشهد تعميق الانقسامات بين المعارضة السورية
قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إن انقسامات بين المعارضة السورية شهدتها القاهرة حينما حاول بعض المعارضين السوريين منع شخصيات معارضة أخرى من حضور اجتماع مع مسئولى جامعة الدول العربية، بسبب الخلاف على إجراء حوار مع حكومة الرئيس بشار الأسد.
ورصدت الصحيفة الأمريكية مشهدا يدل على عمق الانقسامات فى صفوف المعارضة السورية، حينما قام البعض باستخدام البيض لرشق المعارضين الذين حاولوا منع وفد المعارضة السورى من حضور الاجتماع. وهتف بعض الناشطين "خونة" ضد أعضاء الوفد.
الوفد السورى المعارض يمثل تحالف المعارضة المعروف باسم "لجنة التنسيق الوطنية من أجل التغيير الديمقراطى، ويواجهه جماعة معارضة أخرى هى المجلس الوطنى السورى التى تتخذ أسطنبول مقرا لها. ويتهم الثانى نظيره الأول بأنه أداة فى يد الأسد، حيث ينقسم الاثنان إزاء إمكانية الحوار مع الأسد.
ورغم تشابه الموقف السورى مع نظيره الليبى حينما رفض المجلس الانتقالى فى ليبيا الحوار مع القذافى سوى برحيله، فإن الصحيفة تشير إلى أن الأسد يحظى بدعم داخلى كبير لم يتوفر للقذافى. فلا يزال الأسد يحظى بدعم مختلف القطاعات، بما فى ذلك النخبة من رجال الأعمال والأقليات الدينية القلقة إزاء إراقة الدماء فى حوادث طائفية إذا ما رحل النظام.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة