السياسة طريق لا نهاية له، إما أن يكون أبيض وإما أسود، فالسياسة لا ترحم ولا تعـرف معنى الرحمة لا من قريب أو بعيد، ومـن دخل هذه العالم ذهب بلا رجـعة، فعالم السياسة فى كثير مـن الأحول يجعل الشخص يخسر أصدقاءه أو أقاربه وأحيانا تـوجد دول لا تجيد السياسية، فتجعل شعبها محاصرا وليس شرطا أن يكون الحصار عسكرياً، ولكن ربما يكون حصارا فكـريا.
وكى أقرب الصورة، السياسة أشبه بعالم المصارعة الحرة، إذ إن عالم المصارعة الحرة قائم علـى أن يقوم المصارع بالذهاب إلى الحلبة والتكلم عن خصمه واستدعائه، وجعله يفقد أعصابه لينال شيئا معينا، والسياسة أيضا كذلك، أحيانا نـشاهد برامـج حوارية تقـوم على المعارك السياسية فتجد الضيف فى اتجاه معين والطرف الآخـر فى اتجاه آخر. وكل منهم يلعب بطريقته الخاصة، وفـى النهاية كل منهم يلعب لمصلحته الكبـرى، كالأحـزاب مثلا والحركـات والائتلافات، فكل منهم متواجد فى عالم السياسة وهـم الآن يلعبون لمصلحتهم ثم مصلحة الوطن أو الشعب، المهم مصلحتهم هـم لأنهم داخل لعبة مصيرها إما الاعتقال أو الشهرة.
وهذا ما حدث فى الماضى عندمـا كنا نشاهد المحللين والمفكرين الذين كانوا ينتقدون وضعاً سياسيا للحكومة فكانت النتيجة اعتقالهم فى السجون، وأمثال من اعتقلوا لا يمكن أن تحصى، ربمـا أستطيع أن أقول أغلبهم سجنوا بسبب السياسة، وعند خروجهم تستقبلهم برامج التوك شو، وتجـد كل منهم يقـول أنا تم اعتقالى بسبب كذا وكـذا، ثـم يأخذه الشعب رمـزا للطريق الصحيح.
لكـن خلف الكواليس هناك مشاهد لا يراها المشاهد ربمـا بسبب ذكاء من يلعب بالسياسة، وربمـا أخطر أنواع السياسة هـى سياسية الدول فهذه سياسة لا شفاعة فيها ولا نجاة منها، إلا أن تخسر مقعدك أمام شعبك كمـا حدث مع رئيس مصـر السابق" مبارك"، فقد خسـر مقعده بسبب الحاشية التى كانت حوله وغبائهم السياسى الذى أوقع بـهم وجعلهم الآن فى سجـن ( طــره)، فسياسة رئيس الدولة ومساعديه أحيانا تجعل البلد أكثر تقدمـا، كما حدث بالقريب أمام الجميع من موقف رئيس وزارء تركيـا وما فعله ومـن المؤكد أن القرار الذى اتخذه يعلمه رئيس دولة تركيا، فهذا قرار مصيرى وحاسم، وربمـا إذا قمت بتحليل هذا الموقف تجد أن تركيا الآن تبحث عن حلفاء حقيقين من العرب، يكـونون معها تحسبا من إسرائيل، فكما نعلم أن هناك من يساند إسرائيل ضد العرب، ولذلك يقوم الآن رئيس وزارء تركيا السيد "أردوغان" بزيارة الدول العربية وخاصة دولة أم العرب (مصـر) قاهرة إسرائيل 73، فهو يريد كسب حب أغلب المصرين، وأعتقد أنه لا بد أن توجد علاقات مشتركة، فالغرض واحد بين مصر وتركيـا وهو ردع إسرائيل بقـوة، فهذا مثال لشخص يجعل دولته تنتعش سياسيا وتكون مع سباق الدول الكبرى.
وأتمنـى أن تكون الصورة واضحة للجميـع، فجميـع السياسيين فى جميع البلاد كـل منهم يلعب بطريقته، ولهدف معـين، منـهم من يلعب لصالحه الخـاص، ومنهم من يلعب لصالح بلاده بسبب وظيفته، ومنهم مـن يلعب لكـى يكـون موجـودا فى الساحة، وهناك من يدخل عالم السياسة سواء كـان عضوا ناشطا فى حزبه أو رئيس دولة يعتقد أنه محنك سياسياً أو مؤسسة تحكم بلد، فيقع كل منهم فى الخطأ فيجعلوا الشعب فى ورطة وأزمة سياسية.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم
الرحمة فوق القانون
عدد الردود 0
بواسطة:
امجد عطا
قصدك الظالم لا يرحمة الله..........
ربنا على الظالم والمفترى وابن الحرام.......
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام ابراهيم
اللهم احرمنا من هذا الوجه البغيض
عدد الردود 0
بواسطة:
hawa
وهو رحم مين