فاجأ عدد من الشعراء الشباب وهم "أيمن مسعود، وأحمد عبد الجواد، ووائل فتحى" الشاعر ماجد يوسف خلال الاحتفاء بصدور الجزء الأول والثانى من الأعمال الكاملة له بساقية عبد المنعم الصاوى، مساء أمس، الجمعة، بطلبهم له بقبول حملة إعلامية تطالب مجلس الوزراء بتعينه وزيرًا للثقافة بدلاً من الدكتور عماد أبو غازى، الوزير الحالى.
وقال وائل فتحى "إنه فى ظل استياء العديد من المثقفين من الإدارة الحالية لمصر بصفةٍ عامة، وفى الثقافة بصفةٍ خاصة، فإن أيمن مسعود طرح على موقع التواصل الاجتماعى الشهير "الفيس بوك" ثلاثة أسماء لمنصب وزير الثقافة، وهم (محمد المخزنجى، ماجد يوسف، ومحمد الصاوى)".
وأوضح "أنه دارت الترشيحات فى نطاق واسع حول الأصلح لتولى هذا المنصب فى ظل هذه المرحلة التى تحتاج لرؤية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، ولهذا تم الاتفاق على أنه بناءً على موافقة من يحظى بنسبة عالية من الترشيحات يقوم الشباب بإطلاق حملة كبيرة لترشيحه ومناشدة مجلس الحكومة بتكليفه وليس تكريمه بمنصب وزير الثقافة، وفى نفس الوقت نقدر ونحترم كل من هو فى منصبه الآن".
وقال ماجد يوسف مخاطبًا الشعراء الشباب وجمهور الساقية "لا تتوقع لأحد ممن رشحتموه أن يكون قادرًا على تحقيق ما تحلمون به فى إطار المعادلة القائمة، وإذا الثورة بشبابها وقياداتها لم تستطع بلورة كل نفسها فى نسق كامل يعبر عما تريده هذه الدولة وفق خطة ولو قصيرة المدى فلن يستطيع أحد أن يتحرك مهما كان لديه من حماسة"، مشيرًا "وانظروا إلى الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء والمواقف التى تعرض لها، وآخرها حينما تقدم باستقالته ورفضها المجلس العسكرى، وهو ما يدل على أنك مهما كان لديك من الحماسة فلن تستطيع أن تفعل شىء، إلا وفق هذه المعادلة غير المحددة حاليًا أو التى لا يعلمها إلى المجلس العسكرى".
وفى سياق آخر أكد "يوسف" خلال إجابته على تساؤلات طرحها أحمد عبد الجواد الذى أدار الحوار، على أن الحياة الثقافية المصرية تفتقد للناقد، متحديًا النقاد الحاليين أن يقولوا له منجزهم الحقيقى فى الحركة النقدية، متسائلاً: "فماذا يبقى من جابر عصفور إذا استبعدت مقالاته الصحفية، وأين جهده فى نقد الشعر المصرى المعاصر؟، موضحًا "عصفور كتب عن أمل دنقل، محمد صالح ودراسة قديمة جدًا عن نازك الملائكة فى جريدة المهد الأردنية، وهو ترجم المدارس الأدبية المعاصرة وعرفنا حينما تولى فصول بالكثير من مناهج النقد، ولكن حينما يطبق عمليًا مثلاً فى نقده لنازك تشعر أنك تقرأ نقد بسيط فى مجلة الشعر، حيث يمضى وراء الصور التى تقولها الشاعرة هنا وهناك، وتقول أين الحداثة وأين البنيوية؟".
وأضاف "يوسف" إذا ما أشرت إلى أحد نقاد الجيل الماضى أمثال عبد القادر القط وشكرى عياد وغالى شكرى، ورجاء النقاش وصبرى حافظ ولويس عوض ومحمد مندور، وهم من جيل واحد، ستجد أن الشاعر فى زمنهم "كان مدّلع" فيصدر له الديوان وتجد المقالات والدراسات التى يستطيع القارئ أو الباحث أن يعول عليها.
وحول تجربته فى الإعلام ورئاسته لقناة "التنوير" أكد "يوسف" أنها أثرت سلبيًا على منجزه الشعري، مدللاً على ذلك بآخر ديوان صدر له قبل أن يشغل هذا المنصب وكان فى عام 1997 وصدر ديوانه بعد هذه التجربة فى عام 2008، موضحًا أنه بذل الكثير من الجهد وواجه تحديات فى تأسيس هذه القناة من الصفر فوضع تصورًا لها، وخلق كوادر فى ظل حرب يومية على القناة، وبأقل الإمكانيات التى لم يكن من الممكن أن تعمل بها قناة فضائية، فتعتمد على كاميرا واحدة لا تصلح للعمل، وتسببت فى وضع فريق القناة فى مواقف محرجة جدًا.
وشدد "يوسف" على أن ما كان يواجهه فى قناة "التنوير" كان متعمدًا لأنها كانت تسعى إلى تقديم الثقافة الحقيقة للناس، وتسلط الضوء على هذا الشعب ومعاناته، وعلى شخصيات لم يلتفت إليها، وهو ما أدهش هذه الشخصيات دائمًا لأن أحدًا تذكرهم، مدللاً على ذلك بأن أكبر عدد من المثقفين ممن حزنوا على هذه القناة كانوا من الفنانى التشكيليين فى مصر، لأنها عرفت بالحركات والمدارس وهو ما لم يحدث، ومن ثم افتقد التشكيليون هذه الرعاية.
وأشار "يوسف" إلى أن يعكف حاليًا على الانتهاء من الجزء الثالث والرابع من أعماله الشعرية التى تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن سلسلة "الأعمال الكاملة"، لافتًا إلى أنه قبل صدورها أبدى رفضه أو تعجبه من ذكر الأعمال الكاملة فى حين أنه لم ينته بعد من كتابة الشعر، إلا أن العاملين بالهيئة أوضحوا له بأنه من الصعب تغيير اسم السلسلة، وأكدوا له على نشرهم لأعماله الشعرية ضمن السلسلة نفسها، كما أشار "يوسف" إلى أنه بدأ فعلياً فى الكتابة إلى إحدى الصحف الكبيرة بمصر، لنشر مقالاته، وأنه بالفعل قام بتسيلم هذه الصحفية المقال الأول، ويتحدث فيه عن ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة.
وأشار أيمن مسعود خلال كلمته إلى أنه تم الاتفاق بين عدد من الشعراء على أن تكون مهمتهم فى المرحلة المقبلة هى إتاحة الكثير من المعلومات والدواوين لكبار الشعراء أمثال الشاعر ماجد يوسف على صفحات موقع التواصل الاجتماعى الشهير "الفيس بوك"، نظرًا لغياب الكثير من دواوين وأشعاره على الإنترنت.
هذا وقد شهدت الأمسية قراءات شعرية متبادلة بين الشعراء أيمن مسعود، ووائل فتحى، وعمرو حسن، على أنغام عازف العود إبراهيم قصب، بحضور الشاعر زين العابدين فؤاد، والسفير عبد الفتاح عز الدين، وحضور عدد كبير من الشباب، ولاقت هذه القراءات إعجاب "ماجد يوسف" والحاضرين الذين طالبوهم بإعادة قراءة بعض القصائد.