بدأ الناخبون فى قرغيزستان صباح الأحد بالتوجه إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة الواقعة فى آسيا الوسطى والتى شهدت فى 2010 ثورة دامية أطاحت بالرئيس كرمان بك باكييف وتلتها أعمال عنف اتنية.
وفتحت صنادق الاقتراع عند الساعة 08,00 (02,00 تج) على آن تغلق عند الساعة 19,00 (13,00 تج)، فى حين يتوقع صدور أولى النتائج ليل الأحد الاثنين.
ويتنافس فى هذه الانتخابات 16 مرشحا أبرزهم رئيس الحكومة الماظ بك اتامباييف زعيم الحزب الاشتراكى الديمقراطى وهو الأوفر حظا للفوز فى الاقتراع.وابرز منافسيه هما القوميان اداخان مادوماروف وكامتشيبك تاشييف، وكلاهما كان مقربا من الرئيس المخلوع كرمان بك باكييف.
وقد توعد هذان المرشحان بنزول أنصارهما إلى الشارع فى حال حصول عمليات تزوير، فيما حذرت الرئيسة بالوكالة روزا اوتونباييفا المرشحين من مغبة التحريض على إثارة الفتن، وذلك فى خطاب متلفز مساء الجمعة.
وقالت اوتنباييفا التى تولت الرئاسة بالإنابة بعد انتفاضة 2010 والتى لا يحق لها الترشح للانتخابات الرئاسية، "يجب عدم تحريض الشعب على ارتكاب أعمال غير مشروعة وتقويض دولتنا".
ولم تعش قرغيزستان انتقالا سلميا للسلطة منذ استقلالها فى العام 1991، وشهدت فى مارس 2005 ثم فى ابريل 2010 ثورتين داميتين وأعمال عنف اتنية دموية (يونيو 2010) استهدفت خصوصا الأقلية الاوزبكية فى جنوب البلاد.
ويعتبر استقرار قرغيزستان أمرا أساسيا بالنسبة للولايات المتحدة التى تملك فيها قاعدة عسكرية جوية هامة لانتشار قواتها فى أفغانستان. كما تملك روسيا فى هذا البلد منشآت عسكرية.
ولفتت منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا التى سيشرف 285 من مراقبيها على سير عمليات التصويت، فى تقريرها الأخير إلى خطر تعميق الانقسامات.
وجاء فى هذا التقرير الذى نشر فى 24 أكتوبر "أن الانطباع العام هو أن الانتخابات قد تؤدى إلى تعميق الانقسام بين الشمال والجنوب كما من المحتمل أن تزعزع الاستقرار فى البلاد".
وتشهد قرغيزستان البلاد الجبلية والفقيرة التى تعد خمسة ملايين نسمة، انقسامات عديدة بين القرغيز والاوزبك، وبين الشمال المدينى والمزدهر نسبيا والجنوب الفقير والريفى عموما، وبين أنصار النظام السابق وأنصار النظام الجديد.
صورة أرشيفية