إيمان عبد الوهاب تكتب: حكمت المحكمة

الأحد، 09 أكتوبر 2011 01:23 م
إيمان عبد الوهاب تكتب: حكمت المحكمة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حكمت المحكمة كلمة سمعناها ملايين المرات وسنسمعها ملايين المرات، سمعناها فيما سبق فلم يبال بما يأتى بعدها من كلمات سوى من يهمه الأمر، إلا أنها هذه المرة أصبحت مركز ارتقاب وتشويق للكل.. مرة يرتقبها الجميع بصبر شائك، يترقبها الجميع كمن يقف فى الصحراء يترقب بركان بئر المياه ينفجر من تحت قدميه، كما انفجر تحت قدمى سيدنا إسماعيل عليه السلام.

ولم لا فإن كنا استطعنا تفجير الحق من قلب الباطل، واسترداد الحرية ممن اغتصبوها.. فتحدينا جفاف وقحط الحرية لنجبر صحراء الظلم أن تزهر وتخضر.. وسحب الظلم أذياله فى خزى وكبرياء مدعى لا يخفى وراءه سوى انكسار وعظمة مدعية وكبر ذليل.

ولكن أصبح الصبر نافدا وإنسان الصحراء على شفى جرف الموت من الظمأ فإما أن ينفجر ينبوع الماء ليرتوى، وإما الهلاك لا محالة.. فهل سنموت كشعب قبل أن يرتوى ظمؤنا فلا أبحث هنا عن انتقام ولا عن شماتة بأحد ولا تذليل لعظيم قوم ذل، ولكن ابحث عن الحق عن محاكمة وكلمة ننتظرها منذ شهور وشهور لنطفئ نار المظلوم داخلنا، لنروى صحراء القهر الذى عشناه.

ليس ليخضر قحط الصحراء حولنا ولكن لنجبر صحراء القسوة التى خلفوها داخلنا على الاخضرار.

فى بداية المحاكمة كان إنسان الصحراء يحذوه الأمل العريض والفخر الجليل فيشعر بأجيج انفجار ينبوع الماء من تحت قدميه.

وفجأة توقفت حركت الأرض وعادت الصحراء لقسوتها، أين بئر المياه إلا ينفجر ينوع الماء المتظر كيف والمحاكمات تؤجل والمحاكمة الأكبر على شفا تحول من دائرة لأخرى لنبدأ من حيث بدأنا.. هل سنظل ننتظر ونتتظر؟ هل سيموت الشعب قبل أن يروى ظمأه، أم أن الماء ستنفجر بعد أن يفوت الأوان وإما أن يموت إنسان الصحراء، وإما أن تجبره قسوة الصحراء على التجريد من مشاعره ليصبح داخله صحراء فوق صحراء.

ليس المشكلة مشكلة انتظار، ولكنها مشكلة النهاية فهل ستأتى، أم ستترك النهاية مفتوحة شأنها شأن كثير من الدراما يختار كل منا النهاية التى يحب.. ولكن هل هنا لكل من يريد حق الاختيار؟
هل ستترك الستار لتصبح سائرا بألوان متعددة ينزل كل منا ستاره بلونه الخاص لتختلط الألوان فى النهاية وتصبح ستارة النهاية بلا لون أو تمييز لنتوه داخل لونها كالعادة نحاول تحديده وننسى ما كان خلف تلك الستارة.

لا لن نترك الألوان لتختلط وسنجبر ستارة النهاية أن تصبغ بلوننا وبلون الحق والحرية، لن نسمح لقريب أن يتجهمنا ولا لبعيد ان يتملك أمرنا.. سنخرج القرار من أنفسنا.. سنزرع طعامنا ونعلم أولادنا، سندير وسائل المواصلات وندير المصانع، سنعمل بأيدينا.. سنخضر الصحراء بسواعدنا نحن لا غيرنا.. بل سنجبر ينبوع المياه على الانفجار وإن اضطررنا أن نهز الأرض بأيدينا إن أبت هى على الاهتزاز.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة