ميشال عون يرفض تمويل المحكمة الخاصة بلبنان

رفض الزعيم المسيحى ميشال عون أن تدفع الحكومة اللبنانية حصتها من تمويل المحكمة الدولية المكلفة النظر فى اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريرى، معتبرا أن التزام لبنان بهذا التمويل "غير شرعى وغير قانونى".

وقال عون الذى يملك تياره السياسى مع حلفائه وأبرزهم حزب الله، الأكثرية فى الحكومة، "لا الرئيس ميقاتى (رئيس الحكومة) ولا غيره له الحق أن يمول (المحكمة) من دون أن تكون هناك اتفاقية بيننا وبين الأمم المتحدة".

وأضاف بعد اجتماع كتلته النيابية الأسبوعى، بحسب ما جاء فى بيان صادر عن مكتبه الإعلامى مساء الثلاثاء، "إذا أراد (ميقاتى) أن يمولها من جيبه، فليفعل. أنا وأى مواطن لبنانى آخر له الحق أن يدعى عليه أمام المحكمة بتبذير أموال الدولة". وشدد على وجوب "أن تمر مسألة التمويل والاتفاقية بالطرق الدستورية. اذا لم يحصل ذلك، لا احد له الحق أن يسدد قرشا واحدا". وأضاف "لست مستعدا أن ادفع مالا غير شرعى وغير قانونى".

وصدر قانون إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان عن مجلس الأمن الدولى العام 2007 بعد أن تعذر إقراره فى المؤسسات اللبنانية (الحكومة ومجلس النواب) نتيجة الأزمة السياسية التى كانت قائمة آنذاك.

وجدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتى (وسطى) خلال زيارته أخيرا إلى الولايات المتحدة التزام لبنان بتعهداته الدولية وبينها تسديد حصته من تمويل المحكمة والبالغة 49% من المبلغ الإجمالى.

وأعلن وزير المال محمد الصفدى، المحسوب على رئيس الحكومة، الثلاثاء انجاز مشروع الموازنة العامة للعام 2012 الذى تضمن فقرة تنص على "تأمين مساهمة لبنان فى نفقات المحكمة ذات الطابع الدولى بمبلغ قدره 108 مليارات ليرة (72 مليون دولار) موزعة على سنتين" بينها 61 مليارا عن العام 2012.

وأعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال عهد الحكومة السابقة برئاسة سعد الحريري، رفضه تمويل المحكمة. إلا أن الحزب يلزم الصمت منذ تشكيل الحكومة الحالية إزاء هذه المسألة.

ودعت باريس وواشنطن والأمم المتحدة مرارا لبنان إلى الالتزام بتعهداته الدولية، وذلك منذ يونيو 2011، تاريخ إنشاء الحكومة الجديدة برئاسة ميقاتى التى لم يشارك فيها فريق الحريرى الداعم للمحكمة الدولية.

وقال عون "نذكر الرئيس ميقاتى أن ليس له الحق ان يلتزم لا تجاه (الرئيس الأمريكى باراك) اوباما، ولا تجاه (الرئيس الفرنسى نيكولا) ساركوزى، ولا تجاه أحد".

وردا على سؤال عن التزام رئيس الجمهورية ميشال سليمان (وسطى) كذلك امام الامم المتحدة بمسألة التمويل، قال عون "ليتفضلا (ميقاتى وسليمان) ويمولاها من ثروتيهما الخاصة".