تعالوا نجرب، الدكتور محمد البرادعى رئيسا للوزراء - مجرد تجربة - ليه؟ من يوم ماعرفناه، وهو يتحدث عن أن مصر تستحق أكثر من ذلك وإنه يمكن عمل خطط علمية تؤدى إلى نهضة البلاد، وما إلى آخره. طيب لماذا لا نعطيه فرصة كى يضع جميع خبراته فى خدمة الوطن خاصة فى هذه المرحلة الحرجة.
والبرادعى شخصية توافقية بمعنى أنه ليس لديه خصوم سياسيون لأنه لم يسبق له أن عمل فى السياسة لمنافسة أى فريق أو تيار، وفى الماضى القريب كان هو الوحيد القامة التى تستطيع أن تكابر مع مبارك دوليا لأسباب، أهمها أن نظام مبارك كان لا يتجرأ على تلفيق تهمة له أو إبعاده والتضييق عليه نظرا لما يحتله البرادعى من مكانة دولية، كل ذلك جعل الإخوان بذكائهم السياسى يقفون بجواره فى بداية وصوله إلى مصر ومعرفة الشارع المصرى به، كذلك فهو خبير فى العمل الجماعى وليس لديه أى نوع من أنواع الأمراض الشرق أوسطية المتمثلة فى حب الظهور والتعالى على الآخرين حال تولى المنصب، فهو رجل أراه على الشاشة بسيطا وغير متكلف.
والحقيقة أن منصب رئيس الوزراء هو منصب مناسب للدكتور البرادعى، لأن طبيعة منصب رئيس الجمهوريه لا تتناسب وشخصية البرادعى، فلا أعتقد أنه يجيد لعبة السياسة والتحالفات ولا أتخيل أنه يتحمل ما للسياسة من نار لابد أن يكتوى بها كل من اقترب منها.
كل ما يحتاجه الدكتور البرادعى الآن هو أن ينزل إلى الشارع المصرى الحقيقى ليلمس مشاكله المزمنة ويحاول أن يعرف الجغرافيا البشرية فى مصر وطريقة الحديث مع جميع الطبقات الثقافية فى المجتمع المصرى.
ونأتى إلى البرلمان واقتراحى - مجرد اقتراح - أن نسند رئاسته إلى الدكتور محمد سليم العوا، فهو أستاذ قانون من طراز متميز ومتكلم بشكل رائع وله أسلوب وحصيلة لغوية متفردة، وهو أيضا رجل أكاديمى ولديه شخصية وكاريزما مع المثقفين - هى جامدة شوية أحيانا لكنها مقبولة - كما أن كثيرا من العلم لدى سليم العوا قد لا يفهمه البعض من البسطاء عندما أحيانا نجده يتكلم بكبرياء العالم المتمكن لذلك موضوع أسلوب العوا العلمى الواثق من نفسه شويتين ممكن يكون حائلا للوصول إلى الرئاسة.
ومن ضمن ميزات العوا أنه إسلامى من طراز معتدل، وبالتالى يمكنه التعامل مع تيار الإخوان المسلمين الذى وبالتأكيد سيأخذ العدد الأكبر من المقاعد فى البرلمان القادم، ومن جهة أخرى سيحاول إيجاد صيغ توافقية بين رغبات الإخوان داخل البرلمان القادم وتوجهات المجتمع، كما أنه أيضا ليس لديه أى خصومة سياسية مع أحد.
وما يمكن أن يحول دون وجود الدكتور العوا كرئيس للبرلمان هو أن العائد المادى لهذه الوظيفة لا يتناسب مع عائده المادى الآن كمحامٍ ومحاضر وكاتب ورئيس عدة اتحادات وحاجات كثيرة زى كده فى مصر والدول العربية، فعليه أن يقبل هو وأسرته تضحية مادية من طرفهم فى مقابل تاريخ ومكانة أدبية لأى قانونى يشغل منصب المشرع الأول فى الدولة ورئيس البرلمان.
