خالد الشريف

القذافى.. نهاية دموية على يد الجرذان!

الأحد، 30 أكتوبر 2011 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد 42 عامًا من الدكتاتورية والقهر والاستبداد تحرّرت ليبيا من قبضة معمر القذافى، وكانت نهايته دموية كحُكْمِه، فهو لم يترك مساحة من التعاطف أو الرحمة لشعبه، فقد أذاقه الويلات وكتم الأنفاس وكمّم الأفواه، بل عزل شعبه عن العالم وحوَّل ليبيا إلى ركام بعد أن بدَّد ثروات بلاده.
وكانت نهايته على يد الثوار الذين وصفهم بأبشع الصفات، وهم عنده ليسوا إلا مجرد جرذان.. ضربهم بالقنابل والمدفعية والطائرات حينما خرجوا يطالبون بالحرية والعدالة والعيش الكريم، لم يسمع لهم ولم يرحم توسُّلاتهم.. وحينما وقع فى أيدهم لم يسمعوا له ولم يرحموه بل فتكوا بهم وأذَلّوه.. وهى عبرة لكل طاغية مستَبِدّ يتجرأ على القرآن والسنة وعلى حرمات شعبه.
وإن كنتُ أفضِّل أن يقتاد الثوار القذافى حيًّا دون إهانة حرصًا على سمعة الإسلام والعرب والثورة، وهو ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم حينما أشار عليه الصحابة بقتل ابن سلول رأس المنافقين، والذى استبان كفره وفضحه الله من فوق سبع سموات فرفض النبىُّ صلى الله عليه وسلم، حرصًا على سمعة الإسلام قائلاً: «دَعْهُ، لا يتحدَّث الناسُ أن محمدًا يقتل أصحابه».. وهو أمر من فقه الواقع فى ظلّ سطوة الصورة والكاميرا التى تنقل الحدث فى التوِّ ومدى تأثيرها على المشاهد، فالنفوس البشرية السَّوِيّة لا تحبّ مناظر الدماء ولا القتل.. ولذلك كان من الأفضل القبض على القذافى حيًّا حرصًا على صورة الثورة وحتى تتمّ محاكمته ونعرف مِنه لماذا دمّر بلاده وقتل شعبه، لكن قدَّر الله أن تكون نهايته بتلك الصورة البشعة.
القذافى حكاية طويلة من الطغيان والاستبداد.. فالرجل كان مصابًا بجنون التألُّه والعظمة بل كان يرَى نفسه فيلسوفًا من حقه أنّ يضع دستورًا لبلاده، بل للعالم أجمع من خلال كتابه الأخضر، وهو كتاب ساذج.
وقد زرتُ ليبيا عدة مرات فى مهمة عمل صحفية، وكنت أستغرب من حالة شعب فى بلد غنى بموارده ونفطه، أصبح فقيرًا على يد هذا الطاغية المجنون، وقد حضرت عدة مؤتمرات صحفية خاصة مع العقيد القذافى، وخرجت بانطباع أنّ الرجل غير عاقل، يُناقض نفسه فى كل ما يقول، بل إنّ ما يقوله اليوم عكس ما كان يردّده بالأمس.
وذكرتُ ذلك لصديقى الخبير الفرنسى فرانسوا بورجا، المتخصِّص فى شؤون الشمال الأفريقى، فضحك، وقال: «لقد جلست مع القذافى نتحدَّث فى السياسة والثقافة والثورة وكل شىء، فى جلسة امتدَّت بنا حتى الساعات الأولى من الصباح؛ فألَحّ علىَّ أن أقابله فى اليوم التالى لإكمال الحديث، ونبّه على السكرتير بدخوله فى الغد عند حضوره.. المفاجأة كانت عند حضورى ودخولى عليه أنكرنى، وسأل من أكون؟! والأغرب أنّه قال كلامًا مناقضًا لليلة السابقة»!
إنّه القذافى أيها السادة، الطاغية المجنون، الذى كان يعتقد أن الليبيين يعملون فى شركته، وهو الذى يُطْعِمهم ويسقيهم، نظام القذافى بفضل الله تهاوى سريعا، وكان سقوطه مروِّعًا، لأنّه نظام هش قائم على الظلم والطغيان، ليت الحكام الطغاة يتَّعظون، وليت قومى يفهمون، فالشعوب أبقى من حُكَّامها وإن الطاغية مهما فعل لن يستطيع أن يحجب شمس الحرية عن بلاده.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

توته

تحية لك استاذ خالد

عدد الردود 0

بواسطة:

رياض من طرابلس

سلمت يمينك

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة