احتفلت الكنيسة الأرثوذكسية مساء اليوم بمسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقصية بتأبين شهداء ماسبيرو بحضور الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة والأنبا موسى أسقف الشباب والأنبا روفائيل الأسقف العام، والأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة، والأنبا مارتيروس أسقف شرق السكة الحديد، وقدم فرق كورال ومسرح الكنيسة عدة عروض مسرحية وفنية، ومنها عرض "صرخة وداع"، والتى قدمت صورا لمأساة أحداث ماسبيرو، وصورة للغضب القبطى فى صورة فنية تراجيدية.
أكد الأنبا موسى فى كلمته، أن وزير الثقافة شارك بجهد كبير فى المساعدة فى الاحتفال بهذا التأبين، وقدم مسرح السلام لتقديم هذه العروض التى قدمت اليوم، رغم انشغاله بأعمال هامة لكنه جاء من أجل مشاركة أسر الشهداء فى تأبين أبنائهم، وأضاف، أن اليوم يجب الاحتفال والفرح بشهداء الكنيسة لأنهم فى مكان أفضل.
من جانبه قال الدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة، أن الأعمال الفنية عبرت بشكل كبير ومبدع عن شهدائنا المصريين الذين راحوا ضحية أحداث ماسبيرو، وقدموا صورة فنية شارك فيها الجميع بمشاعرهم وإحساسهم، وأضاف أن المصريين عليهم التكاتف فى هذا التوقيت من أجل بناء الدولة الحديثة، التى يتطلع إليها المصريون من خلال دولة القانون والمواطنة.
وعبر الفنان محمود ياسين عن انبهاره بالأعمال الفنية التى قدمت قائلا: "إن شبابنا لديه الكثير من الإبداع والمواهب والعطاء، فهو شباب يحتاج للحرية من أجل أن يقدم الكثير لمصر، فهو عبر بأحاسيس عميقة عن الحزن الذى أصابهم من هذا الحادث الذى أحزن جميع المصريين، ويجب أن يكونوا نقطة تحول للحفاظ على مصر، وإعادة هوية مصر القوية "مصر للمصريين"، وإعادة روح الحب والوحدة الوطنية التى عاشتها مصر طوال تاريخها لم يعرف أحد الفرق بين مسلم ومسيحى سوى هذه الفترات، لأن هناك من يريد سواء بهذا الوطن.
شهدت الاحتفالية مشاركة كبيرة من مثقفين وفنانين وسياسيين حيث شارك كل من المستشار هانى عزيز رئيس جمعية فى حب مصر، والدكتور منى مكرم عبيد المرشحة لمجلس الشعب بدائرة القليوبية، والدكتور عماد جاد الخبير بمركز الأهرام، والمرشح لمجلس الشعب بدائرة شمال القاهرة، والدكتور محمود العلايلى عضو لجنة العدالة الوطنية بمجلس الوزراء، ونخبة من الفنانين، منهم محمود ياسين وهالة صدقى ومحمود مرسى ولطفى لبيب والإعلامية فاطمة ناعوت، وبعض شباب الثورة، مثل زياد العلمى وحضر الاحتفال أسر الشهداء والمصابين.
وكانت الاحتفالية بدأت بتقديم عرض نال إعجاب الجميع عن طريق الرسم بالرمال لقصة وأحداث ماسبيرو للفنان رومانى مايكل الذى قدم عرضا هو الأول من نوعه باستخدام الرمال على شاشه مضيئة، قدم خلالها وضع الأقباط أمام ماسبيرو والمدرعات وانتهاء بالشهداء، وعرض لقصة مايكل مسعد وخطيبته، انتهاء بفراقهما، ويظهر باستخدام الرمال السماء مفتوحة إمام الشهداء فى مشهد جعل الحضور يصفق بحرارة تعجبا لهذا الفن الجديد من الرسم بالرمال على الزجاج المضيء، الذى أثر بشده فى الحضور، ولاسيما مع استخدام موسيقى تعبر عن مواقف وتعبيرات الرسم.
وعقب هذا العرض قدم الفريق عرضا مسرحيا مثل مجموعة من الشباب يمثلون طوائف الشعب من عمال وفلاحين ومرآة وشباب وضباط وهم يتحدثون عن ضياع فتاة ويبحثون عنها وسط الحضور، ويتساءلون عنها، وهم يحملون صور الأهرامات، وفى النهاية لا يجدونها فيتحدث كل شخص أنه السبب فى ضياعها، وأنه أخطأ فى حقها، لأنه لم يحبها، وفى النهاية يجتمعون على ضرورة أعادتها بيد واحدة، ويرفعون اسم مصر، ويدخل الجميع ليتغنى بها، ومنها: " أجمل ما فى مصر أن أنا مصرى.. وتاريخ بيشهد على نصرى.. أنا كنت يوم أصل الحضارة.. وهاكمل النهضة فى عصرى"، ويكتظ المسرح فى نهاية العرض بجميع الفرق، وهى ترفع لافتات كتب عليها "لا للإعلام الفساد، مسلم مسيحى أيد واحدة، ولا لتزيف الحقائق، وفى نهاية الحفل هتف الجميع "الشعب يريد الحب للجميع".
الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بتأبين شهداء ماسبيرو بعرض "صرخة وداع"
الأحد، 30 أكتوبر 2011 12:25 ص