أبين زين أبين واوشوش الودع.. مرة لشابة ومرة لجدع.. أقرأ الكفوف قرّب وشوف.. حتسمع حكاوى بطعم الوجع!!.. بمثل هذه العبارات البسيطة المسجوعة كانت تجذب العرافة ذات الملابس البدوية قديماً العشاق الحائرين ليستعينوا بها لطمأنتهم على سلامة مستقبل حبهم هل سينتهى بالزواج أم هناك عقبات ستحول دون تحقيق ذلك؟!.. وكانت الإجابات بالطبع كلها أو معظمها بعد أن توشوش العرافة بعض الأصداف مطمئنة ومريحة للحبّيبة كى تحصل منهم على مقابل مادى عالٍ نظير ذلك!
بعد ذلك تطور شكل العرافات وأصبحن ضيوفاً على البيوت ليقرأن الكف أو الفنجان ثم بدأن يقرأن الطالع كما يدعين من خلال فتح ورق "الكوتشينة"، أما الآن وبعد التقدم التكنولوجى الهائل الذى تشهده البشرية أصبحن يدخلن البيوت ومعهن اللاب توب ليقرأن من خلاله الطالع وعجبى!!!!!..
الغريب أن الجيل الحديث منهن حاملات اللاب توب اقتحمن حالياً عالم الفضائيات لينشرن جهلهن على نطاق واسع فأصبحت لهن برامج متخصصة فى هذا الشأن تحت ستار علم الفلك والأبراج حيث يتلقين اتصالات المشاهدين ذوى الفكر والإيمان المحدود ليعرفوا ما هى الأبراج المتوافقة مع أبراجهم وماذا سيحدث لهم هذا الشهر أو هذا العام، وما إلى ذلك من أمور مؤسفة تجعل الدول المتقدمة التى لا تدين بالإسلام تحتقرنا وتنظر لنا نظرة دونية، وكل ذلك بسبب أناس ذوى نفوس شرهة للمال والشهرة بغض النظر عما هو مصدر هذا المال؟.. حرام أم حلال!!
فى صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَن أتى عرافاً فسأله عن شىء لم تقبل له صلاة 40 ليلة"، وكما هو معروف أن المنجمين والعرافين كاذبون ولو صدقوا وفى قول آخر ولو صدفوا..
أناشد الرئيس القادم أياً كان توجهه أن يمنع مثل هذه البرامج ويجرمها وحبذا لو تم عمل شرطة خاصة للقضاء على الدجل والشعوذة بمختلف صورها وملاحقة ممارسيها، على أن يكون هناك خط ساخن كى يتمكن المواطنون بسهولة من الإبلاغ عن أى شخص يقوم بهذا العمل الشائن المعيب.
الشعوب المتقدمة تتحدث عن النانو تكنولوجى والفضاء والذرة والنووى، أما نحن وللأسف الشديد فى العسل غارقون وبقضايا الحب والهيام منشغلون، ولم نأخذ من التقدم العلمى شيئاً سوى الأبراج المشكوك فى صحتها كعلم يقتات المشتغلون به ويغتنون على حساب البسطاء، لا أقصد بالبسطاء هنا محدودى الدخل فقط بل محدودى الثقافة والوعى والإيمان ولا حول ولا قوة إلا بالله!!.
