د. عبد المنعم عمارة

ديمقراطية لكل مواطن

الجمعة، 07 أكتوبر 2011 08:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على وزن كوب لبن لكل مواطن التى قالها الرئيس الراحل أنور السادات، وعلى وزن الإعلان التليفزيونى الشهير «باك بتاعنا كلنا» يمكننى أن أطرح هذه المقولة السياسية بـ«ديمقراطية لكل مواطن».
فالمشاكل التى نعيشها الآن ترجع إلى حد كبير لعدم إدراك الشعب لأهميتها، فإذا كان البعض يدركها ويفهمها فهل الأغلبية الصامتة والأميون يدركونها، أم أنهم يعتبرونها ترفا لا يقدرون عليه؟ وإذا كان هذا يبدو معقولا وواقعياً قبل الثورة، فهل يجوز أن يستمر هذا الوضع بعد الثورة؟
هل بعد هذا المناخ الحار والساخن والثورى لم تستطع الثورة العظيمة أن تدغدغ مشاعر وعواطف وعقول المصريين؟ هل مازال رغيف العيش ولقمة العيش هما العامل الأقوى فى هذا الموقف السلبى، فلو سألت: من يكسب، الاحتجاجات السياسية أم الاحتجاجات والاعتصامات الاجتماعية؟
الرد بمنتهى البساطة الثانية تكسب، فالثانية تخصم من نصيب المصريين أمام الرأى العام العالمى، فحادث اغتصاب واحد، أو حادث حرق كنيسة أو حادث اختطاف سائح، يقيم الدنيا ولا يقعدها.. علينا أن نحافظ على بريق الثورة المصرية الرائع الذى حدث فى أيامها الأولى.
وأيضا هل حوارات المصريين حول الدستور الجديد أو قانونى مجلسى الشعب والشورى أو حتى شكل الدولة هو الأبرز أم المطالب الفئوية هى التى تحكم مصر الآن؟ هل الأغلبية الصامتة تعنى بتصريفات الدولة المدنية أو الدولة العلمانية؟ بالطبع لا.
عزيزى القارئ
فى ظنى أن غالبية المصريين لا تعنيهم ماذا تعنى الديمقراطية أو ما هو التصرف الصحيح لها، وذلك لطول عهدهم بعدم الثقة بالعملية السياسية ولا بالمؤسسات التى كانت تديرها ولا حتى بالأحزاب الجديدة التى بدأت تنهمر على رؤوس المصريين كالمطر.. فهم يرون أن العمل الديمقراطى ترف لا يقدرون عليه.
وأنا أعذر المصريين عندما أقرأ وأتابع عن دولتين متقدمتين ديمقراطتين كالسويد وكندا عندما أعلنتا Democracy is broken، أى الديمقراطية عندهم أصبحت فى خطر، ولهذا كان تحركهم السريع يدور حول سؤال ماذا يجب أن نفعل من أجل ذلك؟ فقد لاحظوا أن الذين يحضرون المؤتمرات السياسية فى تناقص مستمر، وأن عمد الثقة قد زاد بين الشعب والسياسيين، وأنهم قد فقدوا الثقة فى العملية السياسية، وأن دور الشعب انحصر فقط فى حضور الانتخابات كل أربع سنوات.
فإذا كان الوضع فى هاتين الدولتين كذلك، فما بالك بالوضع فى مصر.. وعلينا أن نقول ماذا نفعل كما قالوا هم وكيف نبدأ.
حضرات القراء
المعادلة السياسية كانت فى مصر قبل الثورة هى: أنا رئيس وأنتم الشعب.. فهل يمكن القول إن المعادلة قد تغيرت إلى نحن الشعب أولا ثم أنا الرئيس ثانيا.
لا أعتقد أن هذا قد حدث حتى الآن، ولكنه بإذن الله سيحدث.. فى رأى كثيرين أن هناك غلطا إما فى الشعب أو الحكومة.
فأداء الشعب كان رائعا حتى إبعاد الرئيس السابق وأداء الحكومة ليس حازماً فقد سقطت هيبة الدولة وأصبحت غير قادرة على حماية المواطن المصرى.
ديمقراطية لكل مواطن تعنى ضمان حقوق الإنسان لكل شخص ضد الدولة وسلطانها، هى تعنى تمسك المواطن بحقوقه.. فى ظنى أن هذا هو الموقف المناسب لدخول المواطن المصرى للساحة السياسية، ساعتها يمكن أن نقول بالفم المليان إن ديمقراطية لكل مواطن قد تحققت.

لمزات سياسية
> الزعيم مانديلا.. هل مصر فى حاجة لمثله فى المرحلة الحالية.. هل لدينا شخص فى شجاعته ويفعل مثله وينادى بما نادى به: فشعار الرجل فى بناء بلده كان الحب والتسامح كما نادى بالذهاب للمستقبل بدلاً من العيش فى الماضى.. لم يظهر حتى الآن ويبدو أنه لن يظهر.
> حسن شحاتة المدير الفنى للزمالك.. هل يفعلها كما فعلها مع المنتخب المصرى، هل يستطيع الفوز بثلاثية الدورى والكأس والسوبر كما فعلها مورينو من قبل.. ممكن ولم لا.
> د. على عبدالرحمن محافظ الجيزة.. الرجل بدأ أولى خطوات النجاح فى الجيزة، وهو بصراحة ما لم أتوقعه، حركة فى الشارع، تواصل مع المواطنين، سرعة الرد على ما يثار من مشاكل أو آراء تخص الجيزة، اختياره للواء حافظ فكرى كرئيس لجهاز النظافة وهو الرجل الذى ظلموه وأبعدوه عن هذا المنصب، فكرى يمكنه عمل الكثير للجيزة، فقد سبق له أن فعل ذلك عندما كان رئيسا لمدينة الإسماعيلية.
> د. عمرو الشوبكى الناشط السياسى.. هل إيقافه فى مطار القاهرة غلطة مطبعية، وهو الذى نراه كل يوم بل كل ساعة فى كل الفضائيات المصرية، هذا غير مقالاته وحواراته السياسية.. حتى نتأكد أنها غير مقصودة عليه أن يسافر للخارج مرة أخرى وأن نرى ماذا سيحدث معه عند وصوله للمطار.
> ذكى عبدالفتاح مدرب حراس المرمى السابق لمنتخب أمريكا.. لست أدرى لماذا تحامل اتحاد الكرة عليه، لا أفهم أسباب رفض الاتحاد له.. الموقف يذكرنى بموقف المصرى الذى يصل للقاهرة ويدخل بجواز سفره الأجنبى ويعامل معاملة سيئة.. لماذا لا نحترمه كما احترمه الأمريكان.
> سامح عاشور نقيب المحامين الأسبق.. شخصية سياسية وطنية لم تأخذ حظها الذى تستحقه فى العمل السياسى فى مصر.. مرة واحدة عضو مجلس الشعب ومرة واحدة نقيب المحامين.. بعد الثورة الفرصة أصبحت متاحة له من وسع، قضايا النظام السابق تفتح ذراعيها له، نقابة المحامين تناديه، رئاسة الحزب الناصرى على الأبواب.. هل سينتهز الفرصة المواتية، أعتقد ذلك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة