تستعد المخرجة العالمية، ميرا ناير لاقتباس رواية "الأصولى المتردد" (ذا ريلوكتانت فندامينتاليست) وهى الرواية الأكثر مبيعا ًللمؤلف الباكستانى محسن حميد، حيث سيتم نقلها إلى الشاشة الفضية من خلال فيلم تقوم بإخراجه المخرجة الحائزة على العديد من الجوائز العالمية، والتى سبق وقدمت مجموعة من الأفلام المتميزة مثل "سلام بومباى"، و"مونسون ويدينغ"، و"ذا نيمسيك".
يعد فيلم "الأصولى المتردد"، الذى يقوم بمعالجته سينمائيا بيل ويلر، ومحسن حميد، وإيمى بوجانى، وتنتجه ليديا دين بيلتشر هو ثانى إنتاج عالمى ضخم تموله مؤسسة الدوحة للأفلام. سيبدأ تصوير الفيلم خلال هذا الأسبوع، وسيتنقل بين عدة مواقع ومدن تتضمن أتلانتا ونيويورك ولاهور ودلهى وإسطنبول.
يروى فيلم "الأصولى المتردد" قصة "جينكيز" الشاب الباكستانى الساعى لتحقيق النجاح فى وول ستريت فى عصر العولمة، ولكن بعد وقوع هجمات 11 سبتمبر، يمر "جينكيز" بتحول جذرى فى سلوكه وموقفه، بالإضافة إلى الكشف عن ولاءات جوهرية تتخطى المال، والسلطة وربما كذلك الحب.
ويقوم بأداء الشخصية الرئيسة الممثل ريز أحمد، الذى سبق وقام بأدوار فى أفلام "فور ليونز" و"الذهب الأسود" فى دور "جينكيز" إلى جانب الممثلة كيت هدسون، والتى قامت ببطولة "برايد وارز" و"ناين" و"سومثينج بورود" والممثل ليف شريبر الذى ظهر فى عدة أفلام مثل "سولت" و"إكس مِن: أوريجينز" و"ذا مانشوريان كانديديت"، والممثل كيفر ساذرلاند الذى يمثل فى المسلسل التلفزيونى الشهير "24"، بالإضافة إلى كل من نيلسان إيليس، ومارتين دونوفان، وأوم بورى، وشبانة عزمى، وهالوك بيلجينر وميشا شافى.
يشكل فيلم "الأصولى المتردد" إنتاجاً مشتركاً بين ميراباى فيلم وسينى موزاييك، كما أنه أول تمويل لفيلم مستقل تقوم به مؤسسة الدوحة للأفلام، ليشكل بذلك استمرارا ًللمؤسسة فى مسعاها نحو تبنى الإبداع ونشر القصص من خلال الدعم الذى توليه للإنتاجات المستقلة لصانعى الأفلام العالميين من جميع أنحاء العالم.
وفى تعليق حول فيلم "الأصولى المتردد" صرحت ناير: "لقد ولد والدى ونشأ بمدينة لاهور قبل التقسيم ما بين الهند وباكستان. وقد راودتنى فكرة صناعة فيلم معاصر عن باكستان، خاصة فى هذا الوقت الذى يشهد شقاقاً يزداد يوماً بعد يوم ما بين الإسلاميين والغرب، بالنسبة لى كان أمراً فى غاية الأهمية الحصول على شريك يشاطرنى الأفكار نفسها ويؤمن بأهمية هذه القصة وقدرتها على إحداث التغيير.
ولقد قدمت المؤسسة كل الدعم المطلوب منذ البداية وإنها لهبة حقيقية أن أحظى بالحرية الإبداعية للقيام بفيلم سياسى ذى أبعاد متعددة فى مثل هذا الوقت".
كما أكد الكاتب الباكستانى محسن حميد على أهمية نقل هذه الرواية إلى عالم السينما: "تعانى باكستان فى الوقت الراهن من إحساس بالعزلة الشديدة، لذلك فإن هذا الفيلم يعنى لى الكثير، خاصة أنه يمثل حالة فنية نادرة يتعاون فيها الباكستانيون والأمريكيون والهنود. إنه يسعى إلى إضفاء طابع إنسانى على الصورة النمطية للعلاقة ما بين الثقافات المختلفة، كما أنه يحاول تحطيم الجدران التى تفصل بيننا ويعمل على زيادة مشاعر التعاطف، وذلك من أجل إعادة التواصل بيننا كفنانين، وبشر، ومواطنين نعيش سوياً على كوكب واحد".
بدورها صرحت أماندا بالمر، المديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام "تعد ميرا ناير واحدة من أهم المخرجين على مستوى العالم فى الوقت الراهن، ونحن فى قطر نكن لها كل الإعجاب لما تبرزه من موهبة والتزام بتقديم أفلام تعالج مواضيع هامة ومؤثرة ذات مضمون إنسانى. ومع حلول الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر، فلا يمكننا على الإطلاق غض النظر عن أهمية هذا المشروع. ومن اللحظة التى اطلعت فيها مؤسسة الدوحة للأفلام على النص، شعرنا بقوة هذه القصة ومدى عمق وأهمية الرسالة التى تنقلها. ونحن فى غاية السعادة لمشاركة مجموعة من أبرز الممثلين العالميين فى هذا المشروع مثل كيت هدسون، وكيفر ساذرلاند، وليف شريبر، وريز أحمد، الأمر الذى سيمنحه فرصة عرض أمام قاعدة أوسع من الجمهور.
وأضافت بقولها: "من أساسيات تمويل الأفلام لدى مؤسستنا هو المساهمة بتقديم أعمال عالمية وضمان استمرار سرد القصص، ومن هذا المنطلق، فنحن نأمل فى منح جميع الموهوبين فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فرصاً للمساهمة فى تقديم أفلام عالمية، سواء أكانوا من المتدربين، أو العاملين فى الإنتاج، أو فى التمثيل. وقد بدأنا العمل من أجل تحقيق هذا المسعى بإرسال طاقم عمل للمشاركة فى مواقع تصوير فيلم "الذهب الأسود" فى كل من تونس وقطر. وقد كانت فرصة مميزة بالنسبة لهم ولنا أيضاً فى مؤسسة الدوحة للأفلام، بالإضافة إلى كونها جزءاً من السياسة المتبعة والهادفة لبناء صناعة سينمائية مبدعة وقوية على مستوى المنطقة، وكذلك بناء علاقات وطيدة من خلال إنتاج الأفلام العالمية. وفى فيلم "الأصولى المتردد" سنقوم مرة أخرى بإرسال فريق عمل إلى مواقع التصوير لإكتساب خبرة العمل مع طاقم المخرجة ميرا".
تتميز المخرجة ميرا ناير بغزارة إنتاجها وانتقالها ما بين هوليوود والأفلام المستقلة، وسبق لها أن أخرجت 10 أفلام روائية طويلة تتضمن فيلم "سلام بومباى!" الذى رُشح لنيل جائزة الأوسكار وفاز بجائزة الكاميرا الذهبية فى مهرجان كان السينمائى، وفيلم "مونسون ويدينغ" الذى حاز على جائزة الأسد الذهبى فى مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، وفيلم "هيستريكال بلايندنس" الذى شاركت فيه الممثلة الشهيرة أوما ثيرمان وحازت عن دورها على جائزة غولدن غلوب.
ويجمع الفيلم كل من المصور السينمائى ديكلان كوين الذى شارك فى أعمال "مونسون ويدينغ" و"إن أميريكا" و"راتشيل غيتينغ ماريد"، ومصمم الأزياء آرجون باسين الذى شارك فى أفلام "مونسون ويدينغ"، و"ذا نيمسيك"، و"لايف أوف باى"، ومصمم الإنتاج مايكل كارلين الذى شارك فى أفلام "ذا لاست كينغ أوف سكوتلاند"، و"ذا دوتشيس" و"إن بروج"، وفنى المونتاج شيميت أمين الذى شارك في"روكيت ساين: سيلزمان اوف ذا يير" و"شاك دو إنديا!".
وكانت مؤسسة الدوحة للأفلام قد استهلت باكورة إنتاجاتها السينمائية العالمية فى وقت سابق من هذا العام، من خلال الملحمة العربية "الذهب الأسود" وهو إنتاج مشترك مع شركة كوينتا للإعلام ومن إخراج الفرنسى جان جاك آنو وسيعرض الفيلم، الذى تم تصويره فى كلٍ من تونس وقطر خلال فترة أحداث الثورة التونسية، فى الليلة الإفتتاحية لمهرجان الدوحة ترايبكا السينمائى لهذا العام.