ثورة 25 يناير فتحت شهية المصريين المظلومين للتظاهر والاحتجاج لنيل حقوقهم المسلوبة منذ عدة عقود، وقد نسى المصريون أن من حقهم أن يعترضوا ويحتجوا إذا تعرضوا لظلم فقد اعتاد النظام السياسى السابق تكميم الأفواه والتنكيل بكل من يتظاهر أو يطالب بحقوقه ولنا فى ذلك أمثلة كثيرة منها مظاهرات عمال النسيج بالمحلة الكبرى فى شهر يونيو عام 2008 التى شهدت أحداثاً مؤسفة بين المتظاهرين وقوات الأمن.
وقد بدأت أعمال العنف والاشتباكات بعد تجمهر العمال بأعداد كبيرة واعتزامهم التظاهر وهو ما أدى إلى قيام قوات الأمن باستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم مما حدا بالعمال إلى الرد بإلقاء الحجارة على القوات كما أشعلوا إطارات السيارات.
مظاهر الفوضى عند احتجاج العمال يرجع إلى ضعف وتهميش دور النقابات العمالية التى ظلت لسنوات عديدة ديكور لاستكمال الشكل الديمقراطى ودولة المؤسسات دون أن يكون لها دور يذكر أو تأثير يمارس على صانع القرار ناهيك عن رجال الأمن الذين يندسوا فى كل مؤسسات الدولة عيوناً للنظام السياسى لكتابة التقارير والتنكيل بقادة التظاهر ومن لهم رؤى يمكن أن تحقق طموحات العمال فى مستقبل أفضل.
لا نريد لمشاهد الفوضى أن تسود فعلينا أن نتعلم كيف نثور ونحتج بشكل منظم بعيداً عن التكسير والحرق واتلاف ممتلكات الدولة والأفراد، على النقابات العمالية والمهنية أن تنظم صفوفها وتختار بحق من يمثلها بعيداً عن رجال الدولة البوليسية، وإذا كان هناك مطالب لشريحة فى المجتمع عليها أن تختار من يمثلها لعرضها على المسئولين ووضع جدول زمنى لتحقيق تلك المطالب العادلة ويتواكب ذلك مع تسيير الأعمال ودوران عجلة الإنتاج، وعلى رجال الأمن حماية المتظاهرين من المندسين لتنفيذ أجندات خارجية تثير الفتنة والوقيعة، لأننا جميعاً أبناء وطن واحد أهدافنا وأحلامنا تتحقق بالتلاحم بين أطياف الشعب حكاماً ومحكومين.
والحوار والوعود الصادقة هما خير وسيلة لإحتواء حالات التظاهر والاحتقان لدى قطاع عريض من العاملين بالدولة وقد ضرب وزير النقل د.على زين العابدين مثالاً رائعاً لاحتواء أزمة العاملين بورش هيئة السكك الحديدية الأسبوع الماضى وذلك عقب علمه بنية العاملين فى القيام بالإضراب فقام على الفور بزيارتهم فى عقردارهم وتحاور معهم واستمع إلى مطالبهم واقتعهم بمسئوليتهم تجاه المواطنين وبحقوقهم المشروعة فى نفس الوقت، وقد وعدهم بالنظر فى مشاكلهم وحلها بعد دراستها وطالبهم بعدم تنظيم أى شكل احتجاجى خلال الفترة القادمة.
الثورة على الظلم والمطالبة بالحقوق ثقافة يجب أن نتعلمها ونعلمها لأجيال المستقبل على أن يتم كل ذلك فى إطار منظم ومتحضر يحافظ على سلامة الأرواح والممتلكات ويقابلها وعود صادقة من المسئولين ومتخذى القرار برفع الظلم وتحقيق مطالب المواطنين العادلة.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
HUSSEIN FAROUK
الله ينور