(الربيع العربى) مصطلح اعتاد عليه أبناء الشعب العربى منذ بداية هذا العام وبداية الثورات العربية المتلاحقة بداية من الثورة التونسية ونهاية بالثورة الليبية مرورا بنظيرتهما المصرية، إلا أن الأوضاع فى كل من تونس ومصر وليبيا التى انتصرت الثورة فيها مؤخرا، إضافة إلى الأوضاع المتاججة فى كل من اليمن وسوريا يجعلنا نبتعد قليلا أو كثيرا عن مصطلح الربيع العربى والحقيقة أن هذه الأوضاع فى كل البلاد العربية المختلفة تجعلنا ندخل فى تعبير جديد وهو (الخريف العربى)، هذا الخريف الذى يتميز بكثير من البهوت وتساقط الأوراق الخضراء من على أشجارها، وتذبل فى الزهور كما تختفى الفرحة كثيرا حيث بدأت الناس تنسى الربيع الذى يبدو أنه قد انقضى، وإذا نظرنا نظرة عامة على الأوضاع فى البلاد العربية فسوف نجد أن فى كل منهم يعترض إلى تراجعات بسبب ترسبات قديمة فى نفوس تلك الشعوب أو لأنهم سنة أولى حرية أو انقسامات بين أبناء الشعب الواحد بسبب الثورات نفسها التى قامت من أجل توحيد أبناء الشعب، أضف إلى ذلك مكائد الأحزاب السابقة الحاكمة والتى قد انحلت وأيضا طمع وتكالب على السلطة من تلك الأفواه التى كانت مغلقة وفجأة فتحت استعدادا لأخذ قطعة من الكيكة وربما الكيكة كلها إذا استطاعوا ذلك الذى نراه يجعلنا نتساءل هل الربيع العربى قد غادر البلاد العربية بهذه السرعة؟
إذا كان غادر فهو غادر ليس بسبب العوامل المناخية إنما ربما يعود إلى عدم حفاظ الشعوب العربية على ما ساعدهم الله فى صنعه أننا نحن الشعوب العربية كالطالب الذى يملك الكثير والكثير من المعلومات، ولكنه لا يعرف كيف يستخدمها ومع تعرضه لأول امتحان أصبح مشوش التفكير غير قادر على الحل
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن هل سنجد الحل؟ أم هل سنبقى هكذا وندخل فى مرحلة الشتاء العربى وتتجمد نفوسنا عن إيجاد الحل وتتجمد معها ثورتنا.
