تباينت ردود أفعال المجتمع الدولى حول رفض روسيا والصين تأييد مشروع قرار كان مقررا طرحه أمس، الثلاثاء، للتصويت داخل مجلس الأمن لفرض عقوبات جديدة على النظام السورى، حيث وصفته المعارضة السورية بالقاهرة بأنه موقف مخز ويتعارض مع القيم الإنسانية، واعتبره المجلس الوطنى السورى قرار "مشجعا" على أعمال العنف، كما اعتبره وزير الخارجية الألمانى جيدو فيسترفيله "مؤسفا"، بينما دافعت الصين عن موقفها، موضحة أن صدور قرار عن الأمم المتحدة "لن يحسن" الوضع فى سوريا.
من جانبه، قال محمد مأمون الحمصى المتحدث باسم المعارضة السورية بالقاهرة والناشط السياسى اليوم الأربعاء، "إن الموقف الروسى ينم عن تبنى موسكو نفس الخطاب الذى يتبناه النظام السورى الذى يمارس ضد شعبه أقسى وأبشع أنواع القتل والتعذيب والإذلال"، مضيفا أن الموقف الذى تتبناه روسيا حاليا إزاء الأزمة السورية يدل دون أى مجال للشك على أن هذه الدول - التى ينظر إليها على أنها دول كبيرة - تبحث عن مصالحها الذاتية الضيقة فقط دون أية مراعاة للقيم والأعراف الإنسانية.
وأوضح الحمصى أن الرد على هذه المواقف لن يكون عبر الدبلوماسية وعبر مجلس الأمن أو الأمم المتحدة ولكن سيكون بأيدى الشعب السورى وتصميمه على إسقاط نظام بشار الأسد والإصرار على ذلك حتى لو اجتمعت كل قوى الأرض على دعمه وإبقائه.
واتهم الحمصى مجلس الأمن بأنه مجلس مشلول لا يقوى حتى على اتخاذ مواقف على الورق، معتبرا أن الحل سيكون بيد ثوار سوريا، داعيا الدول والشعوب العربية إلى دعم ثورة سوريا والضغط على النظام حتى يرضخ لتحقيق مطالب الشعب السورى بالرحيل وإقامة دولة سوريا المدنية وسط أسرتها العربية.
من جهته، اعتبر رئيس المجلس الوطنى السورى، الهيئة الرئيسية للمعارضة، برهان غليون أن الفيتو الروسى الصينى فى مجلس الأمن الدولى ضد مشروع قرار حول سوريا "سيشجع" أعمال العنف، لافتا إلى أن "دعم بشار الأسد فى مشروعه العسكرى والفاشى لن يشجع الشعب السورى على البقاء فى الثورة السلمية"، مضيفا "إنهم (الروس) يشجعون فعليا العنف".
من جانبه، أعرب فيسترفيله عن أسفه إزاء إخفاق مجلس الأمن فى تبنى قرار يدين قمع السلطات السورية للاحتجاجات المطالبة بإصلاحات سياسية، معتبرا فى الوقت نفسه أن مجلس الأمن لم يف بذلك بمسئوليته تجاه السلام والأمن فى العالم.
وأعلن فيسترفيله عزم بلاده الاستمرار فى العمل على المستوى الدولى وخاصة فى الاتحاد الأوروبى على اتخاذ موقف واضح تجاه هذه القضية والضغط على النظام السورى.
وكانت روسيا والصين، العضوان الدائمان فى مجلس الأمن الدولى، قد لجأتا أمس إلى استخدام حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار يهدد النظام السورى بإجراءات محددة الأهداف على خلفية القمع الدامى للتظاهرات المناهضة له، ما حال دون تبنى مشروع القرار الذى قدمته الدول الغربية، وصوتت تسع دول لصالح القرار فيما صوتت ضده روسيا والصين. أما جنوب إفريقيا والهند والبرازيل ولبنان، امتنعت عن التصويت.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ما زاوتشو فى بيان، أن بعض الدول قدمت مشروع قرار للضغط بطريقة عمياء على سوريا وتهديدها بعقوبات وهذا لن يساعد على تحسين الوضع فى هذا البلد، فيما قال السفير الروسى فيتالى تشوركين إن استخدام موسكو حق النقض يعبر عن تضارب المواقف السياسية بين روسيا والأعضاء الأوروبيين فى مجلس الأمن، مشيرا إلى أن بلاده تعارض بشدة التهديد بفرض عقوبات على دمشق، مضيفا أن ما أسماه بالنهج التصادمى الذى تتبناه الوفود الأوروبية يتعارض مع التسوية السلمية للأزمة.
موضوعات متعلقة
الصين: صدور قرار عن الأمم المتحدة "لن يحسن" وضع سوريا
"فيتو" صينى روسى ضد مشروع قرار مجلس الأمن لإدانة سوريا
جوبيه: استخدام الفيتو ضد سوريا "يوم حزين للسوريين ولمجلس الأمن"
برلين: فشل إصدار قرار حول سوريا "مؤسف جدا"
بريطانيا تدين الفيتو الخاص بسوريا
مستشارة الأسد تعتبر الفيتو الصينى الروسى "تاريخيا"
تباين ردود الفعل حول الفيتو الروسى الصينى بشأن سوريا
الأربعاء، 05 أكتوبر 2011 03:45 م