أحمد الجعفرى يكتب: التنمية البشرية فى الإسلام

الثلاثاء، 01 نوفمبر 2011 08:27 ص
أحمد الجعفرى يكتب: التنمية البشرية فى الإسلام صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن العمل هو الوسيلة التى ترتقى بالإنسان وترفع من قدره ومنزلته هو الوسيلة التى يحقق بها الإنسان آماله وطموحاته ويبنى بها مستقبل أمته وتاريخها.

ولكن على الإنسان أن يلتمس سبلا حقيقية من أجل إعداد نفسه لعمل يرضى طموحه وأهدافه ويؤثر فى مجتمعه ويجعله ذا دورا فعال وإيجابى وأن يعلم جيدا أن مايريده المرء يدركه مادام لايستعصى على عقل الإنسان أو إرادة الله.

فقط عليه أن يلتمس السبل لذلك بأن يحدد أهدافه ناولا ثم بعد ذلك يحدد الخطوات الواجب اتباعها للوصول لذلك الهدف، ثم بعد ذلك يبدأ فى تفعيل هذه الخطوات حتى يحقق المراد وعليه ألا يضع سقفا لذلك الهدف، ولكن كلما اقترب من تحقيق جل هدفه يرفع من قمة ذلك الهدف، وهذا ليس نوعا من أنواع الطمع أو عدم الرضا ولكنه وسيلة من وسائل النجاح.

وقد يختلف معى البعض حول قدرة الإنسان على تحقيق أهدافه وسيعتبر أن هذا نوعا من أنواع التفاؤل المبالغ فيه، ولكن إذا علم كل إنسان أنه خلق بيد الله سيعلم مدى عظمة ذلك الخلق وأكثر من ذلك أن الله نفخ فيه من روحه وكرمه و استخلفه فى الأرض ليعمرها فكيف يأمره الله بأمر هو غير مؤهل له.
وقد يعتبر البعض الرشوة والفساد والمحسوبية وسيلة من وسائل تحطيم طموح الفرد المؤهل علميا وثقافيا وذات قدرات عالية ويؤسفنى قولا إن حقا هى كذلك ولكن عليك أن تتغلب عليها وذلك بالآتى.

أولا:- إن يكون لديك يقين بقدرة الله سبحانه وتعالى أنه هو موزع الأرزاق ومقدر كل شىء فإن توفر لديك ذلك اليقين ستؤمن بما قاله الله فى كتابه العزيز وما رواه رسوله صل الله عليه وسلم من أحاديث.

قال الله سبحانه وتعالى فى سورة هود الآية (6) بسم الله الرحمن الرحيم(وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِى الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ).

هكذا علمنا الله سبحانه وتعالى أنه هو موزع الأرزاق ويبسط الرزق لمن يشاء ولكن ليس معنى هذا أن يتكاسل الإنسان ويرغب عن العمل بدعوة أن الله كفيل برزقه، ولكن عليه أن يتخذ الأسباب ويترك الباقى لله سبحانه وتعالى حتى لا يتحول توكله على الله إلى تواكل وشتان ما بين الاثنين.

والآن استعراض موجز لبعض آيات التنمية البشرية فى القرآن الكريم، الذى حوى جميع العلوم والتى استنبطها الغرب منه ونسبوها لأنفسهم ثم يكذبون القرآن فعجبا لهم قوما أساءوا الظن واتبعوه.

فقد قال الله سبحانه وتعالى فى سورة البقرة الآية (216)بسم الله الرحمن الرحيم (عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).

الله سبحانه وتعالى فى هذه الآية الكريمة يدعونا إلى الثقة به والإيمان بما كتبه لنا فالله دائما يقدر الخير للإنسان حتى ولو كان ذلك الخير لا يرضى العبد، ولكن الله أعلى وأعلم بما يراد به من حكمة، ولكن دائما إرادة الله لا تبتغى غير الخير للإنسان وعلى هذا الأساس فلنرضى بما كتبه الله لنا.

أما الآية التالية فى سورة إبراهيم الآية (7) {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ}.

إن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شىء لا فى الأرض ولا فى السماء وإذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، وفى هذه الآية دعوة صريحة من الله لمن شكره على نعمته ولم يغفل ذكره فى السراء وفى الضراء ليزيده الله نعمة فوق نعمة.

وعليك ألا تنظر لكون ما أتاك قليلا لا يستحق الحمد والثناء، ولكن انظر إلى عظمة الخالق وقدرته فإن أتاك من الله دينارا أو درهما فقل الحمد لله ولا تنس وعد الله لك بالزيادة فيضاعف الله لك الأجر مرتين أو أكثر اتخذ هذا الأمر قاعدة تسير عليها ومنهجا وسترى نعم الله التى لا تعد ولا تحصى.

والآن وبعد أن تحقق لنا اليقين بقدرة الله على توزيع الأرزاق وأنه دائما ما يقدر الخير للإنسان ولا ينسى من أثنى عليه وخصه بذكره فضاعف له ما أتاه
فكيف نصون هذه النعم ونهذبها ونحافظ عليها من ضعف النفس وكبريائها فيكمل ما قاله الله سبحانه وتعالى ما لاينطق عن الهوى محمد صل الله عليه وسلم حينما قال رسول الله صل الله عليه وسلم(ما تواضع أحد لله إلا رفعه).

فيجب ألا نتعالى ولا نشعر بالزهو والفخر الذى لا يزيد الإنسان مجدا أو شرفا ولكن يزيده حقدا وكراهية فى نفوس الناس فلنتواضع لله حتى يرفع من منزلتنا وقدرنا قدرا فوق قدر ومرتبة فوق مرتبة فلذى أوصلنا لما وصلنا إليه هو الله وهو القادر على إعادتنا سيرتنا الأولى.








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة