تساءلت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية عما إذا كان الربيع العربى سيسفر عن ثورة فى مجال التعليم، وقالت فى تقرير كتبه محمد فاور، الباحث بمركز كارنيجى الشرق الأوسط فى بيروت، إن التعليم يكون أحد الركائز الأساسية للإصلاح فى الشرق الأوسط الجديد، حيث تكون الديمقراطيات الناشة كيانات هشة فى حاجة إلى إصلاحات جذرية تدعمها من خارج المجال السياسى.
فأكثر من ثلث السكان فى العالم العربى تقل أعمارهم عن 15 عاما، ومن ثم فإن التعليم سيلعب دوراً رئيسياً فى إعداد ملايين الشباب فى الدول التى تتجه نحو الديمقراطية لكى يصبحوا مشاركين فى مجتمعاتهم وحكوماتهم وفى المجتمع الدولى.
ودعت المجلة إلى ضرورة أن يركز التعليم على أهمية دور الفرد فى المجتمع، وأن يتم تعليم الطلاب والمواطنيين أن يكونوا مواطنيين نشطاء، وهو الاتجاه الذى يطور التفكير النقدى ومهارات حل المشكلات، مع تعزيز المساواة والحرية واحترام حقوق الإنسان.
وتطرقت "فورين بوليسى" إلى الحديث عن سوء النظام التعليمى فى مصر فى عهد الرئيس مبارك، وقالت إن خطط الإصلاح التعليمى بين عامى 1997 و2003 لم تثمر عن أى تحسن، كما أن المناهج الدراسية والأنشطة والمعلمين أنفسهم قد فشلوا فى تشجيع أو دعم القيم والممارسات الديمقراطية، وهو ما يتجلى بوضوح فى الفجوة بين مفهوم المواطنة الذى طرحته وزارة التعليم وبين مضامين الكتب الدراسية.
ومضت الصحيفة فى القول إنه ينبغى أن يكون هناك مبادرة جديدة فى التعليم بخصوص مفهوم المواطنة، وضرورة التأكيد على أن تعكس الهويات المتعددة للرد وحقوقه ومسئولاته والمساواة والعدالة الاجتماعية، كما يجب أن يعمل التعليم على تنمية المهارات الخاصة بالتفكير الإبداعى والاتصال الفعال، وغيرها من القيم والمفاهيم المتعلقة بحقوق الإنسان والحرية، واحترام التنوع، والتى تعمل جميعها فى النهاية على نشر الديمقراطية.
"فورين بوليسى": إصلاح التعليم أول وسيلة لنشر الديمقراطية فى العالم العربى
الثلاثاء، 01 نوفمبر 2011 02:47 م