خطابات "المحاسبات" إلى الوزارات قبل الثورة بأيام تطلب الإنجازات لتضمينها بيانه أمام البرلمان..وتقرير الجهاز لـ"العسكرى" بدون إنجازات..عاصم عبد المعطى:الملط لم يكن يكشف كافة جوانب العجز فى أداء الحكومة

حصلت "اليوم السابع" على خطابات بين الجهاز المركزى للمحاسبات وعدد من الوزارات، يعود بعضها إلى قبل الثورة بنحو 10 أيام فقط، يطلب فيها الجهاز أن توافيه الوزارات بإنجازاتها خلال الفترة من 1 يوليو 2009، وحتى 30 يونيو 2010 من أجل تضمينها خطاب المستشار الدكتور جودت الملط رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات أمام مجلس الشعب، وعرض الإنجازات التى حققتها من واقع ما تكتبه دون الالتفات إلى مئات التقارير التى ترصد مخالفاتها .

الخطاب الأول يتمثل فى رد وزارة التضامن الاجتماعى بشأن إنجازاتها فى "قطاع التموين" مخاطبا وكيل الجهاز المركزى للمحاسبات لشئون الإدارة المركزية لمتابعة تنفيذ الخطة وتقويم الأداء لقطاعات الاقتصاد، مشتملا على نحو 20 إنجازا للوزارة فى قطاعات مختلفة، منها زيادة عدد البطاقات التموينية بنحو 300 ألف بطاقة وزيادة أعداد المستفيدين منها بنحو 1.3 مليون فرد، حيث بدأت الإنجازات بعبارة: "تنفيذا لما ورد بالبرنامج الانتخابى للسيد الرئيس وانطلاقا من سياسة حكومة السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء، وعلى ضوء ما وضعه السيد الدكتور وزير التضامن الاجتماعى من سياسات استهدفت رفع كفاءة الأداء بكافة أجهزة الوزارة والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لجمهور المستهلكين، ومساهمة فى التنمية الشاملة".

خطاب آخر موجه من مكتب الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية السابق، إلى المحاسبة ليلى محمد حسين وكيل أول الوزارة وكيل الجهاز المركزى للمحاسبات بالإدارة المركزية لمتابعة تنفيذ الخطة وتقويم الأداء، تقول فيه: "بالإشارة إلى كتاب سيادتكم رقم 1123 بتاريخ 24 نوفمبر 2010 بشأن طلب بيان مختصر عن إنجازات وزارة التنمية الاقتصادية للعام المالى 2009 / 2010 أتشرف بأن أرسل لكم البيان المطلوب ليتسنى تضمينه بيان السيد المستشار رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، بتوقيع المشرف العام على شئون مكتب الوزير الدكتور أشرف السيد العربى"، إلا أن بيان وزارة التنمية الاقتصادية جاء مختصرا بشكل كبير عن البيان الخاص بوزارة التضامن الاجتماعى، حيث لم يتجاوز 6 نقاط.

من جانبه، أكد عاصم عبد المعطى وكيل الجهاز المركزى للمحاسبات السابق، أن بيان المستشار جودت الملط السنوى أمام مجلس الشعب كان مسرحية بموافقة الحكومة وكافة المسئولين فى الدولة وتعمّد مطالبة الوزارات بما حققته من إنجازات حتى لا يتعرض للهجوم من جانب نواب الحزب الوطنى فى تلك الفترة التى سيطروا فيها بشكل كامل على برلمان 2010، خاصة المهندس أحمد عز الذى كان يشغل موقع أمين التنظيم فى الحزب الوطنى المنحل ورئيس لجنة الخطة والموازنة فى مجلس الشعب، وكانت سابقة أن يخاطب رئيس جهاز الرقابة الأعلى فى مصر الجهات الخاضعة لرقابته ويطلب إنجازاتها ليضمنها فى بيانه دون أن يقف على ماأنجزته بالفعل وما ارتكبته من أخطاء من واقع مئات التقارير التى ينتجها سنويا .

وأشار عبد المعطى لـ"اليوم السابع" إلى أن بيان الملط الذى كان يلقيه سنويا فى مجلس الشعب لم يكن يستند إلى تقارير الجهاز، بل كان يعتمد بشكل أساسى على جهات حكومية وإحصائيات مجلس الوزراء ووزارة المالية ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، وعدد من الجهات الأخرى، لأن تقارير الجهاز السنوية لم يكن قد تم إعدادها بعد ولم يخرج منها سوى تقرير واحد الخاص بالحساب الختامى للدولة، لأن التقارير يتم إعدادها من شهر ديسمبر حتى نهاية فبراير فى حين أن رئيس الجهاز يبدأ فى إعداد بيانه من شهر نوفمبر .

وكشف عبد المعطى أن كل ما كان يذكر فى تقرير الحساب الختامى لمجلس الشعب تقارير تقويم أداء دون أن تكون نتائج فحص ورقابة مالية، التى تكشف كافة جوانب العجز فى السلطة التنفيذية، ألا أن البيان خرج بعد الثورة دون أن يرصد إنجازات للحكومة ورصد السلبيات فقط، وأزال الجزء الخاص بعبارات الشكر والثناء على الرئيس السابق ووزارة الداخلية، وأرسله للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ونشره فى كافة الصحف ووسائل الإعلام بعد الثورة.

وحاولت "اليوم السابع" الاتصال بالمستشار جودت الملط لمعرفة تعليقه على الخطابات المتبادلة مع الجهاز المركزى للمحاسبات ووزارات حكومة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، التى تحمل أرقام صادر ووارد من الجهاز وكذلك توقيعات وكلاء الوزارة المختصين، إلا أن الاتصال تعذر ولم يرد على الهاتف .