على عكس توقعات وتكهنات المثقفين والشعراء التى دارت جميعها حول أن الشاعر السورى أدونيس هو الأوفر حظا للفوز بجائزة نوبل وذلك لعدة أسباب أولها أن الجائزة قد تكون مساندة لثورة الشعب السورى الذى يطوق للحرية، خاصة فى ظل أحداث الربيع العربى التى أبهرت العالم أجمع، وثانيها مواقف أدونيس السياسية التى قد يتفق أو يختلف معها الكثيرون، جاءت جائزة نوبل هذه المرة لتطيح بكل هذا وتبدد جميع التوقعات وذلك بعدما حصل عليها الشاعر السويدى توماس ترانسترومر والمعروف عنه قلة اهتمامه بالقضايا السياسية التى شغلت شعراء جيله وتركيزه على القضايا التأملية الكونية ذات النزعة الغنائية بتأثر واضح فى الأسلوب والمضمون من المذهبين التعبيرى والسوريالى.
وتزخر أشعار توماس ترانسترومر بالاستعارات والصور وهى تعكس مشاهد بسيطة مستقاة من الحياة اليومية ومن الطبيعة، ويتميز بأسلوبه الاستنباطى الذى وصفته مجلة "بابلشيرز ويكلى" بأنه "زاهد حزين ومتغير"، يتناقض وحياة الشاعر الملتزم فى نضال من أجل عالم أفضل وليس فقط من خلال قصائده، ويدعو إلى تفحص شعرى للطبيعة يسمح بالغوص فى أعماق الهوية البشرية وبعدها الروحى.
وتُرجمت أعمال الشاعر السويدى إلى حوالى خمسين لغة، ويقول عنه النقاد إنه هو من أكثر الشعراء الإسكندينافيين على قيد الحياة شهرة ويُستكشف من خلال أعماله العلاقة بين حميمية الإنسان والعالم الذى يحيط به.