نشرت صحيفة المصرى اليوم فى عدد الثلاثاء الماضى عرضًا وافيًا للبرنامج الانتخابى لحزب «الحرية والعدالة» الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، وقالت «إن البرنامج يحمل عنوان برنامج بناء مصر.. معًا نبدأ البناء، وإيدى فى إيدك نوصل مصر لبر الأمان». أول ما يلفت النظر هو تخلى «حزب» الإخوان المسلمين عن شعارهم الشهير «الإسلام هو الحل»، وعن شعار «الإسلام دين ودولة»، والدعوة للخلافة الإسلامية، كلاهما كان واردًا فى مشروع أو مسودة برنامج حزب الجماعة فى سبتمبر 2007، وعدم الحديث عن تأسيس دولة مدنية بمرجعية إسلامية، بل ويطرح البرنامج الانتخابى قيام النظام السياسى الجديد على مبدأى، المواطنة وتكافؤ الفرص بعد أن كان هناك رفض لمبدأ المواطنة، وتمييز ضد الأقباط والنساء فى تولى منصب رئيس الدولة. ويثير هنا الطرح الجديد تساؤلاً يحتاج إلى توضيح قاطع من الحزب والجماعة عن الموقف من المبادئ الأساسية للجماعة التى وردت بوضوح فى برنامج حزب 2007 وجميع وثائق الجماعة، وهل جرى تصحيحها والعدول عنها، أم أن عدم الإشارة إليها هو مجرد تكتيك انتخابى لا غير؟!
القضية الثانية التى تلفت الانتباه هى ما ورد فى البرنامج الانتخابى بالنسبة لبعض القضايا الاقتصادية والاجتماعية، وإشارته إلى تخفيض الضرائب على صغار الممولين وتحصيلها من كبار المستثمرين ورجال الأعمال، و«تطبيق سياسة الضرائب التصاعدية على الإيراد العام»، والدعوة لوضع حد أدنى وحد أقصى للأجور و«إعادة النظر فى الدخول الفلكية التى يحصل عليها رؤساء المؤسسات الحكومية والإعلامية والجامعية وغيرها»، فهل يعنى هذا الطرح الجديد العدول عن مواقفهم السابقة والتى كانت تنحاز وهل مازالوا يعتبرون فائدة البنوك ربا ويطالبون بإلغاء العمل بنظام الفائدة فى إدارة الأصول والأرباح؟ وهل عدلوا موقفهم من تأييد الخصخصة بشكل مبدئى وجوهرى؟ وهل هناك جديد فى الموقف من السياحة التى يطالبون بتنشيطها، ويطالبون السياح الأجانب «بضرورة تعرفهم ضوابط الشريعة الإسلامية قبل أن تطأ أقدامهم أرض مصر»؟
ويلفت النظر أيضًا اهتمام البرنامج الانتخابى لحزب الحرية والعدالة بقضية الفتنة الطائفية وصيانة الوحدة الوطنية، وطرحه لبرنامج شامل يزيل الاحتقان.
«والأسباب التى صنعها النظام السباق ومنظومته البوليسية، وتأكيده على دعم دور الكنيسة القبطية، ولكن ما فاتهم فى البرنامج الانتخابى بالنسبة لقضية الفتنة الطائفية - وحتى لا تقع الفتنة الوطنية - كثير، فهناك من قراءة الواقع وأحداث الفتنة الطائفية منذ عام 1972 وحتى أحداث الأسبوع الماضى فى أسوان ثلاثة أسباب رئيسية:
- التمييز ضد الأقباط فى تولى الوظائف العامة فى الدولة بصورة فظة تصل إلى حد منع تعيينهم فى بعض أجهزة الدولة الحساسة، - المشاكل الهائلة المتعلقة ببناء الكنائس وترميمها - خوف الأقباط - والمصريين عامة - مما يشكله تيار الإسلام السياسى، وفى القلب منه جماعة الإخوان المسلمين، من أخطار على الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.
وبالطبع فهذه القضايا ليست هى كل ما فى البرنامج الانتخابى لحزب الحرية والعدالة، فهناك قضايا أخرى عديدة جديرة بالاهتمام والمناقشة مثل الأوضاع الأمنية والأسعار ومراجعة الاتفاقات والمعاهدات الدولية وبيع القطاع العام واسترداد الأموال المنهوبة والمهربة للخارج.. إلخ. وكلها تحتاج إلى مناقشات وحوارات.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د/سامح
مع احترامي لكن خليك في حزبك
عدد الردود 0
بواسطة:
انشر
بصراحة رقم 1 جاب المفيد
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ عبدالعليم
قراءة خاطئة- وخليك في حالك
أضم صوتي للدكتور سامح - تعليق رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
adel
نحب نعرف هل مصر لكل المصريين دون تفرقة
عدد الردود 0
بواسطة:
فرعون
الى4 العادل
عدد الردود 0
بواسطة:
عمار الجيزى
هذا الرجل عاش عمره من اجل محاربة الاخوان وارجو الا يموت كذلك
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر الحوفى
الشك واليقين فى الجدلية المسماه بالإخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
moaaz
الاسلام هو الحل
الاخوان لم يتخلوا عن شعار الاسلام هو الحل ابدا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد يونس
حزب التجمع ذيل الوطنى
عدد الردود 0
بواسطة:
د نبيل المناخلي
يامدعي الثقافة والعلم والثورة