شهد "مؤتمر الربيع العربى ومستقبل التحولات الراهنة" الذى عقد صباح اليوم, هجوما حادا على حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين شملت انتقادات لاذعة حول الأداء السياسى للإخوان بعد الثورة والذى امتاز بالغطرسة والعجرفة والتعالى على الآخر على حد وصف أحد الحاضرين.
وعلق عصام العريان، نائب رئيس الحزب، أن جماعة الإخوان اعتادت على الهجوم والأسئلة الموجهة متكررة والهدف منها الإحراج السياسى. مشيرا أن حزب العدالة والحرية ليس حكرا على الإخوان المسلمين ولكنه مفتوح لكل المصريين ويرحب بالأقباط والنساء وأضاف أن الحزب قدم وثيقة التحالف الديمقراطى التى عرضت خارطة الطريق للتحول من الدولة العسكرية الاستبدادية إلى دولة ديمقراطية قائمة على العدل والمساواة واحترام العقيدة والفصل بين السلطات.
وأكد العريان أن الشعوب العربية عانت من الدولة العسكرية التى هيمنت فيها الجيوش بانقلابات عسكرية على الحكم، مشيرا إلى أن كل البلاد التى قامت بها الثورات العربية هى البلاد التى أسس فيها الحكم على انقلاب عسكرى. موضحا أن القضايا الحقيقية حول الدستور القادم لم تطرح بعد وأهمها دور الجيش فى المرحلة القادمة، مشددا على موقف حزب العدالة الحرية المناهض لأى دور سياسى للجيش المصرى، كما يحدث فى تركيا وإذا قبلنا تدخل الجيش فى السياسة فنحن شعب غير قابل للحياة.
وأشار العريان الاختلاف حول طبيعة الدولة صنيعة التحولات السياسية الراهنة، مؤكدا أن الإسلام لا يعرف ما يسمى بالدولة الدينية التى نشأت فى أوروبا فى أواخر العصور الوسطى، كما أكد العريان أن أهم ثمرات الربيع العربى أنها أزالت حاجزا مصطنعا وضعه الإعلام حول أن هناك قطيعة بين الإسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، مضيفا أننا عشنا عقدا كاملا من وصم الإسلام بأنه دين الرجعية والعنف والإرهاب، مشيرا أن الثورات العربية أسقطت الأنظمة الاستبدادية عندما خرجت تنادى بالحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان قبل أن تنادى بالخبز والعيشة الكريمة, وتدعو إلى استقلال الوطن العربى بعيدا عن الهيمنة الأمريكية اقتصاديا وسياسيا على البلاد العربية.
وقال العريان إن برنامج الحزب سيقدم كيفية العبور من الدولة التسلطية وشدد على ضرورة التوافق الوطنى من أجل إعلاء المصالح العليا للعالم العربى وأن يصبح الاختلاف حول كيفية تحقيقها، لافتا إلى أن البناء يحتاح إلى وقت طويل.
وفى سياق متصل أكد اللواء طلعت مسلم، خبير الشئون العسكرية والإستراتيجية، أن التيارات الدينية الموجودة حاليا لا تهدف لإنشاء دولة دينية، مشيرا إلى أن الدين لا يختص بالسلطة ولا يقيم دولة فهو يحدد ما هو حلال أو حرام فقط.
وعن الدولة العسكرية أكد طلعت مسلم أن الدولة العسكرية مرفوضة وأول من يرفضها العسكريون أنفسهم، لافتا أن مصر لم يقم بها دولة عسكرية تستند فى وجودها على الجيش وأنه يمكن أن يكون هناك إدارة عسكرية لفترة محددة لمواجهة ظروف محددة ويستحيل وجود دولة عسكرية.
وعبر مسلم عن قلقه من أن يكون الربيع العربى ربيعا أطلنطيا، وليس عربيا، لافتا إلى وجود عناصر أجنبية تهدف لإنشاء تحالفات قوية بين بعض الدول العربية وحلف شمال الأطلنطى، الذى قاد هجوما عسكريا ضد ليبيا. وأن الربيع العربى يحتاج إلى إجراءات ليكون عربيا حقيقيا.
وأشار مسلم إلى أن الثورات العربية ليست لها قيادة أو رؤية واضحة بالرغم من توحد المطالب التى نادت بها، ولكنها تفتقر إلى التنظيم، مشيرا إلى أهمية وجود أحزاب منظمة لديها برامج واضحة لتحقيق أهداف المجتمع، فبالرغم من الأعداد الضخمة للمشاركين فى الثورات واجتماعهم فى مكان واحد إلا أن الآن أصبح كل 5 يقيمون حزبا لهم.
وأضاف مسلم أن إنشاء الدولة المدنية يحتاج إلى تنظيم اجتماعى لأن الدولة انعكاس للمجتمع ولابد أن يتوافر لدى المجتمع ثقافة المدنية أولا، لافتا إلى أن الأعمدة الرئيسية لإنشاء الدولة المدنية هى الاستقرار والاستقلال والتنمية والحرية والعدالة الاجتماعية.
وشن الباحث السودانى حيدر إبراهيم الباحث بمركز الدراسات السودانية هجوما على الحركات الإسلامية فى مصر واصفا برامجها بالشعارات التى تخلو من التنفيذ الفعلى وطالب الإسلاميين بوضوح أفكارهم حول قضايا المرأة وتعاملهم مع غير المسلمين والعدالة الاجتماعية، مشيرا أن طمأنة الشعب ليست فزاعة، كما يراها الإسلاميون، وأشار إلى أن الإسلاميين معارضون جيدون ولكنهم حكام فاشلون.
وأوضح إبراهيم أن المجتمع المدنى فى العالم العربى يعيش حالة اغتراب واضحة وندد بالحملة التى تدار على المجتمع المدنى واتهامه بالعمالة والتمويل، مشيرا إلى أنها تهدف لاغتيال المجتمع المدنى لإلغاء فكرة الدولة المدنية.
وانتقد حيدر إبراهيم الحزب والقوى السياسية التى تنادى بالحرية والديمقراطية وهى تفتقر ذاتها للديمقراطية الداخلية، مشيرا إلى أن المجتمع العربى والإسلامى يشهد تناحرا فى مسألة الديمقراطية والحرية.
ومن جانبه أكد أحمد كمال أبو المجد المفكر السياسى أن مصر تحولت إلى"مكلمة"، مشيرا إلى أننا فى مرحلة البناء وعلينا أن نسيطر على شهوة الكلام.
وحذر أبو المجد من الفوضى الخلاقة فى المجتمع المصرى، وأشار إلى أن الدولة العسكرية محظورة مثلما كانت جماعة الإخوان المسلمين ولن يرضى بها شباب الثورة. لافتا إلى أن الفترات التى نعيشها هى فترات يأس والغضب فيها مشروع والتخلص من هذه الحالة سيتوقف على اختياراتنا الشخصية.
هجوم حاد على الإخوان المسلمين فى مؤتمر "الربيع العربى".. العريان: إن قبلنا تدخل الجيش فى السياسة فنحن شعب غير قابل للحياة.. وأبو المجد: مصر تحولت إلى "مكلمة" واحذروا الفوضى الخلاقة
الثلاثاء، 04 أكتوبر 2011 03:43 م
عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود
اقترح تغيير أسم الجماعه الى الأخوان العلمانيين
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
الاخوان ام الاخوه الاعداء
عدد الردود 0
بواسطة:
انشر
أنا ملاحظ حاجة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود راغب عنان دموه دكرنس دقهليه
صبرا ال ياسر
عدد الردود 0
بواسطة:
المصري المهاجر
لم تقولون ما لا تفعلون
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عيوشه
اعلم قبل أن تهدم
عدد الردود 0
بواسطة:
فهمى عمر المحامى طلخا
الساعة9 مساءا
عدد الردود 0
بواسطة:
جيمى
الاصوات السابقة للاخوان لم تكن حبا فيهم