يتصارع مئات المشهورين وغير المشهورين حالياً ويعلنون عن رغبتهم فى الترشح لرئاسة جمهورية مصر، فنصف شعب مصر أبدى رغبته فى الترشح والنصف الآخر يتمنعون وهم راغبون وكأن الرئاسة عسل مصفى ستدخلهم الجنة بلا حساب، كما يظنون.
ولما كنت أعلم أن نهايات غالبية رؤساء الجمهوريات كانت مأساوية، وعلى سبيل المثال ففى مصر تم اعتقال الرئيس محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر فى نوفمبر عام ١٩٥٤وحددت إقامته بفيلا السيدة زينب الوكيل الكائنة بحى المرج، وجمال عبد الناصر يقال إنه قتل بالسم البطىء، وأنور السادات قتل وسط الجيش فى احتفالات نصر أكتوبر 1981، وحسنى مبارك محبوس حالياً وفى سبيله للنقل إلى سجن ليمان طرة تمهيداً لمحاكمته.
أما خارج مصر فنذكر أن صدام حسين رئيس جمهورية العراق تم إعدامه فجر يوم عيد الأضحى (العاشر من ذى الحجة) الموافق 30/12/2006.. وفى الولايات المتحدة الأمريكية تم اغتيال أبراهام لينكولن فى 15 أبريل 1865 فى مسرح فورد حيث قام الممثل المسرحى جون ولكس بووث بإطلاق رصاصة على رأس لينكولن أثناء مشاهدته لعرض مسرحى حيث كان بووث من المناصرين لإبقاء نظام العبودية الذى ألغاه لينكولن، وبالإضافة إلى لينكولن تم اغتيال 3 رؤساء أمريكيين آخرين وأولهم كان الرئيس العشرين جيمس غارفيلد فى 2 يوليو 1881 بعد إطلاق تشارلز غوتو رصاصتين عليه ولم يتم العثور أبداً على الرصاصة الثانية رغم محاولات ألكسندر غراهام بيل استعمال جهازه المتواضع لكشف المعادن لمعرفة مكان استقرار الطلقة فى جسم غارفيلد وبقاء الطلقة الثانية بجسمه أودت بحياته بعد 80 يوماً من محاولة الاغتيال نتيجة لتسمم الدم وتوفى غارفيلد فى 19 سبتمبر 1881.. كما تم اغتيال الرئيس الأمريكى الخامس والعشرين ويليام مكينلى فى 6 سبتمبر 1901 على يد ليون زولغوس فى نيويورك أثناء مشاهدته لعرض بعض الاختراعات الجديدة ومات مكينلى متأثراً بجراحه بعد 8 أيام فى 14 سبتمبر 1901، أما الرئيس الأخير، الذى تم اغتياله فهو فيتزجيرالد كينيدى، حيث تم إطلاق النار عليه فى يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963 وقاتله هو لى هارفى أوزوالد عندما كان فى زيارة رسمية لمدينة دالاس، وذلك بإطلاق الرصاص عليه، وهو مار فى الشارع بسيارة مكشوفة برفقة زوجته جاكلين كينيدى.
وغيرهم من رؤساء الجمهوريات الكثيرين الذين تم اغتيالهم أو سجنهم أو نفيهم، وبعد أن شاهدنا فى 29 أبريل 2011 على كل وسائل الإعلام زفاف الأمير ويليام دوق كامبريدج من الأميرة كيت ميدلتون، وهو الابن البكر للأمير تشارلز أمير ويلز من زوجته الأولى ديانا سبينسر، وقد منحته الملكة إليزابيث الثانية وزوجته الأميرة كاثرين فى يوم زفافهما لقب دوق ودوقة كامبريدج وشاهدنا كيف ازدحمت الشوارع بجماهير الشعب البريطانى وهم يحملون الأعلام والزهور وصور الزوجين ويهتفون ويحيون الملكة والأمير، وكذلك الملك فاروق ملك مصر لم يقتل أو يحاكم رغم أنه قيل بضلوعه فى قضية الأسلحة الفاسدة التى ارتدت إلى صدور ضباط وجنود الجيش المصرى وتسببت فى هزيمة سنة 1948، وإنما تم توديعه وداعاً عسكرياً مع تأدية التحية العسكرية له وأطلقت المدفعية 21 طلقة تحية له 00 والأكثر ملاحظة الآن أن جميع الثورات فى دول نظامها جمهورى مثل ليبيا وسوريا واليمن ومصر، لذلك قررت أن أعلن ترشيحى ملكاً على مصر حيث إن أم كلثوم نفسها فى عنفوان حكم جمال عبد الناصر الجمهورى سنة 1966 مجدت الملوك فى أغنيتها الأطلال تأليف الشاعر الدكتور إبراهيم ناجى فأنشدت: ((واثق الخطوة يمشى ملكاً)) وأختتم مقالتى بتوجيه نصيحة لكل الحكام ملوكاً أو رؤساء جمهوريات أو سلاطين فقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عظم مسئولية ولاة الأمر فقال: "ما من عبد يسترعيه اللَّه رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلاّ حرم اللَّه عليه الجنة " 00 كما قال عمر بن الخطاب: لو أن دابة تعثرت فى العراق لسئل عمر عنها يوم القيامة لماذا لم تمهد لها الطريق؟.. فيا أيها المتكالبون على الترشيح كرؤساء لجمهورية مصر اذكروا جميعاً أن بلدنا مازالت تئن من جراح الماضى فارحموها وتريثوا واهدأوا.
جلال خليل عبد الرحمن يكتب: إنى أعلن ترشحى ملكاً على مصر
الخميس، 06 أكتوبر 2011 10:16 م