محمد فهيم

هنيئا للعاشقين

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2011 10:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتوق القلوب إلى لقاء عشاقها، وتحلم بالوقوف على الأبواب علها يفتح لها يوماً، فتنال الرضا وتستنشق العبير وتتسم بالنسمات، وتحيا فى النعيم فتتمسك بالأمل وتحيا به.

وليس للقلوب نوع واحد من العشق، إلا أن الوجد الحقيقى هو ذاك الذى قيل عنه "لو عرفته الملوك لقاتلونا عليه" هو الملاذ الحقيقى لبنى البشر والباب الواسع الذى لو فتح لأوى الأولين والآخرين.. ولكن الباب لا يفتح لأى طارق ولا لأى فؤاد ولا لأى عاشق، فهو موقوف على من وجد طريق الوصل مع المحبوب، وعاش يناجيه ليل نهار فى السر والعلن فى الضيق والفرج فى الحزن والفرح، يتلذذ بالقرب منه بوضوء يطهر القلب قبل الجوارح وفى إقبال بالليل يدفعه همة عاص يرجو النجاة بعد ما خلع عن رقبته طوق الذنوب ومزق ثوب المعصية وأراد أن يتطيب ويتطهر ويحظى برضا المحبوب فى ركعتين بين يديه وفى سجدة نفس خالصة بين يديه.. ألقت بالدنيا خلفها تستشعر الجنة عن يمينها فتسعد وترغب.. وتسمع قيظ النار عن شمالها وتشم نتن رائحة شوائها فتخاف وترهب .. وتتأمل الكعبة من أمامها فتبتهج وتغرد وتنشد ترانيم العشق والوجد والوصل.. فتسرى نور الله بقلبها وعقلها يملأ الكون حولها وتسمع التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل من الحجر والشجر والأخضر واليابس.. فيبكى القلب وتذرف العين الدموع فتغطى وجهها فيعود إليه نوره ويغتسل من ذنوبه وتتطاير عنه آثامه وشروره.. فيرى نفسه مع أهل الجنة ينعم بما ينعمون ويهنأ بما يهنئون ويرقى الدرجات العلا ويرى وجه ربه الكريم والملائكة ينتظرون أمره والحور العين يحلمون بإشارة منه.. ويشاهد من بعيد أصحاب النار فى الهلاك الأبدى قائمين وفى العذاب مقيمين، يطلبون فلا مجيب يستغيثون فلا مغيث... فيعلم أن سعادة الأولين والآخرين لو اجتمعت إليه فى الدنيا الفانية فلن تساوى لحظة فى جهنم ولا لفحة واحدة من النار ولا طعام من زقوم ذا غصة ولا شراب من حميم يقطع الأمعاء ولا وجوه يتساقط عنها لحمها ولا رائحة نتنة تلتصق ولا تزول ولا جوع يعدل كل ما سبق من أنواع العذاب.

فيعود إلى ركعتيه فيبكى من جديد ويظل فى سجوده يعلن تبرأه من العاصين وانحيازه للمؤمنين التائبين.. وهنا يكون قد عرف معنى الحب والوجد والعشق الحقيقى الذى يوصل إلى الطريق ويفتح الأبواب ويزيل الهم والغم والكرب ويزرع السعادة ويزدهر له الوجود.

فهنيئا لمن عرف.. ويا لسعد من عرف ثم لزم .. هنيئاً للمصلين والمستغفرين والتائبين والنادمين والبكائين.. ويا لشقاء من تاه عن الدرب وضل الطريق واختار أسوأ رفيق وطرق أبواباً مغلقة لا تفتح إلا على جهنم.

واليوم وفى أيام النفحات هنيئاً للعاشقين.






مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود رضا

ربنا ينولهالك

إن شاء الله ربنا يوفقك وتذهب للحج ..

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى أبو أحمد

انت ضيف الرحمن قريبا

عدد الردود 0

بواسطة:

منال

اللهم اجعلنا من محبيه

عدد الردود 0

بواسطة:

العنود من السعودية

يا سلام ...على كلامك..

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة