معيار نجاح أى ثورة هو تحقيق ما هدفت إليه هذه الثورة أو تلك، ولا غضاضة فى أن نطلق على أحداث 28 يناير المصرية وصف ( ثورة )، إنما الغضاضة هو أن نبقى حتى الآن دون تحقيق الأهداف المرجوة منها، وأول هذه الأهداف أراها تتحقق بنجاحنا كمصريين فى تحقيق الديمقراطية الكاملة التى كُنا منها محرومين - إلا قليلاً - !!
وهو ما يستدعى أولاً أن نكون ديمقراطيين فى سلوكياتنا وفى أفعالنا وفى توجهاتنا وفى أحلامنا، وفى أفكارنا وإبداء رأينا، وأن نعود إلى العمل والإنتاج بأقوى مما كُنا، وأن نستلهم روح الثورة فى تحقيق المناخ الديمقراطى المأمول، وأن هذا المناخ المأمول يتطلب منا أول ما يتطلب احترام القانون وسيادته، واحترام الرأى الآخر، واحترام حرية التعبير، واحترام – بل وتوقير حرية العقيدة!!
وأهم ما يتطلبه منا كذلك هو أن نتوقف كمصريين عن أى تصرفات وأى أعمال من شأنها إفقار مصر، أو إضعاف مصر، أو – لا قدر الله - إفلاس مصر.
ومن ثم – فلابد أن نقر ونعترف أولاً أن الذين خططوا ونفذوا، ومازالوا يخططون وينفذون وقفات احتجاجية واعتصامات وإضرابات عن طعام فى أى مكان فى بر مصر وفى مختلف مجالات أعمالها، ولمختلف فئاتها وطوائفها لأسباب قد تبدو منطقية ومشروعة، أو لأسباب ولو متعلقة بمظلمة شخصية، أو بإقالة وزير، أو رئيس وزراء، أو بمطالبة سلطات التحقيق بالإفراج عن متهمين بأرتكاب جريمة، أو للمطالبة بسرعة إصدار أحكام القصاص ضد مُتهمين بالفساد أو مُتهمين بقتل ثوار !! هُم فى الأساس أعداء الثورة، بل أعداء النهضة!!
فأولئك هُم المُعطلون لنهضة مصر وتقدمها وسيرها فى الطريق المستقيم، لأنهم بأفعالهم الغير مسئولة تلك يعطلون حركة سيرمصرالباحثة عن أستقرار وسط فوضى، وعن طريق يؤدى إلى دوران عجلة الأنتاج من جديد بعد توقف، وإلى آفاق مرسومة لحجم وقيم التصدير، وإلى طريق يؤدى إلى ازدهار السياحة، وإلى استعادة أرقام أموال الاحتياطى النقدى والسلعى التى تتهاوى، وإلى استقرار أمن قد أنفلت، وإلى تحقيق حد أدنى آمن للأجور وحد أقصى كافً لها، وإلى تحقيق انخفاض فى نسبة الفقر ونسبة البطالة، وإلى، وإلى.
وكذلك الذين حطموا، وما زالوا يحطمون قاعات المحاكم، والذين وسبوا ومازالوا يسبون، وأهانوا ومازالوا يهينون القضاة لمُجرد قضاءهم ونُطقهم بأحكام على غير هوى المتهمين وذويهم، أولئك هُم الديكتاتورين يرتدون ثياب الديمقراطية التى هى منهم براء!!
فكيف ينادون بدولة القانون وسيادته، فى ذات الوقت الذى فيه يرفضون أحكام المحاكم وقرارتها؟!
وكيف لهم يهمشون دور النائب العام وقراراته التى صدرت أو قراراته المُنتظرة؟!
وكيف لهم لايوقرون قرارات جهاز الكسب غير المشروع وتحقيقاته التى مازالت وليدة لم تكتمل؟!
وكذلك الذين يستضيفون ضيوفهم فى برامج الإعلام من مؤيدى الثورة دون استضافة مُعارضيها، فأولئك وهؤلاء هُم راكبى الموجة، وهُم كذلك أعداء لنهضة مصر الإعلامية!!
فهُم يرددون كالببغاء حديثهم وهجومهم وشماتتهم، وينسون ماذا كانوا هُم أنفسهم قبل أحداث 28 يناير وماذا كان رأيهم فى النظام وفى الرئيس وفى زوجته ونجليه وقادة حزبه المنحل ورموز نظامه الذين انحنوا يوماً لتقبيل أياديهم!!
أما الذين سبق لهم أن رجموا البرادعى بالحجارة لمجرد اختلافهم معه فى الرأى فأولئك هُم مُمثلو ديكتاتورية الرأى!!
والذين نافقوا كل هذا النفاق، ومازالوا ينافقون، وجحدوا كل هذا الجحود، ومازالوا يجحدون، وشمتوا كل هذه الشماتة، ومازالوا يشمتون، ونصبوا من أنفسهم قُضاة وقادة، وعادوا أعداء الثورة خوفاً من مؤيدها، وخاضوا مع الخائضين دون وعى وإدراك ودون تحقيق وإثبات.
فأولئك جميعاً وهؤلاء ليسوا فى حاجة منا إلا الدعاء إلى الله عز وجل بأن يرشدهم إلى الطريق الصواب، وأن يُعجل إتيانهم وإتياننا البينة والحقيقة، حتى يتوقفوا عن ظُلمهم لأنفسهم قبل ظُلمهم للآخرين، وحتى لا تزيد سيئاتهم جزاء ما فعلوا ويفعلون من تصرفات غير مسئولة.
فهيا بنا ننتبه.. فما زال طريقنا إلى النهضة شاقاً وطويلا.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمدصبري عنتر
ثوره تحتاج الي ثوره
عدد الردود 0
بواسطة:
أ/ محمد ابوعقدة المحامى
الله عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
ك.م. سعيد عبد الرسول
غضاضة ولا غضاضة
عدد الردود 0
بواسطة:
MEDHAT KAMAL
تعليق رقم 3
عدد الردود 0
بواسطة:
جيمي
الله يخرب بيت دي ثورة