سألنى وهو غاضب.. هل للإعلام أن يمنح لأحد لقب "شهيد".. وقبل أن أجيبه.. سألنى مرة ثانية: "يعنى أيه جنازة أنيس منصور الكاتب الكبير تخرج من مسجد عمر مكرم وليست ملفوفة بعلم مصر وجثمان الشاب عصام عطا يخرج من نفس المسجد ملفوفا بعلم مصر، ويقولون عنه شهيد". كان محقا فى أسئلته أو وجهات نظره وقلت له: "انظر إلى نوعية مشيعى جنازة "الكبير" أنيس منصور.. وانظر إلى مشيعى جنازة الشاب عصام عطا.. فى الأخير تجد شبابا ثائرا غاضبا.. ووضعوا على جثمانه علم مصر.. أيه المشكلة "رد باستفزاز: "باقولك أنيس منصور يعنى تاريخ وكتب وفكر وثقافة وعلم".. وقلت له بهدوء: "وأنا بقولك عصام عطا.. مات فى طرة وشاب فى العشرينات".. وصرخ بقوة: "يا سيدى.. ده متهم فى قضايا والموضوع جارى التحقيق فيه ولسه مش عارفين "جانى أم مجنى عليه" ..قتلوه أم " بلبع " أقراصا مخدرة.. وبعدين هم بيعذبوا فى الأقسام وبس لكن فى السجن لا.. عندهم عقوبات تانية.. انفرادى.و ..و . تركت أسئلته وتابعت كلمة "شهيد" ووجدت مواقع إخبارية تكتب : "النائب العام ينتدب الطب الشرعى للتحقيق فى وفاة "شهيد طرة".. وتتابعت التقارير الإخبارية الداخلية: عصام عطا توفى بسجن طره نتيجة تسمم دوائى حاد.. والدة خالد سعيد: شيعت ابنى تانى إلى الجنة.. واستخراج لفافة من أحشاء ضحية التعذيب.. ومسيرة بجثمانه للتحرير ومسيرة لـ 6 أبريل تصل للتحرير بدون جثمان عصام عطا وردود فعل غاضبة عقب مقتل عصام عطا.. نشطاء: الحل الوحيد للتعامل بآدمية فى السجون أن تكون جاسوساً.. وأم عصام: لو قدرتوا تجيبوا حق خالد سعيد هتجيبوا حق ابنى.. و"خالد سعيد" لأطباء قصر العينى: سكوتكم جريمة و"حكومة ظل الثورة" تقدم بلاغا للنائب العام للتحقيق فى مقتل سجين طرة و"بيان أطباء التحرير يبرئ السجن من التعذيب ويؤكد: الوفاة لتعاطيه مواد مخدرة.. ومالك مصطفى: طبيب التحرير أظهر هوية "ضابط جيش" لدخول المشرحة ولم يحضر عملية التشريح كاملة "الإعلام ليس من حقه أن يطلق لقب شهيد على أحد.. هو ضحية لجريمة أو ضحية لإهمال أو ضحية لعنف.. بعض الصحفيين أو الإعلاميين يوزع "صك الشهادة" وهو جالسا على مكتبه.. من يقول شهيد من عدمه لست أنا أو أنت.. الله فقط هو الذى بيده كل شىء.. وكتب الصحافة وأساتذتها لم تقل لنا إن الله أعطانا "توكيلا" نمنح به من نشاء لقب الشهادة.. ولكن هناك أبجديات لهذه الكلمة.. تذكرت ضحايا العبارة السلام 98 .. هم 1034 بعض جثثهم لم تظهر.. تذكرت ضحايا قطار الصعيد.. تذكرت صخرة الدويقة.. وعدت إلى تصريح الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية حين قال: "غرقى الهجرة غير الشرعية ليسوا شهداء.. بل طماعون"، وهو ليس من حقه أن يمنح أو يعطى.. فهو ليس لديه "توكيل إلهى" فى هذا الشأن.. حديثى ليس عن "عصام عطا".. فهو شاب.. وفجعت أسرته لرحيله أو لوفاته أو لمقتله.. لكن هل يستحق لقب شهيد.. التحقيقات ما تزال جارية: "هل بلع أم هم الذين بلعوه.. أم عذبوه.. أم قتلوه.. أم هى كتلة من البرشام ابتلعها وحدث ما حدث وسببت له تسمما".. من يتحدث اليوم عن كلمة "شهيد" يقولون له: "أنت ضد الثورة".. لا تقول كلمة حق.. والداخيلة لم تتغير.. نعم الداخيلة تحتاج سنوات حتى تنسى ما "شربه" ضباطها وأفرادها وتعلموه طوال سنوات.. تحتاج إلى رؤية وثقافة وبعد نظر وإعادة صياغة خطاب إعلامى.. نفس "الفكر القديم" .."بلع ومات".. حديثى عن "هرتلة" ولقب شهيد الذى أصبح يخرج من "درج مكتب" ناشط أو صحفى أو مدون على "تويتر وفيس بوك".. حديثى عن إصدار أحكام هى فقط من حق الله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmd
الشهادة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohsan
واخرتها
عدد الردود 0
بواسطة:
هويدا شاكر
لمن الشهادة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
احييك على شجاعتك