سامى عبد الجيد فرج يكتب: ليتنى ما هتفت!

الأحد، 30 أكتوبر 2011 08:11 ص
سامى عبد الجيد فرج يكتب:  ليتنى ما هتفت! مظاهرة فى ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قد أكون أكثر الناس تشاؤما، بل وربما أصبت بعمى الألوان فلا أرى أمام ناظرى إلا اللون الأسود الغطيس الكالح، وأحاول أن أرى قبسا ولو بسيطا من النور كالتى حاولت أن تراه بطلة فيلم قنديل أم هاشم لكن كل محاولاتى باءت بالفشل.

وعندما يمر الشريط السينمائى أمامى منذ أحداث خالد سعيد أجدنى أصرخ وأقول وبعدما شاهدته على الساحة المصرية، ليتنى ما هتفت بسقوط النظام - وعندما أجد مسرح الأحداث ضبابيا ومبهما أجدنى أقول ليتنى قطعت أصابعى قبل أن تكتب مهاجمة النظام الماضى بكل ضرواة وفى حدود إمكانياتى الضعيفة.

أقول ليتنى ما هتفت قائلا يا حرية فينك فينك أمن الدولة بينى وبينك – فأين هى الحرية التى كنا ننادى بها، وترجمها البعض إلى الفوضى فى كل ميادين الحياة.

وعندما قلنا كرامة إنسانية أجد نفسى معاتبا لها قائلا يا رجل ليتك ما هتفت - فالحال هو الحال لا عدالة اجتماعية ولا شفافية ولا أى مطلب من مطالب الثورة تحقق فى وضع حد أقصى للرواتب.

هتفنا يسقط الرئيس فهل سقط الرئيس أم الشعب هو الذى سقط فى بحر الخيانة والمصالح الذاتية، لذلك أقول ليتنى ما هتفت.

عندما هتفنا يسقط يسقط حكم العسكر، فهل سقط الحكم أم ظل حتى الآن العسكر هم من يحكمون مصر ويقودون الثورة المضادة، لذلك أقول ليتنى ما هتفت.

كل الشواهد تقول بأن عمر الثورة يوم إن ولدت وأيامها فى الحياة معدودة، فقد قامت يوم 25 يناير واستلمنا شهادة وفاتها نهار يوم 12/2/2011 أى وليد لم تكتب له الحياة سوى 18 يوما، فقط فأقول ليتنى ما هتفت.

أتذكر حالى وأنا قد تجاوت الرابعة والستين من عمرى سائرا فى المظاهرات سواء قبل الثورة أو بعدها بالرغم من الأمراض التى تكالبت على وأقول ليتنى ما مشيت.
وقفت وصرخت مثلى مثل الكثيرون قائلين الشهيد بينادى فين حقى يا ولادى – واتضح بأنه لم يسمع صرخاتنا ولا صرخاته أحدا، والتباطؤ والتواطؤ ظاهر للعيان فأقول ليتهم ما هتفوا ولا هتفت.

شعور غريب وإحباط وكآبة تلازمنى فى حياتى هذه الأيام – وأنا لا أرى أى تقدم أو سير لعمليات التنمية فى المجتمع، بل كلام فى كلام – أقول ليتنى ما تعاطفت.

ليتنى أتمكن من قطع لسانى حتى لا أهتف يوما إلى يوم مماتى حتى لا أندم وأقول ليتنى ما هتفت.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة