يذكرنا الرائع بهاء طاهر فى واحة غروبه بأننا نحن المصريين تعودنا منذ آلاف السنين على الخضوع لحكامنا وتقديسهم كآلهة.
ويبدو أن بعضنا استمرأ ذلك بل واستعذبه، حتى بعد ثورة 25 يناير، حيث انتشرت مؤخرا بعض مجموعات تؤيد الرئيس المخلوع حسنى مبارك عبر الإنترنت والمواقع الاجتماعية المختلفة بشكل يدعو للاستغراب والدهشة.
العقلاء لا يحبون ولا يكرهون إلا لأسباب موضوعية، ونقاشاتهم واتفاقاتهم واختلافاتهم تركن دائما إلى العقل، واستفساراتهم تساهم بالتأكيد فى رد العقول إلى الأدمغة الخاوية.
فماذا فعل مبارك لمصر؟ وهل هناك من يؤيد المخلوع حتى وقتنا هذا؟ وإذا وجدوا بالفعل فبماذا يأملون؟ وكيف هى نظرتهم للمستقبل؟ وهل يمكن أن نتخيل عودة رئيس خُلع بثورة شعبية؟ ثم ما معنى أن يحاول البعض اختراق هذا الصف ويخرج علينا مؤيدا مبارك ومناديا بعودته.. هل يحلم هؤلاء؟ أم نحن الحالمون؟!
أيها النائمون فى العسل والراقدون تحت التراب أفيقوا من غفلتكم.. فما كان قد كان وما ذهب لن يعود، فـ"حلم إبليس فى الجنة".
بلغ مبارك من الكبر عتيا، ووصل إلى أرذل العمر، ولم يعد قادرا على الوقوف على رجليه ليس من الآن بل من عشر سنوات على الأقل، ومع ذلك يطالب من يطالب ويحلم من يحلم بعودته!
لا أدرى بالتحديد ما هى مطالب هؤلاء المؤيدين!
هل يطالبون بعودة مبارك رئيسا مرة أخرى، أم أنهم يطالبون بتولية ابنه جمال خلفا له، أم يتمنّون عودة الديكتاتور حبيب العادلى، أم يحلمون بعودة طغاة الزمرة الفاسدة التى لم تفرز غير لصوص وقتلة أكلوا الأخضر واليابس، وماتت ضمائرهم ونخوتهم فوضعوا مصالحهم فوق مصالح الشعب..!
يا سادة.. إن الشعب المصرى لا يستحق ذلك السحق المتعمد لأمانيه، ولا ذلك الفقر المقنن، ولا ذلك التصحر الثقافى والاجتماعى والعلمى لكل موهوبيه، فقد كانت مصر لعصور طويلة منارة للعلم ومقصدا لطالبيه، ويشهد التاريخ الحديث والقديم بذلك، إذ ذكر الإسكندر الأكبر، بانى الإسكندرية، فى إحدى كتاباته عبارة سأنقلها بفخر كما وردت: "على من يطلب العلم أن يقصد مصر، فأفلاطون معلم أستاذى أرسطو قال إن اليونانيين رغم كل ما يزهون به من علم وفلسفة هم مجرد أطفال إذا ما قورنوا بالمصريين".. الله أكبر.
أيها المؤيدون والمطبلون.. ألم تمل عقولكم قبل قلوبكم من النفاق؟ ألم تتعب أياديكم من التصفيق ليل نهار دون أن توضحوا لنا سببا واحدا لهذا الإعجاب والانبهار بشخصية رجل لم ولن يشهد له التاريخ بأى إنجاز.
أسمع الآن من يتبجح ويصحح لنا معلوماتنا، ليسرد الإنجازات تلو الإنجازات، فالرئيس المخلوع هو صاحب ومصمم ومنفذ مترو الأنفاق، وهو أيضا مهندس مشاريع الصرف الصحى.. يا لها من إنجازات.. ألا تستحوا.. ألا تخجلوا من أنفسكم.. رئيس دولة مثل مصر بإمكاناتها المادية والبشرية تنحصر كل إنجازاته فى مشروعين يمكن أن يقوم بهما بضعة خريجين جدد فى واحدة من كليات الهندسة التى تملأ مصر شرقا وغربا.. أخزاكم الله.
أراهن هؤلاء.. أن أى مواطن مصرى أنجز على مستواه الشخصى ما هو أهم وأفضل مما أنجزه ذلك المخلوع، لا ردّه الله.
أيها الحالمون.. أيها المغيّبون.. أفيقوا.. وعودوا إلى الواقع.. واسمعوا وعوا.. فـ"مبارك أبدا لن يعود".
مؤيدى مبارك فى مظاهرة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامى علوى
نعم ايها المخلوع لن تعود ابدا
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو وليد ايمن
نسيتوا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى بن العاص
لست فلوليا ولا ثوريا بل عقلانيا
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالعزيز مجاور
ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
كلنا مبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
islam
you are fantasitc
really you are so fantastic
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود المصري
الى صبيان مبارك
عفوا هذا ليس زمن العبيد انه زمن الاحرار
عدد الردود 0
بواسطة:
gehanhany
لكل فعل رد فعل
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد وحيد
!!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
سعيد سالم .com
كنت ومازلت وسأظل مؤيد لمبارك حتي مماتي ...