أشادت وكالة أنباء البحرين (بنا) بالعلاقات بين مصر ومملكة البحرين على مختلف الأصعدة، مشيرة إلى التنسيق المنتظم والمستمر بين البلدين على أعلى المستويات.
وكانت الوكالة تعلق بذلك فى تقرير نشرته اليوم الثلاثاء حول زيارة عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمصر ومباحثاته أمس الاثنين مع المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وقالت وكالة أنباء البحرين (بنا) إن هذه الزيارة للملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى مصر، وما يتخللها من لقاءات ومباحثات مهمة مع القيادة السياسية المصرية وعلى رأسها المشير محمد حسين طنطاوى القائد العام رئيس المجلس العسكرى الأعلى للقوات المسلحة، تأتى فى إطار العلاقات التاريخية الأخوية الوطيدة بين قيادتى وشعبى البلدين الشقيقين.
وأضافت أن العلاقات بين البحرين ومصر تتسم على الدوام بأنها علاقات متميزة تقوم على التواصل والمحبة والتعاون المشترك بين البلدين ما جعلها نموذجا يحتذى به فى العلاقات العربية من جهة تنسيق المواقف وتطابق الرؤى فى التعامل مع القضايا العربية والإقليمية والدولية.
وتمثل الزيارات المتعددة والمتبادلة بين قيادتى ومسئولى البلدين، محوراً هاماً فى مجال تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الصعد حيث تظهر هذه الزيارات مدى روح الود والتفاهم بين البلدين الشقيقين، وفى هذا السياق تأتى الزيارة المهمة التى يقوم بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى جمهورية مصر العربية.
وتأتى هذه الزيارة، تقول الوكالة فى تقريرها، امتدادا لزيارات عديدة قام بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى مصر خلال السنوات الأخيرة حرصا منه على تعزيز أواصر التعاون فى كافة صوره مع جمهورية مصر العربية الشقيقة وتقديرا لدورها الفاعل فى دعم القضايا العربية حيث قام بزيارة إلى مصر فى 26/8/2010 تأكيدا منه على عمق العلاقات الأخوية الوثيقة التى تربط بين البلدين وفى إطار الإرادة السياسية الهادفة إلى تعزيز وتوسيع آفاق التعاون الثنائى والتنسيق والتشاور السياسى المستمر حول مجمل الأوضاع العربية والدولية.
كما قام عاهل البحرين بعدة زيارات رسمية إلى مصر خلال عام 2005 أهمهما الزيارتان اللتان قام بهما وكانت الأولى فى شهر مارس والثانية فى مايو من نفس العام حيث جرى خلالهما بحث أوجه التعاون والتنسيق المشترك فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية.
ومن الجانب المصرى، كما تشير وكالة أنباء البحرين فى تقريرها، تتواصل بصورة مستمرة الزيارات الرسمية من جانب كبار القيادات والمسئولين المصريين والتى كان أخرها الزيارة المهمة التى قام بها رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف إلى المنامة فى شهر يوليو الماضى حيث التقاه الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء، وعبرت هذه الزيارة الأخوية عن تضامن مصر الشقيقة مع مملكة البحرين ضد كل ما يمس أمنها واستقرارها فى أعقاب الأزمة التى مرت بها، وأكد الدكتور عصام شرف خلال هذه الزيارة أن أمن البحرين واستقرارها وعروبتها وأمن منطقة الخليج عموما هو خط أحمر لا تقبل مصر ولا تسمح بتجاوزه.
وذكرت الوكالة ان العديد من رجال الجالية المصرية فى مملكة البحرين أكدوا أهمية زيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى مصر حاليا، معربين عن ترحيبهم بهذه الزيارة الهامة وتفاؤلهم بنتائجها.ورحبوا بزيارة عاهل البحرين فى هذا التوقيت بالذات الذى تمر فيه مصر بفترة انتقالية تستلزم التضامن والمساندة من أشقائها مؤكدين أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة صديق لشعب مصر ومحب لمصر وللمصريين وهو دوما ينظر بعين التقدير والاحترام إلى الجالية المصرية فى البحرين وإسهاماتها المميزة.
واستطلعت وكالة أنباء البحرين آراء عدد من الجالية المصرية بالبحرين حيث رحبوا بزيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمصر وأعربوا عن أملهم فى أن تفتح الباب لمزيد من التعاون بين البلدين فى شتى صوره.
وعلقت فعاليات اقتصادية وتجارية فى البحرين آمالاً كبيرة على زيارة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجمهورية مصر العربية فى تعظيم الاستفادة من الروابط التاريخية بين المنامة والقاهرة والاستفادة من فرصة ترويج المملكة أمام المستثمرين ورجال الأعمال المصريين لما تملكه المملكة من مقومات استثمارية مثالية.
كما أكدوا فى تصريحات لوكالة أنباء البحرين (بنا) على أهمية توقيت هذه الزيارة التى تحمل أبعادا سياسية واقتصادية كثيرة، فى ظل ما تمر به مصر والمنطقة من تغيرات تاريخية ما يستلزم تبادل وجهات النظر وتوحيد الصف ووجهات النظر بما فيه خدمة للمصالح المشتركة.
وتوقعوا أن ينجم عن زيارة عاهل البحرين إلى الشقيقة مصر الكثير من الفوائد الاقتصادية لتشمل مباركة عدد من المشاريع الاستثمارية الحيوية مع حاجة البحرين الماسة لتعزيز أمنها الغذائي.
وأكد النائب المستقل وعضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، عبدالحكيم الشمرى عمق العلاقات الأخوية التى تربط بين المنامة والقاهرة، لاسيما فيما يتعلق بالجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، معربا عن تفاؤله بوجود حيز كبير لتوسعة رقعة هذا التعاون الاقتصادى المشترك بين البلدين الشقيقين.
وأضاف الشمرى: "لا شك أن هذه الزيارة ليست غريبة، فهى تأتى ضمن الإطار العام للعلاقة المتميزة بين البحرين ومصر، كما تأتى أيضاً ضمن الارتباط الوثيق بين الشعبين الشقيقين ووحدة المصير باعتبار أن مصر تشكل جزءا كبيرا من العمق العربى والإسلامى بجانب المملكة العربية السعودية الشقيقة، ولن ينسى شعب البحرين الموقف المشرف لحكومة مصر إبان الأزمة السياسية المفتعلة التى مرت بها المملكة مؤخراً".
وأعرب الشمرى عن تطلعه إلى تعاون مثمر بين القطاع التجارى والصناعى البحرينى والمصرى الذى سيشهد نموا بعد الاستقرار الذى تحقق مؤخرا فى المملكة".ولفت الشمرى الى وجود العديد من المشاريع المقترحة بين الجانبين البحرينى والمصرى، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار فى القطاع الزراعى المصرى على مستوى المحاصيل والإنتاج الحيواني.
كما أنه بالإمكان، بحسب الشمرى، استيراد المنتجات الزراعية المصرية من خضروات وفواكه أو منتجات القطن الخام بإعادة إنتاجها فى مصانع النسيج البحرينية ومن ثم تصديرها إلى مختلف دول العالم.
كما أشار الشمرى الى توافر فرص كبيرة لإنشاء مؤسسات مالية أو بنوك تجارية مشتركة فى كلا البلدين، علاوة على فتح البورصات بين البلدين أمام المستثمرين ورجال الأعمال البحرينيين والمصريين.بدوره وصف رئيس جمعية رجال الأعمال البحرينية، خالد المؤيد زيارة عاهل البلاد المفدى لمصر بـ "التاريخية" نظرا لتوقيتها لتعكس مدى اتزان سياسات البحرين تجاه جاراتها وصديقاتها من دول عربية وإقليمية.
ويرى المؤيد ان هذه الزيارة تصب أولاً وأخيراً فى مصلحة مملكة البحرين، مؤكدا أن البحرين حريصة كل الحرص على إبقاء التواصل مع أبرز القيادات بالمنطقة ذات الثقل السياسى والاجتماعى والاقتصادى.
من جانبه توقع رئيس الجانب البحرينى فى مجلس الأعمال البحرينى - المصرى المشترك، حسن كمال أن يتمخض عن هذه الزيارة الملكية إبرام عدد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية بما يعود بالنفع على اقتصادى القاهرة والمنامة.ولفت كمال إلى إمكانية استفادة البحرين من المساحات الكبيرة من الأراضى والمزارع فى مصر بما يخدم تعزيز الأمن الغذائي، إضافة إلى وجود عمالة مصرية ماهرة بمختلف التخصصات.وأضاف كمال: "إن العلاقات بين البحرين ومصر تتسم بأنها أخوية تاريخية ماضية فى الاستدامة والتميز على مختلف الأصعدة، لتعكس مدى المودة والمحبة المتأصلة بين القيادتين".
واعتبر كمال العلاقات الثنائية بين البحرين ومصر "نموذجاً يحتذى به بين الدول العربية"، خاصة فيما يتعلق بتطابق الرؤى وتوحد وجهات النظر المتعلقة بالقضايا الخليجية والعربية والشرق أوسطية.
وأردف كمال بالقول: "لم تدخر البحرين جهداً قط فى سبيل مد جسور التعاون بكافة أشكاله مع أشقائها الخليجيين والعرب، وكلنا أمل فى أن تخرج هذه الزيارة بصيغ تعاونية إضافية تنقل العلاقة البحرينية المصرية إلى آفاق أوسع من التطور".فى السياق ذاته اعتبر رئيس شركة جفكون لتحسين الإنتاجية، الدكتور أكبر جعفرى العلاقات البحرينية المصرية بالاستثنائية فى كونها تملك خصوصية مميزة مع حرص قيادتى البلدين على تعظيم منافعها على المدى الطويل.
وأوضح جعفرى أن البحرين يمكنها الاستفادة من العلاقات المصرية فى جوانب عديدة أبرزها التدريب والعمالة والتصنيع، مؤكدا أن العلاقة بين القاهرة والمنامة تشكلان حلقة وصل عميقة الجذور تتجاوز كافة الابعاد التعاونية لترقى الى مستوى التوأمة مع تشابه المصالح وتشارك المصير".
وأكد جعفرى على "حيوية" الموقف المصرى على الساحة العربية والإقليمية والدولية نظرا لثقلها الجيوسياسى والاقتصادى والسياحى، مشيدا فى الوقت ذاته بخطوة عاهل البلاد المفدى بتوطيد أواصر التعاون مع القاهرة.
وكالة أنباء البحرين تشيد بالعلاقات بين القاهرة والمنامة
الثلاثاء، 01 نوفمبر 2011 10:29 ص