أكد «على الحكيم» الأمين العام لمؤسسة الحكيم الشيعية، وابن عم عمار الحكيم رئيس المجلس الإسلامى الأعلى للثورة الإسلامية فى العراق سابقا، أن ما نشر حول أن الأزهر الشريف ضد التشيع، هو عكس ما سمعه الوفد الشيعى الذى التقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أثناء لقائهما الأسبوع الماضى بمشيحة الأزهر، مشيرا إلى أن الأزهر ليس ضد التشيع، وإنما ضد محاولات بعض المتشيعين للهجوم على السنة، مؤكدا أن الطيب طلب منهم كوفد شيعى التصدى لمثل هذه المحاولات.
وقال الحكيم فى حواره لـ«اليوم السابع»: إنه حضر للقاهرة فى مهمة خاصة، وهى إعادة إحياء محاولات التقريب بين المذاهب الإسلامية، خاصة بين الشيعة والسنة، والتقى فى سبيل ذلك شيخ الأزهر، ومفتى الجمهورية الدكتور على جمعة، فضلا عن قيادات إخوانية وسلفية.
وإلى نص الحوار:
> كيف قرأتم تصريحات شيخ الأزهر المتعلقة بمكافحة التشيع وسيكون له بالمرصاد؟
- لم أر فى بيان الأزهر ما يسئ، لكن البعض فسر البيان تفسيرا خاطئا، فالأزهر لا ينظر إلى المسلمين على أنهم طوائف أو فرق وإنما يراهم كمدرسة، وهذا ما لاحظته فى لقائى مع فضيلة الإمام، فالمسألة هى اختلاف فى تنفيذ الطقوس بين كل دولة وأخرى، فالطقوس فى مصر والتعبير عنها مغاير للعراق وباكستان، وأنا أقصد هنا الطقوس العادية، مثل الاحتفال بعاشوراء أو رجب، وليس الصلاة أو الحج وغيرها من العبادات المتفق عليها، وفضيلة الإمام يرى أن نقل هذه الطقوس بما هى عليه، قد يؤثر فى النسيج الاجتماعى للمجتمع المصرى، فنحن عندما نزور أضرحة آل البيت نعبر عن ذلك بالحزن والبكاء، بخلاف مصر التى قد يكون فى هذه الزيارة فرح وعطاء، ولكن هذا لا يعنى أننا على باطل والسنة على حق، أو أن الشيعة على حق والسنة على باطل.
> هل تعتبر هذه إسقاطات سياسية يستخدمها البعض للتفرقة بين السنة والشيعة ؟
- بالطبع يوجد تطرف عند الشيعة وعند السنة، وهذا يؤدى إلى الإفراط والتفريط، ويؤدى إلى الغلو والضياع، وتكفير مذهب كامل، وتعميم الخطأ على الآخرين، نحن نختلف عن أهل السنة فى التعاطى فى إبراز العلاقة والطقوس، ولكن ليس لنا سلطة فى أن نخرج سنيا من الدين، والعكس، بمعنى أنه ليس من سلطة السنة إخراج الشيعة من الدين، كل من يمارس خطا يتحمله هو، وقد ينعكس هذا على الكل، وفى هذا أقول: أنا أعرف أن هناك من يسئ من الشيعة ولكن من الظلم أن نحمل المذهب السنى تبعات هذا العمل، وكذلك بالنسبة للسنة.
> فى رأيك، لماذا التخوف من فكرة التقريب بين السنة والشيعة؟
- هناك العديد من الأمور التى أدت إلى هذا التخوف منها، مسألة سب الصحابة وقذف أمهات المؤمنين، وغيرها من الأفعال الفردية التى أعلم أنها تحدث فى الخارج، وتعمل على توسيع هذه الفجوة، ولكننى أقول: إن من يرتكب خطأ يتحمل نتائجه.
> هل ترى أن هناك أيادى خفية تقف خلف إبراز أوجه الخلاف بين السنة والشيعة؟
- نعم وهذا قديم منذ زمن واشتركت فيها جهات كثيرة لا أحب تسميتها، خصوصا فى القرنين الرابع والخامس بين الدولتين الصفوية والعثمانية، وبدأت هاتان الدولتان تمارسان هذه الأفعال، من أجل مصالحهما، وللأسف نحن لم نقرأ التاريخ قبل هذين القرنين، وقد شهد أن الخليفة كان سنياً ووزيره شيعياً، وهذا نراه الآن يتكرر بالطريقة نفسها، عن طريق بعض القوى التى تتأثر بعوامل كثيرة ولها مصلحة فى ذلك، ونحن وظيفتنا أن نصحح من ذلك.
> هل ذلك يسبب خلافا بين إيران وبعض الدول العربية؟
- بالطبع لايزال هذا المفهوم قائماً ولازالت رواسب الخلاف بين الدولتين الصفوية والعثمانية تنفذ حتى الآن بشكل أو بآخر.
> لكن من يتحمل المسؤولية إيران أم الدول العربية؟
- إذا فكرنا بهذه الطريقة لن نلتقى، وعلينا أن نقطع هذا الطريق، ولكن على الكل أن يتحمل مسؤولياته فى ذلك وألا يتم حصر التشيع فى إيران، كما أنه لا يجوز حصر المذهب السنى فى الأزهر أو دولة بعينها.
> ولكن هناك تخوفا من إيران باعتبارها الحاضنة للمذهب الشيعى فى العالم؟
- الإيرانيون لا يقودون التشيع بل إن هذا هو ادعاء البعض من بعض الساسة العرب، فإيران لم تكن دولة شيعية فى الأساس ووصل إليها المد الشيعى عن طريق العراق، إيران يدين أكثر سكانها بالمذهب الشيعى ولكنها لا تدعى التشيع، بل إن البعض يريد لها ذلك، فلا يوجد دولة تقود مذهبا معينا.
> أنتم كشيعة عراقيين هل تشعرون بتأثر علاقتكم مع العرب بسبب إيران؟
- بلا شك، ونحن نلوم العرب فى ذلك.
> ما مدى صحة ما يقال، إن العراق بعد 2003 وسقوط صدام أصبحت تابعا لإيران؟
- ليس هذا صحيحا، غالبية العراق من الشيعة فمن الطبيعى أن تكون الحكومة شيعية بحسب التنوع الديموغرافى، وبالنسبة للشعب العراقى فهو كسائر الشعوب العربية والشرقية متدين بطبعه.
> السنة لديهم تخوف من التقريب لأنكم تعتقدون بـ«التقية» ويعتبرون أن ما تقوله من عدم تكفيركم للصحابة وسب أمهات المؤمنين من قبيل هذا؟
- أولا التقية واردة بنص القرآن حينما يتعرض الشخص لوقوع ضرر، فيبدى خلاف ما يبطن، بقدر الضرر الذى سيلحقه، وعمار بن ياسر استخدم «التقية»، وأظهر الكفر على الإيمان وغفر الله له بعد ذلك، فهذا مبدأ عقلى وثابت فى القرآن، بالنسبة لسب الصحابة.. هل قرأتم أو رأيتم فى كتب ومراجع الشيعة من يكفر الصحابة ويسب أمهات المؤمنين، فهذا الغرض منه الإيحاء بأن الشيعة فى جميع تصرفاتهم باطنيون، ومن ثم عدم الالتفات إلى كلامهم، ونحن لا يوجد عندنا شىء نستحى منه أو نخجل منه، نحن نقول إن هناك من الصحابة من أخطأ، وللجميع الحق فى تقييم عمل صحابى معين، ولكننا لا نقول إن أيا من الصحابة فاسق.
> لكن ياسر الحبيب كفر الصحابة وسبهم، وكذلك حسن شحاتة وغيرهم؟
- هذه مجرد أفعال يحاسبون هم عليها، ولا تعدو كونها أقوالا فردية.
> ولكنكم لم تنكروا هذا بشكل رسمى؟
- لا، أعلناه ولكنكم لم تقرأوا ولم تتطلعوا على كتبنا، نحن مهذبون وقبل أن يكون سب الصحابة حراماً فهذه بذاءة.
> ولكن ألا تعتبر أن سب الصحابة وتكفيرهم هو العقبة فى سبيل التقريب بين السنة والشيعة؟
- بالطبع، خاصة وإذا كان كبراؤنا يعتبرون هذا الكلام.
> بمعنى؟
- مثلاً أن يقول مرجع شيعى أن السنة يكفرون الشيعة ويقولون بقتلهم، ويشيعون هذا بين العوام، والعكس حينما يقول علماء السنة هذا الكلام، لذلك أنا أدعو الطرفين الشيعة والسنة ألا يعمموا كلام الصغار وأن يحاولوا التقريب بين المذهبين، وأن يقولوا إن الشيعة براء من تكفير الصحابة والسنة براء من الدعوة لقتل الشيعة، وأن يظهروا أن هذه الآراء فردية وبمرور الزمن يصبح كلام هؤلاء المخربون مجرد سراب، ثم أنا أتساءل لمصلحة من الحرب الدائرة بين السنة والشيعة على اليوتيوب من إبراز لكلام الصغار والمخربين من الشيعة والسنة.
> هل تطرقتم أثناء لقائكم بفضيلة الإمام الأكبر للتقريب بين السنة والشيعة؟
- هذا هو سبب الزيارة، وسمعنا كلاما طيبا جدا من الشيخ الطيب، ولكننى وعدتهم بأن هذا الكلام لن يمرر إلى من خلال وسائل الإعلام.
> ما هو تفكيرك وأنت قادم إلى القاهرة؟
- تفكيرى كان منصبا فى إعادة التقريب الوئام ، وتجاوز هذا التاريخ الذى ندفع ثمنه منذ خمسة قرون، وإن كانت هناك محاولات فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى بين المرجعية والأزهر، إلا أننا نريد أن نتممها.
> ولكن كيف يتم التقريب بين السنة والشيعة وهناك طوائف متعددة من الشيعة؟
- لا.. أنا أتحدث عن مذهبنا وهو «الإمامية الاثنا عشرية» أما الطوائف الأخرى فلهم قياداتهم وعلماؤهم ومرجعياتهم، وأنا لست متحدثا باسم أى طائفة كما أننى لست مخولا بالحديث عن الشيعة «الإمامية الاثنا عشرية» ولكننى مناط بمهمة واضحة وهى التقريب بيننا وبين السنة.
> هل وعدكم فضيلة الإمام الأكبر بزيارة النجف؟
- نعم وقد أبدى استعداده للزيارة، وقال: إنه ليس لديه مشكلة فى ذلك.
> أنتم من عرض على فضيلته الزيارة؟
- لا، الشيخ هو الذى أبدى استعداده وكان كريما معنا إلى حد كبير، ولكنه ليس شخصا عاديا يستطيع ركوب طائرة وزيارة النجف، ولكن هذه الزيارة ستكون لها ترتيبات.
القيادى الشيعى على الحكيم: سب الصحابة «بذاءة» قبل أن يكون حراماً
الجمعة، 07 أكتوبر 2011 04:36 م
على الحكيم مدير مؤسسة الحكيم الشيعيه بلبنان
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
magdy
كلام سليم
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ ماهر
المستفيد
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو ناصر
اختلاف كبير بين الاثنى عشرية والسنة خطان متوازيان لا يلتقيان ابدا