أما بالنسبة للدكتور عصام شرف فرؤيتى - مجرد رؤية - أن يكون اتجاهه إلى الدقى محل سكنه، حيث يمارس رسالته كرب أسرة رائع، وأنا هنا أنتظر أن يخرج لنا الدكتور شرف جيلا رائعا من أحفاده يتحلون بنفس الأخلاق الحميدة، التى لمسناها جميعا فى الدكتور شرف، ويمكن لو كنا فى مرحلة غير المرحلة أو فى وقت غير الوقت كان من الممكن أن تظهر إمكاناته أكثر وأكيد أنه كان هيؤدى أفضل من ذلك.
إلا أننا سنذكر له جميعا أنه كان مؤدبا وزى حتة البسكوتة على رأى الدكتور يحيى الجمل.
ومن الصعب جدا أن تتولى مسؤولية بناء نظام جديد مع شعب عاش مشاكل مزمنة طوال ثلاثين عاما، فكثير منا الآن لديه مطالب ويشعر أن الوقت الحالى هو وقت تنفيذها ووقت أن ترد إليه حقوقه التى انتزعت منه طوال السنوات الماضية، ودفعة واحدة وبدون تأخير، وكل ده طلع على دماغ المجلس العسكرى فى اليومين اللى أصبح فيهم مسؤولا عن الحكم فى مصر.
والمجلس العسكرى شريك فى ذلك لأن إحنا قولنالهم أكثر من مرة أنتم تديرون ولا تحكمون، تجدهم يشرعون ويضعون إعلانات دستورية، وأحيانا يحاولون أن يتحدثوا بلغة السياسيين يفشلون بسبب قلة الخبرة السياسية وغياب لغة مخاطبة القوى السياسية والشارع المصرى.
لكن للأمانة لديهم حسن نية واختلافنا معهم فى بعض الأحيان هو اختلاف منهج وليس اختلاف توجه، فالوجود فى الثكنات بالنسبة للعسكريين أسهل بكثير من تولى مسؤولية بلد بحجم مصر.
أما قوات الجيش التى تساعد الشرطة فى ضبط الأمن فى الشارع فالقراءة الصحيحة تقول إنه لا يمكن سحبهم من الشارع قبل مدة زمنية لا تقل عن عامين وأن يكون سحبهم بشكل تدريجى وبعد أن يكون جهاز الشرطة استعاد تماما كل مقوماته، وتهدأ التظاهرات والإضرابات والانفلات الأمنى.
أما عن الموقف بالنسبة للاثنين الكبار المشير طنطاوى والفريق سامى عنان، فحسب اعتقادى - مجرد اعتقاد - لن يقوم أى منهما بتقديم التحية للرئيس القادم ليس تكبرا أو عدم احترام للشرعية لا سمح الله، لكنهم سيستقيلون من مناصبهم بمجرد أن يسلموا الدولة لرئيس منتخب وفى وجود برلمان حقيقى.
وهنا يكونان قد كسبا الماضى والحاضر والمستقبل، بمعنى أنه لن ينسى لهما أبدا ما فعلاه مع الثورة المصرية، كذلك سيتم تكريمها على أعلى مستوى رسمى فى الدولة وأيضاً أتخيل أنهما سيكرمان فى ميدان التحرير، وسيجنى أبناؤهما وأحفادهما فى المستقبل حصيلة إيجابية نتيجة تاريخهما المشرف.
بس مجرد نصيحة، الشعب بتاعنا دلوقتى ما عندوش أى استعداد أنه يسامح أى حد حاول أن يحرمه من مقدراته ومكتسباته، عشان كده نصيحة للى عايز يروح ويظل آمنا فى بيته، لازم يخلى باله إنه لما يمشى كله يكون فى السليم - وطبعا انتو فاهمنى - ويبقى السؤال بعد كل ذلك، ومن الذى سيأتى رئيسا لمصر؟ والحقيقة أننى وكثيرين ما زلنا نبحث عنه، ولنا سطور أخرى الأسبوع المقبل، إن كان فى العمر بقية.
خالد أبوبكر يكتب: البرادعى للحكومة.. والعوا للبرلمان.. وشرف للدقى.. المشير والفريق لن يؤديا التحية للرئيس القادم.. ولا يمكن سحب الجيش من الشارع قبل سنتين
الإثنين، 31 أكتوبر 2011 09:58 م